خبراء السياسة العسكرية : هذه هي سيناريوهات نهاية الحرب الروسية في أوكرانيا ..
يتفق المحللون حول العالم على أن الدخول في الحرب أمر أسهل من الخروج منها، وفي ظل دعم الغرب الغير مباشر لأوكرانيا لمواصلة المقاومة ضد الغزو الروسي ، يوجد عدد مختلف من السيناريوهات الممكنة لنهاية الحرب الروسية على أوكرانيا، وهذه السيناريوهات وفقاً للخبراء السياسة العسكرية ولطرفين الصراع ، نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية في 5 سيناريوهات، ولو أنها تبقى هي أيضا محاطة بالغموض، وهي:
1-سقوط بوتين
هذا هو السيناريو الذي يحلم به الغربي الأوروبي الأمريكي ، ويمكن حدوثه وفقا لخبراء الغرب من خلال استهداف الاقتصاد الروسي بعقوبات قاسية مع التخطيط لسلسلة أخرى من العقوبات يجري إعدادها، لإضعاف موقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ سعيا في نهاية المطاف لإسقاطه. من خلال الجيش الروسي الذي ربما يتوقف عن تنفيذ الأوامر، أو قد يتمرد الشعب عليه وسط أزمة اقتصادية كبرى، أو يتخلى عنه أفراد الأوليغارشية الروسية بعد تجميد أصولهم أو مصادرتها في العالم، غير أن مثل هذه الاحتمالات تبقى محاطة بشكوك كبرى.
2- رضوخ أوكرانيا
هذا هو السيناريو الذي وضعه بوتين ويحلم في تحقيقه بأقل الخسائر وفي أسرع وقت ممكن ، فالجيش الروسي متفوق على القوات الأوكرانية وبإمكانه إرغام هذا البلد على الرضوخ، وتنتهي الحرب بفوز روسيا وتحقيق أهدافها .
غير أن هذا الاحتمال يواجه عقبات يرى العديدون أنه لا يمكن التغلب عليها. وهي دعم الغرب لأوكرانيا لمواصلة حرب الشوارع والمدن حتى تحقيق يأس للجيش الروسي في حسم المعركة .
وعلق المؤرخ البريطاني لورنس فريدمان من معهد “كينغز كولدج” (King’s College) في لندن على هذا السيناريو ، إخضاع أوكرانيا بالقول : – “إنها حرب لا يمكن لفلاديمير بوتين الانتصار فيها، أيا كانت مدتها ووحشية وسائله”، مضيفا “دخول الروس مدينة يختلف عن إبقائها تحت السيطرة”.
3- المراوحة
فاجأ الأوكرانيون الروس والغربيين، وفاجؤوا أنفسهم ربما، بتعبئتهم الشديدة بالرغم من الدمار الهائل والخسائر الفادحة. ولذلك قد تستمر المعارك والحرب حتىلو سيطر بوتين على مراكز المدن الأوكرانية ,,, فالدعم الغربي للأوكرانيين سوف يستمر والعناد الروسي سوف يستمر …وهو سيناريوا أفغانستان وسوريا والعراق .. السيطرة على العاصمة – واستمرار حرب المدن – والمقاومة الأوكرانية
4- توسّع النزاع
الغرب لن يبدأ حرب مع روسيا ابداً ..ولكن قد يضطر الغرب للرد على روسيا عسكريا … حيث أن أوكرانيا تتقاسم حدودا مع 4 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وكانت سابقا جزءا من الكتلة السوفياتية التي لا يخفي بوتين حنينه إليها. .. وبعدما امتصت روسيا بيلاروسيا وغزت أوكرانيا، هل تتجه بأنظارها نحو مولدوفا !، الدولة الصغيرة ، وصولا ربما إلى جورجيا على الساحل الشرقي للبحر الأسود؟ لكن هل تجرؤ روسيا على تحدّي الحلف الأطلسي وبدء حرب معه .. ..أو أن الاستفزازات الغربية الروسية المتبادلة تتزايد حتى يحدث التصادم ؟ سيناريو عنيف !
وهنا تنقسم الآراء إلى فئتين،
الفئة الأولى الأولى يمثلها كريستوفر تشيفيس من معهد “كارنيغي” (Carnegie) الذي يرى أن روسيا قد تستخدم قنبلة نووية قد تكون “تكتيكية”، وبالتالي محدودة الوطأة. وهذا لا يعني بالضرورة حربا نووية فورية، لكنه سيشكل منعطفا في غاية الخطورة في تاريخ العالم ..ضربات نووية محدودة كما حدث لليابان في 1945.
الفئة الثانية ، يبدي آخرون موقفا مطمئنا أكثر، وفي طليعتهم غوستاف غريسيل من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية. ويعتقد أن “ليس هناك تحضير من الجانب الروسي لضربة نووية وروسيا أضعف من أن تضع قوتها النووية لسياسة عسكرية هجومية فهي تعرف مدى قسوة وعنف رد الناتو ” كما أن بويتن إذا أصابه الجنون لفعل ذلك ..فلن يسمح له جنرالات القيادة الروسية بفعل ذلك ، معتبرا أن تصريحات بوتين “موجهة بصورة أساسية إلى الجماهير الغربية لإثارة الخوف”.
5- الصفقات القذرة ،
وهو سيناريو يشير إلى أن الطرفين روسيا – وأوكرانيا وحلفائها الغرب يصلوا لنتيجة واحدة أن استمرار الحرب أمر غير مقبول عسكرياً واقتصادياً ـ وهنا تبدء التنازلات من كل الطرفين . ويتم إنهاء الحرب والأزمة الأوكرانية بتفاهم الطرفين … لا انضمام لأوكرانيا لحلف الناتو وتنفيذ مطالب الروس مقابل خروج الروسي من أوكرانيا وبضمانات للطرفين.