شهدت الساحة السورية تطورات لافتة مع تحركات المعارضة المسلحة التي لفتت الأنظار دولياً، بما في ذلك السويد حيث قامت الصحف السويدية بتغطية إعلامية كبيرة لهجوم المعارضة السويدية على مناطق تابعة لنظام دمشق ، و تُعدّ هذه التحركات من أكبر العمليات المفاجئة لقوات المعارضة السورية، حيث تقدمت نحو مدينتي حلب وإدلب، واستولت على عدة قرى كانت تحت سيطرة الحكومة السورية. وأسفرت العمليات عن مقتل مستشار عسكري إيراني بارز وأكثر من 200 من الطرفين، مما زاد من أهمية هذه التطورات على المستوى الإقليمي والدولي.
التحركات العسكرية الأخيرة للمعارضة جاءت كـــ رد فعل على ضعف قدرات حزب الله في سوريا، الذي تراجعت قوته في سوريا بسبب خسائره في حربه مع إسرائيل واستهدافه بضربات إسرائيلية قاسية. إضافة إلى ذلك، تراجع الدعم الإيراني بسبب محدودية حركة إيران داخل سوريا، وانشغالها بالصراعات الإقليمية والدولية، مثل حربها بالوكالة في الشرق الأوسط وانخراطها في دعم روسيا في أوكرانيا.
الوضع الميداني أعطى زخماً لقوات المعارضة السورية، وعلى رأسها **هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، وحركة أحرار الشام، ولواء السلطان مراد، وقوات موالية لتركيا والتي استطاعت الانتقال من وضعية الدفاع إلى تحقيق مكاسب ميدانية استراتيجية. أبرز هذه المكاسب كان استعادة السيطرة على مناطق مثل خان العسل وعدد من القرى الأخرى، محققة تقدماً مساحته حوالي 245 كيلومتراً مربعاً ضمن عملية “ردع العدوان”.
التقارير تشير إلى وجود دعم غربي متزايد للمعارضة السورية، ما يعكس رغبة هذه القوى في تقويض النفوذ الروسي والإيراني في سوريا، خصوصاً مع انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا.
ورغم هذه النجاحات، يبقى العامل المؤثر مرتبطاً بالقدرات الروسية الجوية والصاروخية، التي قد تغيّر المعادلة إذا ما تدخلت بقوة لصالح النظام السوري. هذا السيناريو قد يصبح مرجحاً إذا اقتربت قوات المعارضة من مدن رئيسية مثل حلب وإدلب، مما يجعل المشهد مفتوحاً على احتمالات عدة.