كاتب سويدي : الأوروبيين سيدعمون أي ديكتاتوري يحكم في الشرق الأوسط يحقق مصالحهم
في أطار رصد أهم المقالات في الصحف السويدية وترجمتها للقارئ العربي في السويد نشر مقال لكاتب سويدي “
أوسكارسون ” قال فيه : –لا المجتمع الدولي، ولا أوروبا ولا الولايات المتحدة الأمريكية يريدون حلول ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، وإنما الجميع لا يهتمون سوى بالنفط ومكافحة الإرهاب واستقرار دول الشرق الأوسط لمنع تدفق اللاجئين واستمرار مصالحها التجارية ، بل ولدى الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية الاستعداد لدعم بقاء أي دكتاتور في الحكم لدول الشرق الأوسط يضمن لهم هذه الشروط..
وأضاف لو نظرنا على خريطة الشرق الأوسط سنجد أن عصر جديد من الطغاة يحكم بدعم أو موافقة أوروبية أمريكية ، وهولاء الطغاة يعلمون أن بقاءهم مرهون بقمع الديمقراطية والحريات المدنية في بلادهم مع ترسيخ علاقاتهم ومصالحهم مع الغرب .
فلو نظرنا للسعودية وحاكمها ” ابن سلمان” لوجدنا انه مشروع ديكتاتور جديد بزي متمدن ليبرالي ، يقتل ويبطش ويعتقل ويصفى خصومه بالسجون وبالقتل ،ويحاول إصلاح مشاكله بالمال ؟ ، ثم يحصل على ترحيب ودعم أوروبي أمريكي بأنه صديق وحليف لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أصحاب قلعه حقوق الإنسان الدولية .
ويضيف الكاتب : فننظر إلى ” إيران ” ربما هي دولة ليست الأكثر سوء بالمنطقة ، ولكنها دولة قمعية لها مخالب قاتلة في كل الدول المجاورة لها ، لديها نوايا شريرة ، ورغم ذلك ليس لدى الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية مشكلة معها إلا فيما يتعلق بملفها وبرنامجها النووي فقط ؟
لا مشكلة مع إيران فيما تفعله من قتل ودمار وقمع ممنهج داخل وخارج حدودها … ، لآن الأهم ضمان مصالح الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية ، لذلك اختلف الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية حول ملف إيران النووي ، وذلك لآن أوروبا وجدت أن لها مصالح اقتصادية مع إيران ، بينما الولايات المتحدة الأمريكية خارج هذه المصالح! .
ويقول الكاتب ساخراً ” لن ننسى تلك الصورة ” الساخرة ” عندما ذهب لوفين بأعضاء حكومته النساء لإيران وهن يرتدن الحجاب …من أجل توقيع اتفاقيات اقتصادية ؟
ويعلل الكاتب ترحيب الأوروبيين بحكومة العراق التي اثبت إنها من أسوء نماذج الحكم في الشرق الأوسط خلال قرن كامل ، حكومة طائفية سرقت ونهبت 600 مليار دولار خلال 15 عام ، مارست القتل خارج نطاق القانون ، لديها معتقلات تعذيب ، حكومة يعتمد أحزابها وقادتها على مليشيات مجرمة مسلحة تخطف وتقتل وتغتصب وتعذب ، ولا يمكن أن يتم محاسبتها … والسؤال لماذا الغرب يدعمها وهي أسوأ من نظام صدام حسين الديكتاتوري ؟
ويشرح الكاتب مواقف عديدة للأوروبيين الذين غالبا لا يدعمون قادة ديمقراطيين ، وهذا كان مثال واضح في مصر ..حيث استقبلت أوروبا ” الجنرال السيسي ” كحاكم لمصر بانقلاب عسكري وتجاهلت رئيس منتخب مات بالسجون .
وقد يكون المثال السوري في قبول الغرب ببقاء الأسد وقمعه لشعبه مقابل عدم صعود نظام حكم جديد في سوريا غير ملائم للفكر الأوروبي ومصالحه ، ، كما تظل إسرائيل مثال لازدواجية معايير حقوق الإنسان في المجتمع الدولي والأوروبي ، ما بين نظام ديمقراطي في إسرائيلي يمارس الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري والقمع . بينما يغض الغرب النظر عن أفعال إسرائيل … وينتقد رد الفعل الفلسطيني للعنصرية والاحتلال والعنف .. متجاهل الفعل الإسرائيلي ..!
ويستعين الكاتب السويدي ، بمقال للكاتب و المؤلف البريطاني إيان ويليامز والذي أشار فيه إلى “الدور القذر الذي يقوم به اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة للتغطية على الانتهاكات التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل, إضافة إلى العلاقة الوثيقة بين مجموعات الضغط الإسرائيلية على السياسة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية لأزيد من 80 عام , ويقول عندما يتم قمع الشعوب بالقوة .. انتظروا الإرهاب في كل مكان …فالظلم والقمع والديكتاتورية غذاء للتطرف والإرهاب
واعتبر الكاتب أن الأوروبيين ينظرون إلى شعوب الشرق الأوسط والعالم الثالث، إنها شعوب في درجة أدنى .. وغير مؤهلة لكي تحكم نفسها ديمقراطياً…ولا يجب أن يكون ذلك ، فهولاء شعوب أمامها الكثير من الوقت للارتقاء لشعوب العالم المتحضر المتقدم ! وسنجد اليمين المتطرف في أوروبا يعلن ذلك علنياً ! بينما الساسة الأوروبيون وفي أمريكا لا يتحدثون عن ذلك علنياً .
ويقول الكاتب ـ أن المفارقات تستمر عندما يرسل الغرب أطنان من السلاح للشرق بالمليارات ، ثم يطالب دول الشرق الأوسط بالتوقف عن الصراعات ووقف الحروب بل ويفرض عليها العقوبات …!؟
ولا تتوقف مصالح الغرب بإرسال الأسلحة .. بل يقوم بإرسال شركاته لتعمير الدول المدمرة و المتهالكة من الصراعات ، وإرسال إنتاجه من السيارات الفارهة و الإلكترونيات وغيرها لتلك الشعوب المدمرة بسلاح الغرب في مرحلة ثانية لاستنزافها ، فتزداد خزائن أوروبا والولايات المتحدة من الأموال ، ويزداد شعوبهم رفاهية ، وهم يعلمون ماذا فعل هذا السلاح في شعوب الشرق والعالم والثالث ! ثم تبدأ تصريحات الأوروبيون بحقوق الإنسان واستقبال اللاجئين..وذلك ليس لشيئ إلا استيراد العمالة الرخيصة وتعويض النقص السكاني .وعندما يكتفون .. يغلقون أبوابهم أمام اللاجئين !
ويستمر الكاتب بالهجوم الحاد بمقالته بالقول :-
أن الحكم القمعي في دول مثل سوريا والعراق ومصر والسعودية وإيران وغيرها من دول العالم الثالث ربما ليس مشكلة للأوروبيين بشكل عام ، إلا أن نظام مثل نظام الأسد ونظام صدام والقذافي سابقا أنظمة قمعية كانت تقدم خدمات للأوروبيين وأمريكا .. ولكنها تسببت بالإزعاج للغرب لآنها أنظمة قمعية لا تتجاوب بسهولة مع مصالح الأوروبيين والأمريكيين وبدأت تقول كلمة ” لا ” ، لذلك فأن استبدالها بطغاة آخرون يستجيبون بشكل أسرع وأسهل للغرب سيكون أفضل كما هو الحال الآن .