تقلبات السياسة والزمن .. أخر وزير مالية أفغاني يعمل في أمريكا سائق تاكسي وينتظر البقشيش!
تحول وزير المالية الأفغاني السابق، خالد بايندا، من رجل تحت يديه ميزانية بلد بأكمله تقدر ب 6 مليارات دولار، إلى سائق تاكسي لدى شركة “أوبر”، في الولايات المتحدة، يسعى لتأمين قوت يومه وعائلته المكونة من 4 أطفال، وزوجته، وذلك بعد أنهيار العاصمة الأفغانية كابول ودخول حركة طلبان وهروب الحكومة الأفغانية .
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية تقريرا طويلا ورد فيه أن وزير المالية الأفغاني قبل سقوط كابل وتولي حركة طالبان مقاليد الحكم هناك، يعمل حاليا سائق تاكسي أوبر في العاصمة الأميركية واشنطن.
وقالت الصحيفة أن مراسلها شاهد الوزير خالد بايندا الذي كان حتى الصيف المنصرم وزيرا للمالية، ويشرف على ميزانية تبلغ 6 مليارات دولار، وهو يقود سيارته من طراز هوندا أكورد، متجها شمالا على “الطريق السريع 95” من منزله في وودبريدج، فيرجينيا، أنه يعمل بجد وكد لجمع عدة مئات من الدولارات أسبوعيا بدلا من التعامل مع المليارات.
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التقت وزير المالية الأفغاني السابق، وسائق أوبر الحالي، الذي يسرد لها قصة معاناته اليومية، قائلاً «إذا أكملت 50 رحلة في اليومين المقبلين، سأحصل على مكافأة قدرها 95 دولاراً بجانب البقشيش » هذا عملي ودخلي لكي انفق على عائلتي .
ويقول وزير المالية السابق: – ليس هناك من عمل “محرج” أنه عمل شريف ، هذه الوظيفة هي وسيلتي لإعالة زوجتي وأربعة أطفال بعد أن استنفدت مدخراتي لمدة عام كامل .. أنا لا أعيش على أموال مساعدات .. اشتريت سيارة وأعمل عليه كسائق لإعالة أسرتيه.
ويقول الوزير الأفغاني السابق: «أشعر بالامتنان الشديد ببعمل الذي اثوم به، هذا يعني أنني لست مضطراً لأن أكون يائساً أو الوقوف أمام مكتب الرعاية الاجتماعية لطلب مساعدة مالية ».
وألقى الوزير السابق باللوم في سقوط حكم البلاد بيد طالبان على رفاقه من المسؤولين الأفغان وقال: «لم تكن لدينا الإرادة الجماعية للإصلاح، لنكون جادين لقد كنا حكومة ضعيفة لا تملك قرارها».
وزير المالية الأفغاني السابق، خالد بايندا يقوم بتنظيف سيارته التي يعمل عليها سائق تاكسي “أوبر”
وتابع قائلاً لصحيفة واشنطن بوست، «ألقي باللوم على الأمريكيين في تسليم البلاد لطالبان وخيانة القيم الثابتة التي من المفترض أنها حركت القوات الأمريكية، وألقي باللوم على نفسي وزملائي ».
ويقول الوزير السابق أنه عالق بين حياته القديمة … وأحلامه لأفغانستان ….ومستقبل أطفاله .. والحياة الجديدة في الولايات المتحدة ..ويقول لم أريد هذه الحياة في أمريكا أبداً، ولكن ليس لدي مكان، أنا لا أنتمي إلى هنا، ولا استطيع العودة لبلدي، إنه شعور بالضياع والفراغ ».
كان الوزير خالد بايندا وزير المالية الأفغاني السابق يقود سيارته وهو يتحدث مع مراسل الصحيفة توقفت سيارته الهوندا أمام مركز كينيدي، حيث تنتظره طالبتان من جامعة جورج واشنطن. استقرتا الطالبتين في المقعد الخلفي لسيارته وبدأتا تتحدثان عن يومهما، والانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة، وخططهن لتناول العشاء، وحادث مؤسف في وقت سابق من صباح ذلك اليوم في قطار المترو.
بعد بضع دقائق بالسيارة، أنزل وزير المالية الطالبتين في شقتهن وفحص هاتفه بسرعة، ووجد أنهما منحتاه “إكرامية بـ4 دولارات”!!.
وبحسب تقرير السعادة العالمي لعام 2022، فإن أفغانستان هي البلد الأكثر تعاسة في العالم، حتى قبل سيطرة حركة طالبان على السلطة في أغسطس / آب 2021.