الهجرة السويدية : اللاجئون الصم مطالبون بتعلم لغة الإشارة السويدية قبل مقابلة تحقيقات مصلحة الهجرة
أن تكون لاجئ جديداً في بلد مثل السويد ولا تتحدث أي لغة سوى لغتك الأم، فهذا أمر بالغ الصعوبة، لكن هل تساءلت يوماً كيف يتواصل اللاجئ من الصم أو الأصم الكفيف في السويد عند التحقيقات ؟ وهل لغة الإشارة التي يتعلمها الصم في بلدهم الأم موحدة ويمكن استعمالها في كل بلدان العالم؟
وقررت مصلحة الهجرة السويدية أن كل طالب لجوء من فئة الصم والبكم ، يجب تعلم لغة الاشارة قبل أن يخضع لنحقيقات اللجوء …
وبالنسبة للأشخاص الصم، والصم المكفوفين بصفة عامة وطالبي اللجوء الجدد، خاصة الذين لم يتعلموا لغة الإشارة الخاصة ببلدهم الأم في مراحل نموهم، فوصولهم للسويد بمثابة انقلاب حقيقي في حياتهم. فجأة سيستطيع المهاجر اختيار من يريد أن يكون، ويتعلم اللغة فيفرض حقوقه كإنسان.
في مدرسة Västanviks folkhögskola في منقطة Leksand يتم تحويل العديد من اللاجئين لتعليمهم لغة الإشارة السويدية قبل عودتهم لمصلحة الهجرة لشرح أسباب لجوئهم. فلغة الإشارة ليست موحدة ولكل بلد لغة إشارة تختلف عن باقي البلدان. في الدول العربية على سبيل المثال، هناك اختلاف من بلد لآخر وبالتالي هناك صعوبة في التواصل مع الصم من بلد آخر في السويد، حتى عند توفر مترجم فوري يستعمل لغة الإشارة لبلد عربي ليس بلد اللاجئ.
يجد اللاجئ الأصم أو المصاب بالصمم البصري نفسه أمام تحدي آخر، وهو تعلم اللغة أولاً قبل الحديث عن أسباب لجوئه لمصلحة الهجرة. وبعدها تقوم المصلحة بتقييم لأسباب لجوئه ليُحسم حقه في اللجوء من عدمه. لكن الصعوبات تزداد في حالة عدم توفر الشخص على لغة إشارة من بلده الأم، ولم يدخل قط للمدرسة. هنا المشكل يكون أكبر لأن الشخص لا يعلم أصلاً أن هناك لغة للصم ولا يعلم لماذا هو أصم، بل يعيش في قوقعة، ويقتصر على استعمال بعض الإشارات والأصوات التي يستخدمها فقط مع المقربين منه في المنزل
لكن بغض النظر عن استعمال الشخص للغة بلده الأم للصم والبكم من عدمها، فهو مطالب بتعلم لغة الإشارة السويدية للحديث عن أسباب لجوئه كما سبقت الإشارة. وهذا الأمر قد يتطلب ستة أشهرالى عام ، لكن هناك من يحتاج سنوات طويلة قبل التعلم للحديث مع الهجرة السويدية دون عوائق عن لجوئه وحياته في بلده الأم. هذا واستقبلت المدرسة 91 طالب لجوء من الصم.
طالب اللجوء الذي يبدأ تعلم لغة الإشارة السويدية، يكون عليه ضغط شديد لأنه يريد التعلم بسرعة للحديث وشرح أسباب لجوئه لمصلحة الهجرة في أسرع وقت ممكن. لكن دافيد إريكسون مدرس لغة الإشارة، ومنظم للأنشطة الترفيهية بالمدرسة لصالح طالبي اللجوء، قال إنهم يتجنبون في البداية تعليم الطالب الحديث عن الأحداث الحزينة:
مدرسة Västanviks folkhögskola، وبغض النظر عن الجانب التعليمي، فهي توفر أيضاً السكن في شقق للطلبة، وأيضاً أربع وجبات يومية من الإثنين للجمعة. وبالقرب من مقرها توجد روضة أطفال، ذلك لتسهيل رعاية الطلاب الصم لأطفالهم والتواجد بالقرب منهم، تقول غونيلا كولم.