أخبار السويد

“علي محمد” أحد ضحايا هجوم مدرسة أوريبرو وسط السويد.. ودع زوجته وأطفاله ولم يعود

لثلاثة أيام متواصلة، لم تتوقف حميدة جعفري عن الاتصال بالسلطات السويدية بحثًا عن زوجها المختفي، “علي محمد”  القادم من أفغانستان للسويد كمهاجر باحثاً عن الأمان وهارباً من صراعات في بلده الأم. قلبها كان مثقلًا بالخوف، لكن الإجابة التي لا تريد أن تسمعها وصلت لها يوم الجمعة، حيث طرق ضابطان من الشرطة السويدية باب منزلها ليخبراها بإن زوجها “علي”  فقد حياته في هجوم مدرسة ريسبيرجسكا في مدينة أوريبرو.”



  تقول حميدة: لا أعرف هل ما حدث حقيقي بالقعل ؟ لقد هربنا من أفغانستان لكي لا نتعرض للأذة فوجدنا ما هو أسوأ في السويد  “ما زلت أتصل بهاتف زوجي… لا يزال يعمل، لا يزال يرن ..هل يمكن أن يجاوبني ؟ لا ..لقد مات .”

على محمد

كان علي، الذي يدرس في مدرسة ريسبيرجسكا، يطمح لبناء حياة بسيطة من خلال عمله كمنظف لدعم أسرته.  غادر المنزل صباحًا كعادته لمدرسة الكبار في صباح يوم الثلاثاء يوم “الهجوم” ، وكان من المفترض أن يعود بحلول الساعة 5:30 مساءً. لكن ذلك اليوم كان مختلفًا. لم يعد إلى المنزل في ذلك اليوم .. ولن يعود ابداً ” كما تقول زوجته حميدة.



عندما سمعت ما حدث بالمدرسة استبعدت أن يكون زوجها أحد الضحايا ، ولكن لا يجيب على الهاتف  وعندما حانت الساعة التاسعة مساءً ولم يظهر أي أثر لعلي، بدأت مخاوفها تتحول إلى رعب حقيقي. أبلغت الشرطة عن اختفائه وبدأت رحلة مؤلمة من القلق والتوتر، حيث لم تهدأ عن الاتصال بالشرطة والمستشفيات مرارًا وتكرارًا. حتى أنها ذهبت بنفسها إلى مركز الشرطة بحثًا عن أي معلومة. “كل ما كانوا يقولونه لي هو: انتظري. لكن كيف أنتظر وزوجي مفقود؟



ثم جاء الخبر الذي لم تكن مستعدة لسماعه. في الساعة الرابعة من عصر الجمعة، جاء رجل وامرأة من الشرطة إلى منزلي. أدخلوني وقالوا ببساطة: زوجك قد توفي.”!!!  لا شيء أخر .. هذا هو الخبر بكل بساطة ؟زوجك قد توفي في حادث المدرسة” !




حميدة الآن تواجه واقعًا قاسيًا، حيث تحاول أن تواسي طفليها، البالغين من العمر ثمانية سنوات  وأحد عشر عامًا، واللذين لم يتمكنا من استيعاب فقدان والدهما. “إنهم لا ينامون. يبقون مستلقين، ينظرون إلى صور والدهم ويبكون.” الأطفال، الذين أصبحوا الآن أكثر وعيًا بهشاشة الحياة، بدأوا يشعرون بالخوف على والدتهم أيضًا. “تقول زوجة “علي” أن أطفالها يقولون لها “أمي لا تذهبي للمدرسة .. سوف تموتي أنت أيضاً ..لا ترحلي كما رحل أبي”، لا نريد أن نفقدك أيضًا.”



قصة علي وحميدة بدأت في أفغانستان، حيث التقيا وتزوجا، لكن العنف وعدم الاستقرار أجبرهما على الفرار. رحلتهما قادتهما إلى إيران، ثم إلى السويد، حيث كانا يأملان في بناء حياة آمنة ومستقرة. لكن بدلاً من الأمان، وجدت حميدة نفسها في كابوس جديد. “لقد جئت من الحرب، والآن أعيش كابوسًا آخر. لا أعرف ماذا أفعل بعد الآن.”



حتى أصدقاؤها الذين جاءوا لمواساتها شعروا بالخوف. “قالوا لي: لن نحضر الجنازة… فقد يأتي شخص آخر ويطلق النار علينا.” وعلى الرغم من طلبها الحماية من الشرطة، لم تتلقَ أي رد.

ومع استمرار الألم، تبقى لدى حميدة أسئلة كثيرة بلا إجابة. الشرطة تحتفظ بهاتف زوجها، ولا تعرف السبب. “ما زلت أتصل به، والهاتف لا يزال يعمل… لكن لا أحد يجيب.”

تختم حميدة كلماتها بصوت يملؤه اليأس والارتباك: “أريد أن أعرف: ماذا حدث في ذلك اليوم؟ ماذا جرى لزوجي؟ وماذا سأقول لعائلته وأطفالنا ولماذا ..لماذا ؟”



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى