طالبان تدخل العاصمة الأفغانية وتعلن عفو ..وتسمح للمرأة بالتعليم والعمل وتتعهد بتنفيذ أحكام الشريعة
تنقلب الموازين وتدخل حركة طالبان التي صُنفت بالإرهابية للعاصمة الأفغانية كابول .. مع جمود أمريكي أوروبي وترقب عالمي ، ها هي الميلشيا الإرهابية المتمردة “طالبان” ذات الإمكانيات البدائية تنتصر أخيراً على الإرادة والتكنولوجيا والقوة العسكرية الأمريكية الأوروبية ، بل أن المشهد يتغير عندما تبدأ دول أوروبية وأمريكا وروسيا في الإعلان عن إبقاء بعثات دبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول واستعدادها للتواصل مع حركة طالبان إذا التزمت طالبان بالحفاظ على المعايير الدولية !
وأعلن الرئيس الأمريكي وحكومات أوروبية أنها على استعداد بالاعتراف بشرعية طالبان إذا ألتزمت الحركة بمسار سياسي وحقوق الإنسان وحافظت على مصالح الدول الغربية
وأعلنت حركة طالبان فور دخول العاصمة الأفغانية كابول:-
1- عفو عن كل من عمل مع الحكومة الأفغانية أو الجيش الحكومي (لم يشمل صيغة العفو من عمل مع قوات أجنبية)
2- تأمين وضمان سلامة عمل الشركات والبنوك والمصانع لجميع الأفراد الأفغان والأجانب (مع تنظيم العمل وفقا للقواعد الشرعية)
3- السماح للمرأة بالخروج من المنزل بمفردة والتعليم والعمل بشرط الالتزام بالحجاب الإسلامي الشرعي
4- السماح بوسائل الإعلام والصحافة بالعمل وانتقاد أي جهة أو شخص ولكن بدون تشهير أو قذف
5- ضمان سلامة البعثات الأجنبية الدبلوماسية في العاصمة كابول (مع إعادة التواصل معها لتنظيم عملها وفقاً لمبادئ العمل الدبلوماسي فقط)
7- رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء والأحزاب الأفغانية مرحب بهم للتواصل مع حركة طالبان للعمل معها من أجل المواطنين
8- أحكام الإعدام والرجم والجلد وقطع الأعضاء للمذنبين ستكون من اختصاص المحاكم الشرعية ، ( ويتوهم من يعتقد أن حركة طالبان لن تُقيم الحدود وتحكم بالشريعة الإسلامية)
9- مطالبة الأنشطة التجارية المخالفة للتعاليم الإسلامية بالغلق فورا والتوبة
طالبان هي ميلشيا أفغانية وحركة مسلحة تعتنق الفكر السلفي الجهادي أسسها الملا محمد عمر في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وهي مرادف للفكر الجهادي لتنظيم القاعدة الذي أسسها أسامة بن لادن ، وكانت بمثابة حركة إرهابية وخاضت حرب استنزاف وعصابات ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة كابول مُنذ 2001 وحتى اليوم 2021 ولكنها أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية على الجلوس في مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة .
ويُذكر أن الوفد الأمريكي طلب من وفد طلبان في أول لقاء للمفاوضات في الدوحة “أن على حركة طلبان أن تقوم بتسليم سلاحها للجيش الأمريكي وتسليم المطلوبين الإرهابيين في الحركة لكي تستمر المفاوضات ويتم العفو عن قادة طالبان مقابل تفكيك الحركة.
ولكن جاء الرد من مفاوضين حركة طلبان بالقول ” لولا هذا السلاح وهولاء القادة ما رضخت أمريكا للجلوس مع حركة طالبان للتفاوض معها ” وردت طالبان بقصف قواعد عسكرية أوروبية وأمريكية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تتنازل عن مطالبها وتتفاوض مع الحركة لمدة 6 سنوات انتهت باتفاق انسحاب الجيش الأمريكي والحلفاء من أفغانستان .
