مصلحة الهجرة تطرد “لاجئة مثلية” رغم زواجها من امرأة سويدية.. لا قيمة لحقوق العائلات
في الوقت الذي تحتفل فيه السويد بأسبوع الفخر لمجتمع الميم، حيث تفتخر السويد بأنها ملاذًا آمنًا لمجتمع الميم، إلا أن الواقع غير ذلك فيما يتعلق باللاجئين المثليين ، حيث تواجه ملفات لجوء العديد من المثليين في السويد الرفض، مع صدور قرارات ترحيل قد تؤدي إلى تعريض حياتهم للخطر في بلادهم.
عرضت صحيفة أكسبريسن السويدية قصة دافيتا ناسونا، 35 عامًا، وهي لاجئة في السويد تواجه خطر الترحيل إلى أوغندا، بلد يعرف بقوانينه الصارمة ضد المثليين. في أوغندا، تصل عقوبة المثلية إلى الإعدام، وغالبًا ما تُنفذ العقوبات في الشوارع دون تدخل الشرطة أو على أيدي أفراد العائلات أنفسهم.
سُجنت دافيتا في أوغندا بسبب توجهها الجنسي. بعد وصولها إلى السويد، انخرطت في العديد من منظمات LGBTQI وتزوجت من امرأة سويدية. رغم ذلك، ترفض وكالة الهجرة السويدية تصديق أنها مثلية وترفض تصديق زواجها من امرأة سويدية، مُصرة على ترحيلها إلى أوغندا.
انتقادات لوكالة الهجرة السويدية
تعاني مصلحة الهجرة السويدية من سمعة سيئة في تعاملها مع اللاجئين من مجتمع المثليين. وانتقدت منظمات سويدية قرارات الهجرة السويدية، مشيرة إلى الجهل أو العداء الصريح تجاه اللاجئين المثليين واللاجئين الذين لديهم عائلات سويدية. ترفض مصلحة الهجرة غالبًا طلبات لم شمل العوائل، مما يؤدي إلى طرد الزوج أو الزوجة رغم وجود شركاء سويديين وأطفال سويديين.
وفقًا لقرار مصلحة الهجرة، فإن وجود زوجة لدافيتا في السويد لا يؤثر على التقييم، وتصر الوكالة على أنها لم تثبت انتماءها لمجتمع LGBTQI. من غير المفهوم كيف يمكن لشخص مثلي إثبات انتمائه لمجتمع الميم أكثر من زواجه من شخص من نفس جنسه.
سيلاس أليكي، محامي دافيتا خلال عملية اللجوء، يعتقد أن التحقيق كان مهملًا. تغير محقق ملف اللجوء لدافيتا عدة مرات، ولم يسمح لها بالتحدث بحرية بل اقتصرت على الإجابة عن أسئلة محددة. عندما طلب محاميها إجراء مقابلة تكميلية، رُفض الطلب.
على الرغم من تقديم دافيتا أدلة على مشاركتها في حركة LGBTQI، وتحدثها عن صديقتها التي أصبحت زوجتها، وتعرضها للاضطهاد في أوغندا، تجاهلت مصلحة الهجرة السويدية كل هذا. ركزت المصلحة فقط على تحليل مشاعر وأفكار دافيتا ورفضت طلبها لأنها لم تعبر عن نفسها بشكل جيد من خلال مترجم فوري.
تأثير الترحيل على دافيتا وعائلتها
كتبت إيبا، زوجة دافيتا السويدية، لمصلحة الهجرة السويدية أن حياتها ستنهار إذا تم فصلها عن دافيتا. تطلب إيبا السماح لدافيتا بالعيش بأمان ومحبة معها في السويد، وتصف قرارات مصلحة الهجرة ومحكمة الهجرة بأنها غير لائقة وغير قانونية. تطالب إيبا بوقف ترحيل دافيتا، مشيرة إلى أن السويد يجب أن تظهر بعض اللياقة في تعاملها مع مثل هذه الحالات.
قضية دافيتا ناسونا تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاجئون من مجتمع المثليين في السويد. تحتاج القوانين والسياسات إلى مراجعة لضمان توفير الحماية والعدالة لهؤلاء الأشخاص. إيقاف ترحيل دافيتا هو خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف.