أخبار السويد

زيادة نسبة الطلاق بين اللاجئين السوريين في ألمانيا ..ما سبب ؟

من حين لآخر يتجدد النقاش حول زيادة حالات الطلاق بين اللاجئين في دول المهجر¨ في ألمانيا وخاصة السوريين ، حيث يتواجد اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة في ألمانيا ، وإلقاء اللوم على المجتمع الأوروبي الجديد وقوانيه.

فهل تحول الطلاق إلى ظاهرة و”موضة” بين اللاجئين السوريين ؟ وما العوامل التي أدت زيادته نسبيا؟




يكاد لا يخلو نقاش عام أو على مواقع التواصل الاجتماعي ، حول مشاكل اللاجئين السوريين في   ألمانيا، من الحديث عن ارتفاع حالات الطلاق، ومشاكل العائلة   بينهم ، وتحول ذلك إلى ظاهرة أو “موضة” كما يصفها البعض.

ولا تتوفر لحد الآن إحصائيات وأرقام حول نسب الطلاق الفعلية بين اللاجئين المغتربين في أي دولة أوروبية .




حياة جديدة للمرأة السورية في ألمانيا؟

جرت العادة في المجتمعات العربية أن يُلقى باللوم على المرأة عند وقوع الطلاق، والتي بات يُلاحظ أنه لم يعد لكلمة الطلاق أمر مخجل للمرأة السورية في ألمانيا  ، كما كان وقعها عليها في سوريا  ، بحسب ما صورت لنا بعض المسلسلات السورية.

بل على العكس من ذلك قد تصف بعض النساء حياتهن بعد الطلاق في  ألمانيا بـ “الأفضل”. كما تحدثت بعض اللاجئات السوريات في ألمانيا عن تجاربهن مع الطلاق  .




تقول دعاء مهاجرة سورية في ألمانيا “كان أفضل  قرار اتخذته طوال حياتي”  بهذه العبارة وصفت دعاء (41 عاما) قرار الانفصال عن زوجها. وحصلت الأم لثلاثة أطفال عام 2018 على طلاقها وكرست حياتها لتربية أطفالها منذ ذلك الوقت. تقول :-

دعاء مهاجرة سورية

وتقول دعاء :- “لم يسقط الطلاق علينا من السماء. ففي سورية كنا نتشاجر دائما وكنا على وشك الانفصال مرات عديدة لولا تدخل أهلي وإجباري على البقاء معه.

لذلك أنا لا ألوم المجتمع  الألماني والأوروبي “. وتضيف اللاجئة السورية : – “لقد كان أفضل قرار اتخذته طوال حياتي، لم أعد مجبرة على احتمال استخفافه بي ومعاملته لي كتابع أو جارية عليها  الانصياع وتنفيذ  رغباته المتعددة على اختلافها”.




وعن تعاملها مع الانتقادات التي طالتها جراء اتخاذها الطلاق ، تقول:-

“عندما اتخذت قرار الانفصال عن زوجي السابق قررت أن أغلق أذني عن سماع الأصوات التي تنتقد تصرفي” وتضيف أن الانتقاد الذي وُجه إليها من أهلها “لا يقل عن انتقاد أهله لي، رغم أنهم يعرفون حجم معاناتي معه طوال 20 عاما الماضية”.

وحاليا في ألمانيا  لا احد يهتم بالطلاق وأخبار الطلاق .. لا أرى أهله  ،ولست تحت ضغط عائلتي ، ولا أسمع كلمات ” المرأة المطلقة ” المجتمع منفتح هنا ومنطلق نحو الحريات .




أما نادية (49 عاما) وهي أم لأربعة أطفا لاجئة في ألمانيا ، ترى أن “الطلاق حررها من البقاء تحت ظل الرجل”، وتروي تجربتها   وكيف تفاهمت مع زوجها بعد الطلاق، إذ أنه “لا يزال يعيش في نفس المنزل بسبب أزمة السكن، قمنا بترتيب حياتنا بحيث أن لا نلتقي سوية إلى أن يجد منزلا وينتقل إليه”.

لقد كان معارض لذلك ولكن ليس لديه ما يستطيع فعله إلا الموافقة ، فالوضع هنا مختلف في ألمانيا عن سوريا ،  وعليه إنهاء الخلافات بالطريقة التي نتفق عليها وليس بطريقة الزوج الشرقي ؟ .




وتضيف نادية، التي تدير اليوم مطبخا للمأكولات السورية في منزلها واستطاعت تكوين عدد غير قليل من الزبائن العرب والألمان ، أن الانفصال منحها حرية القرار، إذ أنه وحسب رأيها “البقاء في ظل رجل لا يفهم تطلعات المرأة ، أمر يدمر إمكانيات المرأة ويحولها إلى إنسان اتكالي بطريقة شبه كاملة.

نادية -تحررت من سيطرة الزوج المتسلط !

 

بالنسبة إلي لم أتمكن من الاستمرار في ممارسة هذا الدور، وقررت الانفصال في مجتمع لا يعتبر المطلقة وصمة عار ، بل يقدم لها الدعم ، وفرصة جديدة لكي تبدأ من جديد .






من جهتها تقول ميسون (33 عاما)، وهي أم لطفلين: “لا أبالغ إذا ما قلت أن أولادي اليوم بعد عام على الطلاق أصبحوا أكثر سعادة وتوازنا وأقل قلقا.

ميسون (33 عاما)

 لا شجار ولا الصراخ ولا العنف، فهم لم يروني أبكي منذ أن حدث الطلاق. وأنا أكثر قدرة اليوم على الاهتمام بهما”. وتضيف ل  “طلاقي لم يكن نزوة ولا قرارا  أرعن، لقد فعلت ما كان يجب أن أفعله منذ زمن طويل” اشعر بالحرية .




وتقول ميسون أن العديد من الرجال يعيشون بمفهوم الزوج الشرقي ، يعتبر كل ما تحصل عليه الزوجة ملك له ، ولا يحق لها أن تفعل شيئ بدون الحصول على موافقة الزوج ،كما يحمل الزوج زوجته جهد كبير دون أي تقدير . لا يمكن استمرار الحياة الزوجية بهذا النمط في دولة مثل ألمانيا .




وتضيف ميسون أنها تعرفت على الكثير من النساء  الألمانيات خلال السنوات الأربعة الأخيرة، وأكثر من نصفهن كن مطلقات، ولم يشكل الطلاق أي مشكلة، بل حتى أن لبعضهن “علاقات  مع أزواجهن السابقين”. وتتساءل: “لماذا لا يجري الأمر بنفس الطريقة بالنسبة لنا؟ لماذا يجب على المرأة أن تخسر كل شيء إذا ما قررت الانفصال؟ لماذا تصبح بنظر المجتمع امرأة غير سوية؟”. فطليقي مازال يعاند ويحاول ازعجي.




صدمة للرجل؟

لكن وقع الطلاق كان مختلفا على اللاجئ السوري خالد (37 عاما)، الذي يلقي باللوم على المجتمع المضيف ( الألماني) وقيمه وقوانينه في وقوع الطلاق بينه وبين زوجته في مارس 2019 ، حيث لم تنجح جميع محاولاته في إقناع زوجته بالعدول عن قرارها.

ويقول : “بعد عامين من المعاناة والانتظار تمكنت من لم شمل زوجتي وطفلتي . إلا أن فرحة لم الشمل لم تدم طويلا، لأن حياتنا لم تعد كما كانت من قبل، فزوجتي تغيرت إلى حد بعيد، إذ باتت انفعالية للغاية ومستعدة للشجار في أي وقت ولأتفه الأسباب” كانت مندفعة للمجتمع الألماني الجديد بشكل غريب .




اعتقد خالد أن الأمر ربما يعود للسنوات التي أمضياها بعيدين عن بعضهما، لكن هذا لم يكن وحده السبب، حسب قوله، إذ أنها  تعرفت “على صديقات جدد و بدأت تمضي وقتا أطول خارج المنزل وأصبحت أكثر اهتماما بشكلها ولباسها ومكياجها وعطورها ، وتحتفظ بالمال لنفسها ، حتى أصبح وضع ابنتنا ذات الثماني سنوات، أسوأ في المدرسة وكانت ترفض تماما فكرة إنجاب طفل آخر”.




ويتابع: “في أول شجار دار بيننا بسبب ذلك، قامت بتهديدي باللجوء إلى الشرطة  الألمانية ومكتب حماية المرأة !!. كان من الواضح أنها في طريقها لاتخاذ قرار الانفصال عني. حاولت جاهدا ثنيها عن قرارها إلا أنها كانت تزداد تعنتا كلما شعرت برغبتي في التمسك بها. ثم حصل الطلاق كما أرادت”.

ظاهرة سببها مجموعة من التراكمات

و  حول الظاهرة يؤكد التقرير التلفزيوني،  أن الطلاق في أوساط اللاجئين تحول بالفعل إلى “ظاهرة”، كثر الحديث عنها مؤخراً في وسائل الإعلام وأنه يمكن رصد هذا الارتفاع في نسب الطلاق بين هذه الفئة من خلال الحالات التي تستقبلها مكاتب الإرشاد الاجتماعية والقانونية وحتى المساجد في المدن التي يقطنها عدد كبير من اللاجئين السوريين.




وعن أسباب انتشار الطلاق بين اللاجئين في ألمانيا  ، وهل للمجتمع الجديد وثقافته وقوانينه، دور في تغير الثقافات والقناعات للقادمين الجدد وبالأخص للمرأة ؟ يشير التقرير أن هناك تأثيرا نسبيا للمجتمع الجديد، لكنه ليس “المسؤول المباشر” عن حالات الطلاق بين اللاجئين، وإنما هناك عوامل مختلفة وتراكمات من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي عانت منها المرأة بالأخص في بلدها السابق،




ويقول: “لا شك أن اكتشاف المرأة للحقوق التي يضمنها لها البلد الجديد وبالأخص الاستقلال المادي، الذي كانت تفتقده في بلدها مع طموحها لممارسة نمط حياة أكثر تحررا ومواجهة الرجل لهذا الطموح بعدم تقبله له، يمكن أن يكون دافعا آخر لاتخاذ هذا القرار. لكن الانتقال إلى مجتمع متحضر مثل المجتمع الألماني و الألماني والأوروبي الغربي بشكل عام   ليس هو السبب المباشر، وإنما يوفر لها عوامل اتخاذ القرار بشكل مستقل”.






 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى