قانوني سويدي : “قانون حرية التعبير لا يتطلب أن نحترم بعضنا البعض .. وحرق القرآن بغيض ولكن قانوني”
بعد حرق القرآن الأخير في ستوكهولم انتشر جدلا واسعا حول قانون حرية التعبير في السويد، وإذا كان من الضروري تغييره أم لا؟ انقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض لتغيير هذا القانون.
حرية التعبير الإنسان يعبر عن رأيه عن فكرة يخالف مبدأ معين ولكن ليس بإهانة الآخرين واستفزاز مشاعرهم.
دافيد ريني جارد رئيس جمعية الإنسانيين في السويد وهو خبير في القوانين السويدية له رأي ، فهو يتفق مع بقاء قانون حرية التعبير على شكله الحالي. ويقول – أتفق مع القانون السويدي. حرق الكتب الدينية لا يجب أن يعد جريمة كراهية ضد مجموعة ما. ويضيف قائلا: إن حرق القرآن الأخير الذي حصل في ستوكهولم يمكن أن ينظر إليه على أنه تصرف غير محترم وبغيض، لكن قانون حرية التعبير لا يتطلب أن نحترم بعضنا البعض، لكنه يتطلب فقط ألا نمنع بعضنا البعض من التعبير عن رأينا.
ويؤكد ريني جارد أن أعمال العنف التي تترافق مع انتقاد الإسلام هي ليست جزء من حرية الدين. حرية الدين تعني أن الناس أحرارا في الإيمان أو عدم الإيمان بالدين، لكنه ليس من الحرية الدينية منع انتقاد دين ما.
الجدير بالذكر أن السويد سنت قانون حرية الأديان في عام 1951 فقبل ذلك كانت الاجتماعات الدينية بخلاف اجتماعات الكنيسة السويدية محظورة، وخلال هذه الفترة حافظت السويد على قانون يجرم ازدراء الأديان، لكن في عام 1970 ألغي القانون بحجة أنه لم يعد يعتبر أن هناك حاجة إلى حماية الأديان، خاصة تلك التي تبرر القيود على حرية التعبير والصحافة.
يتفق العديد من الناس أنه من المهم وجود حرية الأديان، لكن ما المقصود بحرية الأديان؟ مفهوم حرية الأديان يختلف بين الناس. فما قد يراه البعض حرية التعبير عن الرأي يراه البعض الآخر ازدراء وإهانة لفئة معينة من الناس.
ولكن قانون ازدراء الأديان موجود الآن في حوالي 70 دولة منها فنلندا حيث يمكن معاقبة المدان بجريمة ازدراء الأديان بغرامة أو بالسجن لمدة ستة أشهر. وهناك عشر دول عربية تنفذ حكم الإعدام على من يقوم بازدراء الإسلام. في السويد لا يوجد نقاش حول إعادة منع ازدراء الأديان. المحاولة الأخيرة كانت عندما طرح عضو البرلمان من حزب المسيحي الديموقراطي مشروع قانون عام 1999 لإعادة العمل بقانون ازدراء الأديان لكن الاقتراح قوبل بالرفض.
ويؤكد دافيد ريني جارد رئيس جمعية الإنسانيين السويدية أن ردود الفعل القوية على حرية التعبير هو الثمن الذي يجب أن ندفعه للحفاظ على مجتمعنا المنفتح وديموقراطيتنا.