جاء قرار الولايات المتحدة بالانسحاب بعد مفاوضات سياسية كانت المعارك تستمر بين الطرفين حيث لا اتفاق بوق إطلاق النار إلا في استثناءات قليلة ، ووجدت الولايات المتحدة أنها تستنزف عسكريا وماليا وسياسياً في أفغانستان لقد خسرة آلاف الجنود بين قتيل ومصاب وأنفقت 2000 مليار دولار من ميزانيتها على دعم وتسليح حكومة وجيش أفغانستان .. دون نتيجة فحركة طلبان لا زالت قوية وتقاتل وتسيطر على قرى وطرق وتفجر وتغتال في كل مكان !
ما يحدث في أفغانستان اليوم مذهل للعالم الحديث فلا القوة العسكرية الكبرى في العالم ولا 2000 مليار دولار ولا تكنولوجيا الأقمار الصناعية ولا وسائل التجسس الحديثة استطاعت أن تنهي على حركة مسلحة بدائية مثل طالبان تحمل أيدلوجية خاصة بها (السلفية الجهادية) ، كان في أفغانستان ما يقارب 100 ألف جندي من أمريكا واستراليا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج والسويد والدنمارك وإيطاليا وهولندا وبلجيكا والعديد من دول حلف الناتو “باستثناء تركيا واليونان” ورغم ذلك انسحب الجميع أمام تقدم قوات طالبان التي سيطرت على أفغانستان خلال أقل من أسبوع واحد.
فيما تتناقل وسائل الإعلام الأنباء عن تقدم طالبان منذ عدة أيام في أفغانستان وسيطرتها على معظم البلاد، يكتنف الغموض قادة الحركة المتشددة، فمن يقود تحركات الحركة دبلوماسياً وعسكرياً؟
مقاتلو حركة طالبان على تخوم العاصمة كابول
يكتنف الغموض قادة حركة طالبان التي يبدو أنها في طريقها للعودة إلى السلطة في أفغانستان بعدما سيطرت على الجزء الأكبر من البلاد خلال أيام، كما حدث تماماً عندما حكمت البلاد بين 1996 و2001.
في ما يأتي عرض موجز للقادة الرئيسيين لهذه الجماعة الإسلامية المتشددة:
الملا هيبة الله أخوند زاده
عُيِّن الملا هيبة الله أخوند زاده قائداً لحركة طالبان في أيار/ مايو 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة لطائرة أميركية مسيرة في باكستان. قبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصباً حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب.
تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد طالبان التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور
وكان رجل الدين هذا يتمتع بنفوذ كبير داخل حركة التمرد التي قاد الجهاز القضائي فيها، لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزياً أكثر منه عملياً.
وأخوند زاده هو نجل رجل دين وأصله من قندهار قلب منطقة البشتون في جنوب أفغانستان ومهد طالبان. وقد بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. وقد أطلق عليه المصري لقب “أمير المؤمنين” الذي سمح له بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين.
تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد طالبان التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور وكشف عن إخفائها لسنوات وفاة مؤسسها الملا محمد عمر. وقد نجح في تحقيق وحدة الجماعة وكان يميل إلى التحفظ مكتفياً ببث رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية.
عبد الغني برادر
ولد عبد الغني برادر في ولاية أرزغان (جنوب) ونشأ في قندهار. وهو أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر الذي توفي في 2013 لكن لم يكشف موته إلا بعد سنتين.
سراج الدين حقاني في مؤتمر أفغانستان بموسكو
على غرار العديد من الأفغان، تغيرت حياته بسبب الغزو السوفييتي في 1979 وأصبح مجاهداً ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر. في 2001 بعد التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان، قيل إنه كان جزءا من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول. لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.
وكان الملا برادر القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية. وقد أطلق سراحه في 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصاً. ويلقى برادر احتراماً لدى مختلف فصائل طالبان ثم تم تعيينه رئيسا لمكتبهم السياسي في العاصمة القطرية الدوحة.
من هناك، قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء.
سراج الدين حقاني
سراج الدين حقاني هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفييت جلال الدين حقاني. وهو الرجل الثاني في طالبان وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته. وتعتبر واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده إرهابية وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين في أفغانستان.
وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة. وقد اتهم أيضاً باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء مثل الجندي الأمريكي بو برغدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من سجن غوانتانامو.
ومقاتلو حقاني المعروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وتجارتهم المربحة، هم المسؤولون على ما يبدو عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة.