مهاجر نيوز

لاجئ عراقي “لا معلومات لدي حول مصيري.. كل ما أحصل عليه هو التهديد بالإعادة القسرية”

مهاجر عراقي متواجد في أحد مراكز الاحتجاز في ليتوانيا، تحدث لمهاجر نيوز عن ظروف الاحتجاز والمصاعب التي يواجهها المهاجرون وطالبو اللجوء هناك. المهاجر تحدث عن شبه انعدام التواصل مع المشرفين على المركز، فضلا عن تهديدهم لطالبي اللجوء الدائم بالإعادة القسرية.




ميثم علي (20 عاما) مهاجر عراقي يعيش في ليتوانيا منذ ستة أشهر. تنقل بين عدة مراكز احتجاز إلى أن رسى أخيرا في مخيم كيباراتي. وفقا لميثم، المخيم عبارة عن سجن قديم، لم يغيروا الكثير من محتوياته، سوى اللافتة على المدخل التي شطبوا عنها كلمة سجن واستبدلوها بمخيم.




الشاب الذي اضطر للهرب من العراق قبل أن يتمكن من التخرج من جامعته (هندسة معلوماتية)، تحدث عن وجود بين 400 و500 مهاجر وطالب لجوء في ذلك “السجن”. وبين هؤلاء الكثير من حالات الأمراض المزمنة. يقول “هناك الكثير من حالات الجرب، النظافة نسبيا منعدمة، كما أن الطعام إجمالا لا يؤكل. نضطر لشراء المواد الغذائية من بقالة هنا بالسجن، وطبعا الأسعار هناك مرتفعة للغاية، قد تصل إلى ثلاثة أضعاف نظيرتها في الخارج”.




تلك ليست المشاكل الوحيدة التي يريد ميثم الإضاءة عليها، فرُفض طلب لجوئه مرتين، ومازال محتجزا في ذلك السجن دون أن يعرف مصيره، “لست وحدي في هذا، هناك الكثيرون ممن رفضت طلباتهم ويقبعون هنا دون أي معرفة بشأن مصيرهم. المسؤولون عن هذا المكان لا يعطونا أي معلومة، سوى التهديد الدائم بالإعادة القسرية إلى العراق أو السجن”.





مشكلة التواصل مع السلطات شكلت لميثم وغيره من المقيمين في ذلك المركز هاجسا نتيجة عدم يقينهم مما سيحصل معهم لاحقا، فهم يقيمون هناك منذ أشهر دون أن يملكوا أي ورقة تشير إلى وضعيتهم القانونية ومصيرهم وحقوقهم لاحقا.

إضافة إلى ذلك، “ممنوع علينا التواصل مع الصحفيين والمنظمات الإنسانية”، حسب تعبير الشاب، “السلطات هنا تمنعنا من التحدث مع الخارج، وإذا شكّوا بأن أحدا ما يتواصل مع جهات خارجية يصادرون هاتفه”.




انعدام التدفئة

وفقا لميثم، هناك طبيب متواجد بشكل دائم في المركز، لكنه طبيب عسكري و”معظم معايناته للمرضى تتم بشكل شفهي، كثيرون لا يفهمون ما هو تشخيصه، وطبعا لا يمكنهم السؤال أو الاستفسار. لدينا هنا أشخاص يعانون من داء القلب والضغط والسكري، قبل بضعة أسابيع سقط شابان عراقيان أرضا نتيجة أزمة قلبية، أحدهما قضى أما الثاني نجا بأعجوبة. ذلك النوع من الأمراض بات شائعا هنا، نتيجة الظروف المعيشية والقلق والخوف”.

حسب المهاجر الشاب، تنعدم وسائل التدفئة في ذلك المركز، كما أنه ليس هناك سخانات للمياه للاستحمام، “نضطر للاغتسال بالمياه الباردة في هذا الطقس، دون صابون، والجميع يعلم أن البلاد في هذه الفترة من العام تتدنى فيها الحرارة إلى مستويات لم نعهدها قبل نحن القادمين من العراق”.





يعود ميثم بذاكرته إلى لحظة وصوله إلى ذلك المركز قادما من مخيم رودينكي، “في البداية لم يكن هناك شيء، وزعونا على غرف فارغة، لم يكن هناك بقالة وكنا نضطر لأكل ما يقدمونه لنا على الرغم من عدم قدرتنا على استساغته وعدم معرفتنا بمكوناته. كان الحرس هنا في تلك الفترة يهربون أشياء من الخارج ويبيعونها لنا، حتى أنهم كانوا يبيعون علبة السجائر بـ100 دولار أمريكي…”.




تهديدات مستمرة

تحدث ميثم عن ظروف استغلال مبطنة في ذلك المركز، لكن الهم الرئيسي بالنسبة له هو أن يعرف ما سيكون مصيره، “ليست لدي مشكلة مادية، لدي أموال وقلت لهم إنني على استعداد لاستئجار شقة على حسابي وأصرف على نفسي، لست بحاجة لمساعدة من أحد. كل ما أريده هو الوصول إلى بلد أشعر فيه بالأمان وبالقدرة على مواصلة حياتي بشكل طبيعي”.




ويضيف “لماذا يتعاملون معنا بهذه الفوقية، لماذا يهددونا بشكل دائم؟ بالنسبة لي أنا لا آبه إن أعادوني إلى بيلاروسيا، حقيقة، لكنهم إن وضعوني على متن طائرة إلى العراق، فهم سيكونون قد أرسلوني إلى حتفي، هناك أنا ميت”.




 

المصدر

مهاجر نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى