تقارير

ما هي القدرات العسكرية لكل من إسرائيلي وإيران في حال نشوب حرب. إيهما الأقوى؟

بعد تصاعد الأحداث بين الطرفين مؤخراً ، تظهر تقارير عديدة تحاول مقارنة القوة العسكرية بين إيران وإسرائيل وايهما قد يكون الأكثر قوة في ردع الأخر ، وفي حقيقة الأمر فإن مقايسس المقارنة بين الطرفين تخضع لعوامل استثنائية حيث أن الدولة الإسرائيلية تحظى بحماية عسكرية مطلقة من قبل الولايات المتخدة وبريطانيا والغرب ، وهنا لا يمكن الخضوع لمقارنة عادلة .




ولكن لو عدنا إلى المعايير العسكرية ، فإن البلدين إسرائيل وإيرران لا تخضع المقارنة بينهما لمعايير عسكرية برية لأن البلدين غير متجاورين ولا يمتلكان القدرة للحرب البرية خارج حدودهم بمعنى لا يمكنهم تنفيذ غزو بري ضد بعضهم البعض، ولذلك أي حرب بينهما ستكون حربًا جوية وقصفًا جويًا متبادلاً فقط أو عبر الوكلاء . وبالتالي فإن السلاح البري لا قيمة له في مقارنة القوة العسكرية بين البلدين.





ووفقاً للخبراء العسكريين سوف تعتمد إيران على “ترسانتها الهائلة من الصواريخ” والطائرات المسيرة في مواجهة إسرائيل، بينما سوف تعتمد إسرائيل على طائراتها المتطورة التي تحمل صواريخ متطورة بعيدة المدى لقصف إيران.




القوة العسكرية النارية بين إيران وإسرائيل

  • إيران تحتل المرتبة 14 عالميًا، وتتميز بقوة برية كبيرة تضم العديد من الدبابات والمركبات المسلحة. وفقا للتصنيف العسكري الدولي لعام 2024
  • إسرائيل تحتل المرتبة 17 عالميًا، وتتفوق في التكنولوجيا العسكرية لكن تفتقر إلى العدد الكبير من القوات البرية مقارنة بإيران.




القوة الجوية

  • إسرائيل تمتلك 241 طائرة مقاتلة، 90% منها حديثة ومتطورة، بالإضافة إلى 612 طائرة متنوعة المهام ومحدثة.
  • إيران تمتلك 181 طائرة مقاتلة، 70% منها  متطورة بشكل متفاوت أفضلهم سرب طائرات سوخوي-24  الروسية ، و551 طائرة متنوعة اغلبها متقادم وعمودي غير محدث.

وهنا سوف يتفوق سلاح الجو الإسرائيلي بشكل واضح على نظيره الإيراني، وذلك بفضل تحديث وتطوير الطائرات والأنظمة الجوية.

القدرات العسكرية بين إيران وإسرائيل 2024


ولكن هذا التصنيف في الحسابات العسكرية الكاملة جوًا، حيث تتفوق إيران برًا على إسرائيل عسكريًا.
حيث يقدم التصنيف العالمي للقوة النارية أيضًا مقارنة مباشرة بين القوات المسلحة لكلا البلدين. ووفقًا لذلك، تتفوق إيران على إسرائيل من حيث عدد القوات والمركبات المسلحة والمدفعية. بينما تتفوق إسرائيل  بالدبابات، وجوًا بالطائرات وبحرًا بالسفن الحربية على إيران بدرجة كبيرة.




الدفاع الجوي

  • إيران تعاني من نقص في الأنظمة الدفاعية الجوية الموثوقة، ولا تمتلك درعًا دفاعيًا قوياً.
  • إسرائيل تمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة مثل “القبة الحديدية” التي تعتبر من الأفضل في العالم.

وفيما يتعلق بالقوات الجوية، تتفوق إسرائيل على إيران بوضوح وفقًا “لفهرس القوة النارية العالمي”.





كفاءة الطائرات العسكرية بين إيران وإسرائيل

الطائرات الحربية تلعب دورًا كبيرًا جدًا وحاسمًا لصالح إسرائيل التي تعتمد على الطائرات الأمريكية المتطورة، بينما لا تلعب دورًا بارزًا على الجانب الإيراني، حيث لم تتمكن طهران من تجديد أسطولها بسبب العقوبات وصعوبة تمويل شراء طائرات متطورة من روسيا.

وبمعايير القوة العسكرية لا يمكن لسلاح الجو الإيراني مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي. لذلك ركزت طهران بشكل رئيسي على تطوير الصواريخ الإيرانية المتميزة بالفعل والطائرات بدون طيار حيث تعتبر إيران وأحدة من أهم مصنعي الطائرات العسكرية المسيرة في العالم.



 الدفاعات الأرضية ضد الهجمات الجوية

سنجد أن فعالية الأنظمة الدفاعية الجوية الإيرانية في صدها لهجمات جوية إسرائيلية مشكوك فيها. “إيران ليس لديها درع دفاعي موثوق به، وبالتالي أي هجوم جوي إسرائيلي على إيران سوف يحقق أهدافه بنسبة لا تقل عن 75 بالمائة”، بينما لدى إسرائيل أنظمة دفاع جوي متطورة ربما لا مثيل لها في العالم إلا في الدول العظمى: وبالتالي أي هجوم جوي إيراني على إسرائيل سوف ينجح بشكل محدود للغاية وبإصابة الأهداف بنسبة لن تتعدى 25 بالمائة.




