توماس فريدمان : القادر على وقف الحرب في أوكرانيا ووقف اندلاع صراع روسي غربي … الصين !
أكد الكاتب الأميركي المخضرم توماس فريدمان في ظل العند الروسي ..والحزم الغربي وعدم تراجع أي من الطرفين تلقائياً ، فأن الجهة الواحدة القادرة على إيقاف هذه الحرب فورا ليست الولايات المتحدة، وإنما هي الصين. فــ كل يوم يمر يشكل تهديدًا أكبر لمستقبل أوروبا والعالم بأسره، فهل من سبيل إلى إنهائها؟
وحاول فريدمان في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York times) تقديم تحليل لقدرة الصين على إيقاف الحر . ولكن لماذا الصين ؟
واعتبر فريدمان أن الصين إذا انضمت، بدلاً من البقاء على الحياد، إلى المقاطعة الاقتصادية ضد روسيا وطالبتها بالانسحاب، فإن من شأن ذلك أن يهز كيان الرئيس فلاديمير بوتين بما يكفي لوقف هذه الحرب الشرسة ويجعل بوتين وروسيا في عزلة عالمية لا تحتمل ، إذ لن يجد بوتين لديه حليف مهم آخر في العالم يساعده كما تفعل الصين !.
وتساءل فريدمان “لماذا ينبغي للرئيس الصيني شي جين بينغ اتخاذ هذا الموقف، والذي يبدو وكأنه ضرب من الخيال ..هل ستكون الصين حليف مُحب للغرب الأوروبي وأمريكا ضد جارتها الروسية ؟ هل ينسى الرئيس الصيني حلمه بالاستيلاء على تايوان بالطريقة نفسها التي يحاول بها بوتين الاستيلاء على أوكرانيا؟
والإجابة المختصرة على هذا السؤال، يقول فريدمان، هي أن العقود الثمانية الماضية من السلام النسبي بين القوى العظمى أدت إلى عالم يتحول بسرعة إلى عولمة مثلت مفتاح النهوض الاقتصادي السريع للصين وبالتالي انتشلت ما يقرب من 800 مليون صيني من الفقر والجوع والتشرد منذ عام 1980. هذا بسبب السلام العالمي وانفتاح الصين على الغرب ..فمصالح الصين ستظل مع الرب رغم العداء السياسي والإيدلوجي بينهما .
وأضاف فريدمان أن السلام كان جيدا جدا للصين، التي يعتمد نموها المستمر على قدرتها على الإنتاج والتصدير للعالم على الدعائم الغربية والوصول المستمر للأسواق الحرة وقدرتها على التعلم منه.
وأكد فريدمان أن تحسن المستوى الاقتصادي للصينيين بشكل مطرد يعتمد إلى حد كبير على استقرار الاقتصاد العالمي ونظام التجارة الصينية مع الغرب الأوروبي والأمريكي وحلفائهم حول العالم .
ولفت فريدمان الانتباه إلى أن 3 “أسلحة” تم نشرها في هذه الحرب بطرق لم نشهدها من قبل أو لم نشهدها منذ أمد بعيد، وسيكون من الحكمة أن تدرس الصين كل هذه الوسائل.
وختم الكاتب بالقول إنه يأمل أن تنضم بكين بدلا من التقوقع على نفسها للغرب وجزء كبير من العالم في معارضة بوتين، وستظهر الصين، إن هي فعلت ذلك، كزعيم عالمي حقيقي، أما إذا اختارت بدلاً من ذلك الركوب مع الخارجين عن القانون، فسيكون العالم أقل استقرارًا وأقل ازدهارًا بشكل لا يمكن تصور مداه، وخاصة الصين، على حد تعبيره.