الأكراد ليسوا أقلية ..ومع ذلك حرموا من حق إقامة دولة قومية كردية بسبب العرب والأتراك والفرس
من هم الكُرْد أو الأكراد (بالكردية: کورد، Kurd) ؟ فالأكراد ليسوا أقلية .. كما إنهم مجموعة عرقية كبيرة في مناطق شمال العراق وسوريا وأيضا جنوب شرق تركيا ، كما أن الأكراد أكبر قومية في الشرق الأوسط لم تحظى بفرصة لإنشاء دولة كردية ، فليس للأكراد دول مستقلة لا في الزمن المعاصر ولا عبر التاريخ .. إلا محاولات صغيرة بائت بالفشل عبر مراحل تاريخية آخرها دولة مهاباد في إيران
تاريخيا الأكراد لا يمكن تتبع أصولهم الأولى ، فهناك نظريات ودراسات كثيرة تشير أن الأكراد أصول فارسية وأخرى أنهم شعوب مرتحلة من القوقاز ، وأخرى أنهم بقايا اليونانيين والإسكندر في أسيا … وستجد عشرات المصادر التاريخية التي تجعل العرق الكردي ذات أصول مختلفة , حتى أن بعض الأساطير تقول أنهم نسل من الجن والانس . .. ومصطلح الاكراد تاريخيا كان يطلق على جميع البدو الرحل والقبائل البدوية في إيران على اختلاف اعراقهم ولغاتهم
ولكن الأكراد بشكل عام هم مجموعة عرقية وشعوب لها تاريخ طويل وكانوا جزء من كل حضارات بلاد النهرين ، و يتركز وجودهم في غرب آسيا تحديداً شمال بلاد الرافدين العراق وسوريا وجنوب شرق الأناضول تركيا بمحاذاة جبال زاغروس في منطقة كُرْدِسْتَانِ.
يعد الكُرد من العرق الآري و الهندو أوروبية “المختلط “. وهم بذلك لا يرتبطون بالعرب لا بالعرق ولا بالنسب ، حي أن العرب ينتمون للعرق السامي . والأكراد سكان جبال في الأصل – وذلك لأسباب عديدة منها أن الأكراد كانوا طامحين بدولة قومية ولكن كانوا في تصادم دائم جعلهم يلجؤون للجبال لتكون حصن لهم ، ولذلك الجبال بالنسبة للكردي المحارب رمزاً مهم ، ويتحدثون الأكراد اللغة الكردية وتفرعاتها وهذا سبباً في عدم ذوبان قوميتهم داخل القومية العربية ، واللغة الكردية تنتمي إلى اللغات الهندو أوروبية.
والأكراد مثل العرب ، قومية واحدة – ولكنهم مختلفين في الانتماء فبداخلهم عشائر تختلف في الانتماء والأصول ـ ولديهم اختلافات كبيرة كتيارات وطنية وقومية وإسلامية وأخرى علمانية …
في إربيل العراق ينتشر التيار المحافظ والإسلامي ولكن في السليمانية ينتشر التيار المدني والعلماني – بينما في شمال سوريا ينتشر التيار العلماني القروي . وفي تركيا ينتشر التيار المدني العلماني والريفي ..وأخيراً في إيران حيث يخضع أكراد إيران لتوجيه الدول الإسلامية ومرشدها الأعلى
تاريخيا يوجد ذكر للأكراد منذ عهد النبي إبراهيم وكانوا يعيشون في نفس مكانهم الذي يعيشون فيه في يومنا الحاضر شمال العراق ، حيث يذكر في احد الكتابات التاريخية أن الشخص الذي رمى النبي إبراهيم بالمنجنيق في حفرة النار كان “حارس كردي” في جيش نمرود . وهذه إشارة مهمة أن الأكراد استوطنوا هذه المنطقة قبل ظهور الدول القومية الكبرى .. مما يعطي لهم انتماء تاريخي للأرض بجانب حفاظهم على اللغة .. وهذا يعطي الكرد صفة الأمة التي تتمتع باللغة والتاريخ والعرق والأرض ..ولكنهم لم ينتزعوا في أي يوم من الأيام حق إقامة دولة كردية رغم أنهم مؤهلين لذلك .
لماذا ليس لدى الأكراد دولة؟
في مطلع القرن العشرين، بدأ الكثير من الأكراد التفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم “كردستان”. وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920.
إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.
وانتهى الحالة بالأكراد كأقليات في دولهم السابق ذكرها العراق وتركيا وإيران وسوريا . وعلى مدار السنوات الثمانين التي تلت، سحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة.
الأكراد في الإجمالي مسلمين ، وعلى المذهب السني باستثناء نسبة صغيرة جدا على المذهب الشيعي ، والشخصية الكردية لديه اعتداد بالنفس ، ولديهم سمعة كبيرة في الأمانة والهدوء , الكرم وحسن الضيافة , والكردي يشتهر بالطيبة ، ولكنهم لديهم نزعة قومية متزايدة ورغم حسن الضيافة ولكنهم غير مرحبين بشكل أو أخر بمشاركة الغرباء وهم يميلون لممارسة التجارة أكثر من الزراعة
عدد الأكراد
ومن الصعب التأكد من هذه الأرقام لوجود مشاكل كبيرة للأكراد في الدول التي يعيشون فيها ، حيث خاض الاكراد رحلة تمرد ونضال ضد السلطات المركزية في بغداد ودمشق وطهران وانقرة .. كان أكبرها في العراق حيث قاد أكراد العراق رحلة تمرد نضالية لعشرات السنوات ضد حكومة بغداد ..وكذلك في تركيا …
المشاكل التي تزداد بين الأكراد والسلطات المركزية في البلدان التي يعيشوا فيها تعود لمشكلة تعدد القوميات ، فالدول المركزية في العراق وسوريا وتركيا وإيران دول قومية ، كانت تضغط على القومية الكردية لمحوها في المجتمع ، ولذلك بدأ الأكراد حركة نضال من وجهة نظرهم وهي حركة تمرد من وجهة السلطة المركزية للدولة ، الحركة الكردية بدأت للمطالبة بالحقوق المشروعة وحق المواطنة ولكنها انتهت بنزعة انفصالية وهو ما جعل التصادم كبير بين الكرد والدول المركزية العربية في العراق على سبيل المثال . وبشكل عام لا يشعر الأكراد بالارتياح تجاه القوميات التي تجاورهم ،فالأكراد لديهم نفور من القومية التركية والعربية تحديداً ، بينما لا ينفرون من القومية الفارسية ربما لقلة الاحتكاك بينهم أو عدم قدرة أكراد إيران للظهور والتعبير عن رأيهم كما هو الحال لأكراد سوريا والعراق وتركيا .
وربما استطاع الأكراد في في الوقت الراهن من إقامة سلطة مركزية حكم ذاتي في كرستان العراق تتمتع بمقومات الدولة ..وتعتبر أربيل العراق واحد من أكثر مدن العراق تطور حالياً ، بينما حقق أكراد مكاسب قوية في عهد حكومة أردوغان وسمح لهم بحقوق سياسية واجتماعية كبيرة رغم استمرار المشاكل السياسية ، ويظل أكراد سوريا في مرحلة ترقب بعد الحرب الاهلية التي منحت لهم لأول مرة حق المواطنة بعد قمع النظام السوري لهم ..ولكن يعتبر الخاسر الوحيد حاليا أكراد إيران الذين لم يستطيعوا تحقيق أي مكاسب تذكر للحصول على حقوقهم …