  سلاح الصواريخ بين إيران وإسرائيل

قالت مجلة “ناشيونال إنترست” إن إيران تمتلك صواريخ متنوعة قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية إذا أرادت طهران ذلك. وأن لدى إيران ما لا يقل عن 100 ألف صاروخ (أرض – أرض) بعيدة ومتوسطة المدى وقد تصل في تقديرات أخرى لـ 200 ألف صاروخ. بجانب ترسانة صواريخ قصيرة المدى قادرة للوصول لإسرائيل لو ضربت من سوريا والعراق ولبنان وتصل أيضا لأكثر من 200 ألف صاروخ. وهذه أرقام مقلقة للغاية للجانب الإسرائيلي وحلفائه.

ويشير ألكسندر غرينبرغ في “معهد جيروزاليم للإستراتيجية والأمن” إلى أن الهجوم الإيراني بالطائرات بدون طيار والصواريخ أظهر النقاط التي يجب على إسرائيل تحسينها.
وأشار إلى أن الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها في الهجوم الإيراني على إسرائيل في إبريل 2024 ضعيفة حتى الآن ، ولكن إيران لديها ترسانة متطورة سوف تستخدمها لاحقاً، ولكن حتى الآن ليس هناك تحد تقني كبير لإسقاط ما ترسله إيران لإسرائيل من صواريخ وطائرات مسيرة، حيث يكفي في الأساس مضادات آلية بسيطة لذلك، ولكن يجب على إسرائيل التأهب للمفآجات.




 حزب الله – سلاح إيراني خطير ومقلق

تحدي عسكري مختلف الطابع يواجه إسرائيل حال وقوع صراع مسلح أكبر مع إيران – وهو حزب الله. وتشير دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن إلى أن حزب الله، المعروف غالبًا باسم “رمح إيران”، ربما يكون أقوى جماعة غير حكومية مسلحة في العالم. وهو يعتبر أداة عسكرية لإيران مخيفة لإسرائيل فعلاً، فحزب الله على مرمى حجر من المدن الإسرائيلية ويستطيع بإمكانيات عسكرية بسيطة إلحاق ضرر بإسرائيل أكثر من الصواريخ الإيرانية.




وتتراوح التقديرات حول عدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله بين 120 ألف إلى 200 ألف صاروخ، 85 بالمائة منها غير موجهة مثل صواريخ كاتيوشا والقاذفات قصيرة المدى. وفي حالة نشوب حرب، ستوفر إيران بسرعة إمدادات جديدة لحزب الله، ولو أطلق حزب الله نصف ما يملك من الصواريخ  فمن المتوقع أن يصل 10 بالمائة منها إلى بلدات إسرائيلية، وهذا يعني 5 إلى 10 آلاف صاروخ من حزب الله قد يصيب أهدافًا في إسرائيل وهو ضرر غير محتمل للدولة العبرية ولكن الرد الإسرائيلي سيكون ساحق لكل لبنان.




ووفقًا لدراسة CSIS، تتكون معظم الأسلحة لدى حزب الله من صواريخ قصيرة المدى وهي غير موجهة. ومع ذلك،  استطاع حزب الله الحصول على صواريخ  ذات المدى الطويل وهذه من المفاجآت المتوقعة في الحرب القادمة.
“وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من إسرائيل سيتعرض للتهديد في حالة تصاعد الصراع مع حزب الله وإيران . بالإضافة إلى ذلك، يمكن  لحزب الله أن تعمل أيضًا من الأراضي السورية.




  أنظمة الدفاع الجوي

بالنسبة للرد على الهجمات بالصواريخ من لبنان، يمكن لإسرائيل استخدام نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية”، ووفقًا للخبير العسكري الأمريكي فابيان هينتس. الذي يقول  “بشكل عام، تكون أنظمة الدفاع الإسرائيلية جاهزة في أي وقت، وتعمل بشكل ممتاز. ولكن المشكلة المركزية بالنسبة لي تبدو كمية الصواريخ القادمة فلا يوجد نسبة 100 بالمائة لإسقاط كل الصواريخ.”



  التحالفات والدعم الدولي

لإسرائيل حلفاء أقوياء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكل الغرب تقريباً، وسوف تحصل على دعم لا محدود من الولايات المتحدة، وهو ما يجعل هزيمة إسرائيل في حرب جوية ضربًا من الخيال. بينما لدى إيران أصدقاء في روسيا وكوريا الشمالية وبدرجة أقل الصين، سوف يحاولون دعمها، ولكن لن تحصل على ربع ما ستحصل عليه إسرائيل من حلفائها.




  الخلاصة

  بمعادلة عسكرية فأن حربًا جوية مفتوحة بين إسرائيل وإيران سوف تنتهي بخسائر فادحة لإيران وخسائر محدودة نسبياً لإسرائيل ولكن لن تتحملها، وسوف تؤلمها، فإيران بلد شرقي وكبير المساحة وعدد سكانه وصل 85 مليون ولديها مصادر طاقة كبيرة وسوف يتحمل الخسائر الفادحة بدون قلق فليس لديه ما يخسره اجتماعيًا واقتصاديًا مقارنة بإسرائيل التي تعتبر بلدًا صغير جداً تم بناؤه بمعايير غربية لا تتحمل الخسائر المدنية والاقتصادية للحروب وعليه تجنبها قدر المستطاع.




تم إعداد التقرير وفقاً لمصادر مؤثقة من خلال

المركز السويدي للمعلومات sci –

ستوكهولم أغسطس 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى