على خلاف ما هو منتشر .. الإسلام يشير إلى أن غير المسلم قد يدخل الجنة
في تقرير نشره المركز السويدي للمعلومات (SCI) باللغة السويدية حول مفهوم دخول الجنة لغير المسلم وفقاً للعقيدة الإسلامية، ذكر التقرير أنه وعلى خلاف ما هو مشهور، “فإن الإسلام لا يعتبر أن كل من هو غير مسلم لن يدخل الجنة”. وهذا يتعارض مع الفكرة الثقافية الشائعة التي تعتبر أن المسلمين يؤمنون بأن دخول الجنة محصور بالمسلمين فقط.
ويعد موضوع الوضع النهائي للأشخاص غير المسلمين في الإسلام من المسائل المتفق عليه ، ولكنه أثار جدلاً واسعاً بين العلماء والمفكرين في العصر الحديث. حيث يعتبر موقف الإسلام من غير المسلمين موضوعاً حساساً ومعقداً، ويرى الإسلام بوضوح أن كل من هو غير مسلم لن يدخل الجنة وستكون النار هي مكانه الخالد فيه بعد الموت ، وجاء في الكتاب المقدس للمسلمين، القرآن : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ البينة:6 وهناك العشرات من الآيات القرآنية التي تشير لنفس المعنى لا مكان لذكرها
في المقابل، هناك آراء أخرى تشير إلى رحمة الله الواسعة وإمكانية دخول غير المسلمين الجنة، استناداً إلى نصوص أخرى تتحدث عن عدل الله ورحمته، مثل “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” (الأعراف: 156). ويشير هؤلاء المفسرون ومنهم مفتي مصر السابق على جمعة وشيخ الازهر احمد الطيب إلى أنه لا يمكن حسم هذه المسألة بشكل قاطع، وأن الله وحده يعرف الحساب النهائي لكل فرد.
ولكن الإسلام ذكر أيضا أن بالنص هناك من غير المسلمين قد يدخلون الجنة بدون إسلام ، مثل المسيحيين واليهود ومن اتباع الأنبياء قبل نزول الإسلام ، : كما جاء في القرآن «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» البقرة62.
إن العقيدة الإسلامية أشارت أن كل من لم يسمع بالإسلام والنبي محمد ﷺ سابقا أو في العصور الحالية او القادمة سوف يتعامل معاملة “أهل الفترة” وقد جاء في الأحاديث الصحيحة إنهم يمتحنون يوم القيامة: فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، فمن لم تبلغه دعوة الإسلام ممن يكون نشأ في جاهلية بعيدة عن المسلمين، كما في زماننا، مثلا في أطراف أمريكا اللاتينية أو شواطئ إفريقيا البعيدة عن الإسلام، أو ما أشبه ذلك من الجهات التي لم يبلغها الإسلام، فهذا يمتحن يوم القيامة، يؤمر وينهى في ذلك اليوم: فإن أجاب الأمر وأطاع دخل الجنة، وإن عصى دخل النار، كذلك أولاد غير المسلمين إذا ماتوا صغارا قبل البلوغ : أنهم من أهل الجنة
وفي حديث سابق لشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، فقد أكد أنه ينطبق حكم «أهل الفترة» على الأوروبيين، ولن يعاقبهم الله، لأن دعوة النبي وصلتهم بطريقة ملتوية ومضللة ومغلوطة، إضافة إلى أن الناس في أوروبا يظنون أن الإسلام يتمثل فقط فيما يرونه على الشاشات من أعمال عنف وأحداث غير محببة، وبالتالي، فإنه ينطبق عليهم ما ينطبق على «أهل الفترة»، بسبب عدم وجود معرفة حقيقية لديهم.
أضاف شيخ الأزهر خلال إجابته على سؤال «هل يدخل الجنة غير المسلمين»، بأن الدليل على قوله هو ما جاء في القرآن الكريم : «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا»، مضيفا: «كيف يُعاقَب الله شعوبًا مثل الشعوب الأوروبية، التي لم تعرف صورة صحيحة للنبي محمد؟ وماذا عن الوثنيين في أدغال إفريقيا؟ هؤلاء لم يبلغوا بالدعوة، أو بلغتهم بصورة مشوهة ومنفرة، تسببت في كراهيتهم للإسلام ونبيه».
و«أهل الفترة» مصطلح يطلق على من لم تصلهم الرسالات السمية مثل الإسلام، فلم تبلغهم دعوة أي نبي حيث سيكون لهم اختبار يوم القيامة خاصة بهم لتحديد هل يدخلون الجنة أو النار.
كما أجاب عنه الدكتور علي جمعة مفتى مصر السابق ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، خلال رده على طفلة حول دخول المسلمين فقط للجنة بالقول «من قال إن المسلمين فقط هم من يدخلون الجنة؟ هذه معلومة غير صحيحة»، مستشهدا بما جاء في القرآن : «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».
ولكن من غير المعروف هل يقصد بانهم سيدخلون الجنة لمن عاش منهم قبل الإسلام أو بعد أيضاً ، حيث أن نص الآية في التفسير يشير لمن عاش منهم قبل الإسلام!!