لماذا يرمز الحمار للحزب الديمقراطي والفيل للحزب الجمهوري في أميركا؟
الفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي هذه هي الرموز السياسية لأكبر حزبين بالولايات المتحدة الأميركية. فمنذ خمسينيات القرن التاسع عشر، هيمن هذان الحزبان على الرئاسيات بالولايات المتحدة الأميركية –
ظهور الحمار الديمقراطي
وتعود أصول شعار الحمار بالنسبة للديمقراطيين للعام 1824. فخلال ذلك العام، ترشح 4 مرشحين من الحزب الديمقراطي الجمهوري، للانتخابات الرئاسية. وبهذه الانتخابات، فاز أندرو جاكسون بأغلب الأصوات إلا أنه عجز عن تحقيق أغلبية تضمن له الرئاسة بالمجمع الانتخابي وأمام هذا الوضع، تخلى أندرو جاكسون عن الحزب الديمقراطي الجمهوري واتجه سنة 1828 لإنشاء حزب جديد أطلق عليه اسم الحزب الديمقراطي.
فأطلق عليه الخصوم لقب الحمار. وفي الأثناء، تأقلم أندرو جاكسون مع لقب الحمار له ولحزبه وقبل بهذه التسمية، حيث اتجه في أكثر من مناسبة لمدح الحمار والثناء على خصاله، واصفا إياه بالمثابر والكادح كما عمد لاعتماده بعدد من الملصقات الدعائية للحزب الديمقراطي حتى أصبح الحمار رمز الصبر والعمل الشاق رمز للحزب الديمقراطي الأمريكي.
ظهور الفيل الجمهوري
من جهته، عرف الحزب الجمهوري ظهوره بشكل رسمي سنة 1854 حيث التف حول هذا الحزب معارضو العبودية والعديد من أعضاء حزب اليمين سابقا. وفي الأثناء، سجّل رمز الفيل ظهوره لأول مرة خلال فترة الحرب الأهلية الأميركية. فبناء على العديد من المصادر، ظهر الفيل كرمز للحزب الجمهوري ببضعة مناسبات برسم كاريكاتيري كونه حزب ضخم ثقيل بإحدى المجلات السياسية وبصحيفة أخرى. من جهة أخرى، اكتسب رمز الفيل أهمية بالحرب الأهلية حيث نظر له جنود الاتحاد كرمز من رموز القوة والقتال والكفاح.
ومع الوقت تم التركيز على رمزين الفيل والحمار في الصحافة الأمريكية لوصف الحزبين وتوصيف رمزي للجمهوريين وللديمقراطيي –وبفضل استخدام وسائل الصحافة والدعاية والسخرية المكثف للحمار والفيل، تحول هذان الحيوانان لرمزي الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ومنذ حوالي 150 سنة، يرتبط هذان الرمزان بشكل وثيق بالحزبين حتى تم اعتمادهم رموز رسمية للحزبين في الخمسينيات من القرن الماضي.