تقارير

هكذا ينظر السويديين إلى الإسلام والمسلمين .. ؟

السويد بلداً ديمقراطي يحمي المعتقدات والحريات ، والسويد رمز عالمي لحقوق الإنسان ..بلد له تاريخ عريق في العصر الحديث في حماية الأقليات واحترام  معتقدات الآخرون .. ولكن في نفس الوقت توجد مؤشرات تشير إلى أن السويد كمجتمع ودولة تسير في طريق تصاعد الكراهية ..





فلنعود لنظرة المجتمع السويدي للإسلام والمسلمين ، وسيكون علينا العودة بالزمن للعصور الوسطى    .. وبالتحديد  في أوائل القرن 16 مع بدء تكوين المجتمع السويدي ، فتاريخيا  كانت مواقف السويد كمجتمع تتركز في سلطة الملك والكنيسة والأمراء النبلاء الأقطاعين ،  وكانت نظرتهم للمسلمين والإسلام سلبية وعدائية   إلى حد كبير بسبب العداء المتبادل بين أوروبا المسيحية والدولة العثمانية الإسلامية      ( الأتراك كانوا غالبا في هذا الوقت هم المرادف للمسلمين والإسلام ) ، ولكن ليس الأمر فقط ضد الإسلام وإنما ضد الكاثوليكية والبابا في روما حيث كانت الكنيسة السويدية بروتستانتية  اللوثرية مخالفة لتعاليم الكاثوليكية والبابا  ..





وفي القرن 18 تحسنت نظرة المجتمع السويدي تجاه الإسلام والمسلمين  مع صعود القومية السويدية في أوائل القرن العشرين. وبعد التواصل المستمر بين السويد مع الإمبراطورية العثمانية.  ووفقا لجوناس أوتربيك، المؤرخ السويدي للأديان، فإن المواقف تجاه الإسلام والمسلمين في السويد بدأت تتحسن منذ بداية عصر التنوير الحديث في السويد إلي اليوم  ولكن تخللتها دعوات عدائية في فترة صعود اليمين السويدي   ، وظل  مستوى التحامل والحكم المسبق  مستمر ولا يزال مرتفعا.




حتى ظهر مصطلح الإسلاموفوبيا وهو الخوف من المسلمين والإسلام بسبب ما يتم تداوله من أخبار ومعلومات عن الصراعات في الشرق الإسلامي والإرهاب ، ووجود دعايات متطرفة تحاول توظيف هذه الإخبار لزيادة الكراهية ضد المسلمين في أوروبا ، وهولاء هم “اليمين المتطرف الأوروبي” 




في السويد لا يوجد كراهية ضد المسلمين ولكن يوجد تمييز  يمكن أن نراه ظاهر بنسب متفاوتة في سوق العمل، أو في التغطية المتحاملة في وسائل الإعلام، وفي بعض التصريحات الحادة للسياسيين السويديين مثل سياسيين حزب سفاريا ديمقراطي ، ودعوات حظر الحجاب التي تفشل جميعها .




و وفقا لدراسة استقصائية أجريت في التسعينيات للتحقيق في الرأي العام السويدي تجاه الإسلام. وجد أن غالبية السويديين “لديهم موقف سلبي نوعا ما أو للغاية عن الإسلام” ويعتبرون الإسلام “يتعارض مع الديمقراطية، قمعي ضد المرأة، وتوسعي بطبيعته”. وجد القائمون بالدراسة أن وسائل الإعلام كانت مسؤولة إلى حد كبير عن تلك المواقف السلبية. تحسنت المواقف تجاه الإسلام والمسلمين في أواخر التسعينات وأوائل القرن ال21 ولكن وفقا لأوتربيك “مستوى التحامل كان ولا يزال مرتفعا.”




 التمييز ضد المسلمين والإسلام في المجتمع وسوق العمل السويدي
 توصلت دراسة ينس أجيرستروم و دان-أولوف روث من جامعة لينيوس أنه “فيما يتعلق بالمواقف ضد الإسلام والمسلمين في السويد، فأن 49 ٪ من أرباب العمل أعلنوا صراحة عن وجود مشاعر سلبية تجاه العرب والمسلمين .




وكان أكثر الآراء هذه تأتي من الذكور السويديين الأصليين، يرى IAT أن ما لا يقل عن 94% لديهم موقف ضمني متحيز أو عدم ارتياح  ضد الإسلام .

و عندما نتحدث عن الإنتاجية والالتزام بالعمل وجودة العمل ، فأن “78% ربطوا الذكور العرب المسلمين بإنتاجية أقل، ولكن فقط 12% أعلنوا ذلك صراحة (أن هذه الفئة المستهدفة تنتج أقل من الذكور السويديين الأصليين).  حاليا أصبح العرب مرادف للإسلام في السويد .





و” عندما سئل أرباب العمل مباشرة عما إذا كانوا يفضلون السويديين الأصليين عن الذكور العرب-المسلمين عند التعاقد مع الموظفين، “النصف قالوا نعم.”




و خلصت دراسة سويدية من قبل “موا برسل ” من جامعة ستوكهولم إلى أن طلبات التوظيف من ذوي الأسماء التي تعتبر سويدية كان لها ضعف فرصة الحصول على مقابلة عمل بالمقارنة مع هؤلاء الذين لديهم أسماء تبدو أجنبية “إسلامية” ، على الرغم من التطابق في المؤهلات.




 دراسة حديثة  أخرى ، استخدمت أسماء باللغة العربية وأسماء سويدية  وجعلت مؤهلات ذوي الأسماء باللغة العربية أفضل وأكثر كفاءة، ولكن كانت النتيجة محبطة فمع ذلك  استمرت الأسماء السويدية تنال دعوات مقابلات وتوظيف أكثر وترحيب وفرص عمل أكثر .

 دراسات أخرى من قبل سويديين مسلمين في شبكة التعاون قد أشارت إلى أن “كمية التمييز ضد المسلمين في سوق العمل السويدي مثيرة للقلق.”




في التعليم
منظمة غير حكومية سويدية اسمها إكسبو ذكرت  أن كلا من العاملين في المدرسة والمواد التعليمية تعاني من عيوب في القدرة على تجنب التمييز والصور النمطية. استنتج بحث لجوناس أوتربيك أن الكتب المدرسية احتوت العديد من الصور النمطية عن الإسلام. وهناك عدم فهم كبير بين ماهو إسلامي وماهو متطرف ، حتى أن المعلومات الثقافية التي يتم نقلها للطلاب لا تميز بين الشيعة والسنة والتطرف الإرهابي ، خلصت إلى أن الكتب المدرسية غالبا ما تصور الإسلام على أنه “عسكري.”




 كما وجدت بحوث دراسية للباحثة  لينا سوير ومسعود كمالي  أن المناهج الدراسية في السويد كثير من الأحيان تقدم سردا يدعم مفهوم “صراع الحضارات” بين المجتمع السويدي والعالم الإسلامي. دراسة الزهراء البياتي توصلت إلى أن “تصنيف وتفرقة الناس على أساس العرق في المجتمع السويدي يتم بناؤه في التعليم المدرسي، على سبيل المثال في مجموعات العمل وغير ذلك.”




التمييز ضد المسلمين والإسلام  وسائل الإعلام السويدية 
توصل بحث عن طريق يلفا برون   وFazlhashemi   إلى أن السويديين المسلمين على وجه الخصوص يعانون من وضعهم في فئة “الآخرين” ويعانون من الصور النمطية التي غالبا ما تربطهم بالسلوك العنيف. أصدرت وكالة حكومة سويدية تقريرا في عام 2015 ووجدت أن الصور النمطية عن المسلمين هي أقل انتشارا في وسائل الإعلام السويدية التي تديرها الدولة.




في نظام العدالة
لا توجد قوانين في السويد تستهدف بشكل مباشر المسلمين أو أي من الأديان ، ولكن  تم انتقاد قانون مكافحة الإرهاب  السويدي ، ،  حيث  أن تعريفات الإرهاب في القانون هي واسعة جدا، مما يؤدي بالعديد من المسلمين في تحمل أعباء مفهوم أن الإسلام دين عنيف كما صرح بذلك سياسيين في حزب سفاريا  ديمقراطي ,




وفقا لتقرير في السويد عرض على البرامج الإخبارية Aktuellt وRapport، فإن وجود قضايا لها علاقة بالاعتداء يتم تصنيفها بعمل إرهابي إسلامي محتمل  ، ويقول الكاتب والصحفي” يان غيو” أن   تقرير المجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة  وجد أن المسلمين هم من الفئات الأقل حصولاً على  معاملة موضوعية في القضايا الجنائية وأن المخبرين ومصادر الدراسة ذكروا أن هناك ميل لعدم الثقة بالمسلمين المشتبه بهم، خصوصا إذا كانوا من الرجال. ووجدت الدراسة أن الصور النمطية ضد المسلمين موجودة في جميع الحالات تقريبا في نظام العدالة السويدي.




في السياسة
تستمر التصريحات الحادة التي تحاول مهاجمة المسلمين والإسلام وهي تتكرر من وقت لآخر وتكون مباشر كما يفعل زعيم حزب سفاريا ديمقراطي وأعضاء حزبه ، وتكون أقل حدة كما تفعل أحزاب المعارضة البرجوازية في السويد مثل نيماكو صابوني وآيبا بوش وزعيم حزب المحافظين




جرائم الكراهية
بعض المسلمين كانوا ضحايا للعنف بسبب دينهم. في تشرين الأول / أكتوبر عام 1991، شهرام خسروي، الطالب ذو الأصل الإيراني البالغ من العمر 25 عاما، أصيب بعيار ناري في الوجه خارج جامعة ستوكهولم من قبل John Ausonius. في عام 1993، تم طعن اثنين من الشباب الصوماليين المهاجرين وتم حرق مسجد محلي في إحدى المدن السويدية. ذكرت الشرطة أن مرتكبي الطعن قاموا بذلك بدافع الكراهية العنصرية.




 




 

المقال يعبر عن رأي كاتبه-  وليس رأي المركز السويدي للمعلومات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى