في ذكرى إعدامه .. طه ياسين رمضان نائب صدام حسين .. من أصول كردية لولاء مطلق لحزب عربي قومي
كردي نسى كرديته … من أصول كردية معروفة .. ولكنه ولُد ونشأ في مدينة عربية عراقية عريقة هي الموصل ، ولم تكن لعائلته اتصال مع أصولها الكردية ولم يرغب بذلك .. لذلك لم يتحدث اللغة الكردية منذ أن كان عمره 11 عام ..
أنه ” طه ياسين رمضان” نائب رئيس الجمهورية العراقية والرجل الثاني في سلم الحُكم في عهد صدام حسين ، والذي أعتقله الأكراد وتم تسليمه للقوات الأمريكية ليعُدم لاحقاً في مثل هذا اليوم 20 مارس من عام 2007 .
بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 جرى اعتقال طه ياسين رمضان باعتباره أحد أبرز المطلوبين الـ55، في نظام صدام حسين ، وتم تقديمه للمحاكمة ليتلقى الحكم بالإعدام في 20 مارس 2007 ، كان لــ طه ياسين رمضان مناصب عديدة ورفيعة ، حتى أصبح النائب الأول للرئيس الأسبق صدام حسين، وأحد أركان القيادة المقربين منه، وأسهم في تنفيذ سياسات صدام وبسط قبضته على عموم العراق.
صورة لاعتقال طه حسين رمضان من قوات كردية ..
تدرجه في المناصب
ولد طه ياسين رمضان في مدينة الموصل عام 1939 وأكمل فيها تعليمه الثانوي، ونشأ في أسرة فلاحية بسيطة تنحدر من أصول كردية ويقول رمضان تكلمت الكردية حتى عمر 11 عام وقد نسيتها ، ويكنى بالجزراوي نسبة إلى مدينة “جزرة” الكردية جنوب شرق تركيا.
ويشير الإعلامي والباحث الدكتور حميد عبدالله، إلى أن رمضان كان يعاني من ضعف مؤهلاته الدراسية ولم يكون ذات دراسة أو معرفة وعلم ولم يتمتع بالذكاء أو الدهاء مثل قيادات نظام صدام ، ولكنه كان قاسي ومنضبط وشديد الولاء والوفاء لصدام وحزب البعث ولديه خبرة في العمل الحزبي ،
ويقول والباحث الدكتور حميد عبدالله كل مؤهلات طه ياسين رمضان أنه تطوع نائب ضابط في الجيش العراقي، وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب بعد انقلاب يوليو/تموز 1968، وبعدها حاز رتبة رائد، وأصبح حلقة وصل بين المكتب العسكري لحزب البعث وبين القيادة.
ويضيف الباحث الدكتور حميد عبدالله أن رمضان تولى مناصب عديدة، وهو ميال إلى التطرف والقسوة ويحاول أن يكون ملكيا أكثر من الملك في كل سلوكه، لذلك ترأس المحاكم الخاصة التي شكلها حزب البعث في أكثر من مناسبة، وعرف بسلوكه الغليظ والقاسي.
طه ياسين في صور
طه ياسين رمضان …
كما عرف عن رمضان كونه متابعا جيدا ويدير المهام التي توكل إليه بحماس ونشاط ودقة -كما يقول عبدالله- ولذلك أوكل له العديد من المهام التنفيذية، وأسندت إليه وزارة الإعمار والإسكان ووزارة الصناعة والنائب الأول لرئيس الوزراء ورئيس اللجنة الاقتصادية وغيرها.
“كان رمضان يتسم بالتردد والحذر الشديد، لأنه لم يأخذ مكانه بسبب مواصفاته ومؤهلاته وقد جاء بالصدفة، حيث كان مطيعا لقيادته وكثير التردد إلى منزل الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وكان هو من يفتح الباب لضيوف البكر”، بحسب المفكر السياسي حسن العلوي.
وفي حديثه نوه العلوي إلى أن ضعف كفاءة رمضان جعلته يتخوف من فقدان مكانته لصالح متنفذين في الحزب لذلك كان يخشى قيادات الحزب أكثر من خشيته من المعارضة، موضحا أنه ارتمى إلى الحزب لأنه من دون الحزب لا يمتلك أي شيء.
ويسترسل العلوي بالقول، “أجريت مقابلة صحفية مع رمضان في سبعينيات القرن الماضي وادعى بأنه هو من قام بالثورة والانقلابات وغيرها، وقد أخبرت صدام بأن رمضان يحاول إعطاء نفسه صورة أكبر من حجمه، فقال صدام هذا من أصحاب الحجوم المخترعة، لكن ما دام معنا بالقيادة فحقوقه كاملة”.
وحول موقفه من القضية الكردية، أكد العلوي أن رمضان ما كان يعتبر نفسه كرديا على الإطلاق، وكان موقفه مع قضية الأكراد وبغداد إذا تصالح نظام بغداد مع الكرد يتصالح، وإذا كان في حالة حرب فهو يعلن الحرب.. وكان يقول للمقربين أنه عراقي فقط وولاءه للعراق .
وفي السياق ذاته، يشير عبدالله إلى أن رمضان نسي أو تناسى جذوره الكردية ولم يؤثر ذلك على ولائه وآرائه بل بالعكس كان تعامله قاسيا على الأكراد، ولم يختره صدام للتفاوض مع الأكراد مطلقا. وربما كان طه ياسين رمضان يخشى أن يتم اتهامه أنه يميل لأصوله الكردية مقابل ولاءه لحزب قومي عربي متشدد مثل حزب البعث
العميد سرباز حمد أمين، قائد قوة بشرمجة كردية وقائد عملية اعتقال طه ياسين رمضان. أكد أن البيشمركة تمكنوا من اعتقال رمضان في الموصل بعد محاولات لاعتقاله .. وأكد أن اعتقاله بسبب وشاية حراس شخصي له . ويقول “أمين” تم التوصل إلى المكان الذي يوجد فيه رمضان ، في منطقة الرشيدية على طريق الموصل – دهوك، وهي منطقة زراعية، وكان في إحدى المزارع ويدير اجتماعاته هناك، بحسب العميد سرباز حمد أمين، قائد عملية اعتقال طه ياسين رمضان.
ويكشف أن المحاولة الأولى لاعتقال رمضان لم تنجح، حيث دخلت مفرزة قوات البشمركة الكردية إلى المزرعة التي كان يختبئ فيها بشكل مباغت، لكنهم لم يجدوا رمضان، وحصلوا على وثائق مهمة حيث كان يخطط رمضان لتنظيم فريق مقاومة ، وتم العثور على وقطع سلاح، وتم اعتقال أحد مرافقيه واصطحابه إلى السليمانية للتحقيق معه، واعترف محمد رشيد الداودي أحد مرافقي رمضان القدامى والمسؤول عن حمايته بتفاصيل تنقل طه ياسين رمضان ومواقع اختباءه .
ويضيف أنه بعد اعتقال الداودي والضغط عليه بالقوة وإغرائه بالعفو عنه، بدأ يتجاوب وأبدى استعداده لمرافقتهم إلى الموقع الذي يختبئ فيه رمضان في أحد أحياء الموصل، وتم اقتحام المنزل وحاول طه ياسين رمضان الهروب لكنه استسلم وأخبرهم بأنه لم يكن يتوقع أن يتم اعتقاله بهذه البساطة.
ويلفت أمين إلى أن رمضان لم يكن يعتبر نفسه كرديا وكان موقفه سيئا من قضيتهم، ويوم اعتقاله تكلم معهم باللغة العربية لأنه لا يجيد الكردية وقال لهم إنه نساها فلم يتكلم بها منذ أن كان في العاشرة من عمره.
وبعد اعتقاله جرى تسليمه إلى القوات الأميركية في الموصل، والتي قامت باحتجازه في معتقلاتها تمهيدا لمحاكمته. وقد تعرض طه ياسين رمضان للضرب والتعذيب وفقا لمحاميته ووفقاً لتصريحات طه ياسين رمضان أثناء محاكمته ـ
وقد حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد لكنها عادت وحكمت بإعدامه في قضية الدجيل التي لم يكن طرفاً فيها رغم أن للرجل ملف كبير من التهُم الأخرى، وتم إعدامه مثل هذا اليوم في 20 مارس 2007 ، وليظل السؤال .. هل من قتله كان افضل منه حُكماً وعدلاً؟