ذكرى اغتيال وزير الخارجية السويدية “ماريا ليند” انتقدت إسرائيل بشدة وطالبت بمقاطعة بضائعها
في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر 2003، عاشت السويد حدثًا مأساويًا غير متوقع، حينما تعرضت وزيرة الخارجية السويدية ماريا ليند Anna Maria Lindh للاغتيال أثناء تسوقها في مركز تجاري. هذه النهاية الصادمة للوزيرة السويدية كان لها عدة جوانب تستحق التأمل والنقاش.
في 10 سبتمبر 2003، وبينما كانت ماريا ليند المرأة السويدية الودودة ووزيرة الخارجية القوية تتسوق في متجر Nordiska Kompaniet، تعرضت لهجوم من قبل شخص يُدعى Mijailo Mijailovic، من أصل صربي. هجم عليها ولم ينقذها أحد !، فــ تعرضت لعدة طعنات في الذراع والبطن والصدر والرقبة ، مما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة. تم نقلها إلى المستشفى على الفور ولكنها توفيت في اليوم التالي.
هذه الحادثة أثرت بشكل كبير على السويد . شعرت السويد بفقدان وزيرة الخارجية المميزة والقوية ، والتي كان لها دور بارز في توجيه السياسة الخارجية للسويد وجعلها بلداً محايد متوازن وداعم لقضايا الدول الضعيفة مثل دولة فلسطين . كما أثرت هذه الواقعة على سلامة وأمان السياسيين السويديين وأدت إلى تدابير أمنية إضافية.
في 1957 ولدت وزيرة الخارجية السويدية وكانت أول سياسية في عائلتها وزاولت السياسة منذ كانت في الثانية عشرة، شاركت بتظاهرات الحزب الاشتراكي ضد الحرب الأمريكية على فيتنام في 1969، وكانت ترفض التبعية الأوروبية للولايات المتحدة الأمريكية، وفى 1982 تخرجت في كليّة الحقوق وفى العام نفسه انتخبت وهى ابنة 22 سنة في البرلمان السويدي، واشتهرت بدفاعها عن البيئة وقضايا الدول النامية وتصديها للشركات التي تنهك اقتصاديات العالم النامي وتدمر البيئة
وفى 1994 اختيرت لوزارة البيئة وفى 1998 اختيرت لوزارة الخارجية السويدية ، وكانت قد ظهرت على التلفزيون السويدي وانتقدت صراحتنا وبشدة العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ، والمواقف الأمريكية الداعمة بلا حدود ولا قيم للاحتلال والاستيطان ، وما يحدث للفلسطينيين من قمع وتهجير تصفية جسدية ، مما أغضب الحكومة الإسرائيلية وحلفائها آنذاك،
كما قالت الوزيرة السويدية ” إنها ستباشر بشكل شخصي مقاطعة المنتجات الإسرائيلية بالسويد ، ودعت الجميع للمقاطعة ” ، وقالت كيف نستسيغ الاحتجاج ونغضب ونتحرك عندما يتم قتل دب أبيض في شمال السويد من أجل صناعة الفراء، ولا نحرك ساكنًا ونصمت مثل الأموات إذا قتلت الدبابات الإسرائيلية أسرة فلسطينية بأكملها؟!
تم اغتيال الوزيرة وتم فتح تحقيقات من قبل السلطات السويدية ، ولم تؤدي لنتيجة ! حيث تم اعتبار الحادث موقف شخصي فردي من المهاجم الذي كان غاضب من دعم الوزيرة والحكومة السويدية الداعمة لموقف البوسنة والهرسك التي كانت تتعرض لاعتداء وحرب إبادة من قبل الصربي في منتصف التسعينيات وحتى 2001 .