“جورغن”.. السويدي الذي تُرك ليموت بين الحشرات والقذارة بعد رفض الإسعاف نقله
في تقرير مصور للتلفزيون السويدي يمكن الإطلاع عليه بنهاية المقال ، توفي رجل سويدي في ظروف ماساوية قد تكون غير معتادة ببلداً مثل السويد ، فــ في إحدى زوايا السويد المنسية، أنتهت حياة السويدي جورغن في غرفة مليئة بحشرات بقّ الفراش، مع الروائح كريهة، وأوضاع إنسانية مزرية.
جورغن، الذي عمل طوال حياته كرسام محترف، عاش آخر سنواته في مأوى “ريسيفيكن”، وهو مركز مخصص للأشخاص الذين يعانون من التشرد والأمراض النفسية والكحول . هذا المأوى، الذي كان يفترض أن يكون بديلًا إنسانيًا للشارع، أصبح مكانًا يعج بالإهمال والانهيار.
تدهور الحالة الصحية لجورغن ورفض نقله بالإسعاف
بدأت صحة جورغن في التدهور في نهاية عام 2024 وبالتحديد في ديسمبر الماضي. عانى من ضعف شديد في ساقيه ولم يعد قادرًا على الحركة، ما دفعه للاستنجاد بسيارة الإسعاف. وصلت الإسعاف ووجدت أن حالته تستدعي النقل إلى المستشفى، لكن الفريق الطبي اشترط أن تتم “عملية تنظيفه أولاً ” قبل نقله، بسبب انتشار الحشرات على جسده.
وأصدر موظفي الإسعاف تقرير – كتب بوضوح: ” أن الحشرات تغطي جسده”. ولكن تلك الخطوة البسيطة – الاستحمام وتغيير الملابس – لم تحدث أبدًا. كان السبب يعود إلى رفض الموظفين القيام بالمهمة لآنها ليست مسؤوليتهم!! بجانب عدم توفر موظفين متخصصين في المركز للقيام بذلك في محل إقامة غورغن ، حيث تخلى العديد منهم عن العمل بسبب إفلاس الشركة المسؤولة عن إدارة المأوى.
تم ترك “المسّن غورجن” على حاله وغادر موظفو الإسعاف دون اتخاذ أي إجراء. وبعد يومين فقط، وُجد جورغن ميتًا في غرفته داخل المركز المهمل. لا أحد يعلم ما إذا كان أي شخص قد تفقده خلال تلك الفترة، أو قدم له الطعام، أو تابع حالته الصحية.
اكتُشفت وفاة جورغن بالصدفة، عندما قررت شقيقته تينا، التي تعيش في مدينة بعيدة، القدوم لرؤيته بعد أن تلقت اتصالًا من إدارة المركز لإبلاغها بتدهور حالته.
عند وصولها، قررت تينا دخول الغرفة بمفردها فلا يوجد أي دعم أو خدمة أو موظفين متخصصين ، وبدأت ترتدي ملابس واقية بسبب انتشار الحشرات. كان المشهد صادمًا: جورغن متوفى وسط فوضى من الحشرات والروائح الكريهة. وداخل الغرفة، وجدت تينا:
-
- أثاث مهترئ
- جدران موبوءة بالحشرات
- قمامة وأوساخ في كل مكان
- غياب أي معايير للنظافة أو الإنسانية
تقول تينا: “كان أخي شخصًا شديد الترتيب والنظافة، ورؤية حياته تنتهي بهذه الطريقة تدمي قلبي وغير مفهومة.”
إدارة غائبة ومجتمع متجاهل
وفقًا لتحقيق أجرته Uppdrag granskning، كان مأوى “ريسيفيكن” مكانًا تترك فيه السلطات السويدية الأشخاص الذين يعانون من الإدمان والأمراض النفسية. هذا المأوى، الذي كان يتمتع بسياسة “التسامح مع المخدرات”، لم يقدم أي علاج أو دعم حقيقي، بل كان بيئة تعاني من الإهمال التام.
- 12 حالة وفاة منذ عام 2015: تم العثور على 12 شخصًا متوفين في “ريسيفيكن”، من بينهم جورغن. لكن لم تقم أي جهة رسمية بالتحقيق في هذه الوفيات.
- أموال طائلة دون رقابة: أنفقت بلدية هانينغ أكثر من 63 مليون كرون على المأوى، بينما كان يعاني من ظروف كارثية.
ردود أفعال المسؤولين
أكدت السلطات الطبية في منطقة ستوكهولم أنها “اتبعت الإجراءات” في التعامل مع حالة جورغن. وقال باتريك سوديربيرغ، رئيس الأطباء: “كانت هناك خطة لرعاية جورغن بعد مغادرة الإسعاف، لكن للأسف لم تُنفذ. وجود الحشرات كان عاملًا معقدًا.”
مأوى يتحول إلى رمز للمأساة
رغم التحذيرات المتكررة من سوء الأوضاع في “ريسيفيكن”، استمرت البلديات في إرسال الأشخاص الأكثر ضعفًا إلى هذا المكان. لم يتم اتخاذ أي إجراء حاسم لإغلاق المأوى حتى إفلاس الشركة المشغلة في عام 2024. وحتى بعد الإفلاس، تُرك النزلاء في المبنى دون دعم أو رعاية.
خاتمة مأساوية
قصة جورغن ليست مجرد مأساة فردية؛ إنها صورة صارخة لواقع مخفي في السويد. أماكن مثل “ريسيفيكن”، التي كان يُفترض أن توفر الحماية والرعاية، أصبحت رمزًا للإهمال والتخلي عن الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
تقرير التلفزيون السويدي