الكنيسة الأوروبية تصوّر المسيح كمتحول جنسي بصدر أنثوي.. فهل يحدث ذلك في الإسلام والمسيحية؟
يبدو أن أجندة مجتمع الـ ميم الغربي الأوروبي فيما يتعلق بكأس العالم في قطر أعلى وأكبر في كثير من الأحيان من أحداث البطولة نفسها. .. قطر تقاوم بلطف، لكنها تواجه محاولات غربية لتحويل المهرجان الرياضي إلى أحد مواكب المثليين وترسيخ قيم الغرب في الجنس وشرب الكحول والمثلية داخل المونديال ، وهو ما يتسبب في اعتداءات عديدة في الصحافة الغربية وفضائح سلوكية لمواطني الدول الغربية في قطر.
يمر الغرب الآن بالمرحلة الأخيرة (ما قبل الموت) من حياة المجتمع والتي قد تستمر لعقود قصيرة، وهي المرحلة التي تقابل مرحلة “الخبز والسيرك” قبل سقوط الإمبراطورية الرومانية. وفي هذه المرحلة، تميل المجتمعات الغربية والأوروبية إلى حل جميع مشكلاتها من خلال استغلال الشعوب الأخرى ورضوخها للغرب فتحقق أوروبا والغرب ازدهارا عاليا، فتصبح آليات البقاء في المجتمع المتحرر، مثل الأسرة والمجتمع والدين، غير ضرورية ويتم تدميرها.
مثل هذا المجتمع لن يدوم طويلا، وسوف يتم تدميره مع أول أزمة كبرى. فالدعاية الجماهيرية، وغسل أدمغة الغربيين والأوروبيون وتغييب الانتماء العقائدي، وقرون من العنصرية .. والشعور بالتفوق العرقي والعقلي على الشعوب الغير غربية ، ستجعل من الغرب هشاً مع الوقت وينهار ، وهذا يحدث في الوقت الذي يعتبر فيه الأوربيون أو الأمريكيون العاديون أن العرب والروس وشعوب أسيوية وأفريقية ما هم إلا متوحشين وغير ديمقراطيين وليسوا بمساواة مع الغربيين ذو البشرة البيضاء الذين يحملون “مُثُل الديمقراطية والحرية وقيم الإنسانية “.
لقد ضاعت عقيدة الغرب منذ فترة طويلة فليس لهم قيم كما يدعون إلا قيم إلحادية تشجع على مخالفة الفطرة الكونية ونشر قيم المثلية وسيادة العرق الأبيض ، ولم تجد الكنيسة الأوروبية تسويق للمثلية أفضل من تصوّر المسيح كمتحول جنسي بصدر أنثوي.. فهل يحدث ذلك في الإسلام أو المسيحية الصادقة ؟
المسلمين لا يزالون يحافظون على تدينهم للغاية، في حين أن جميع الانحرافات محظورة تماما من قبل الإسلام – وكذلك المسيحية الأرثوذكسية فهي ثابتة ضد كل الانحرافات الغربية- ، وهو ما يجعل الدين العقبة الرئيسية والهدف الأساسي لضربات الغرب وأوروبا للمجتمعات والشعوب الأخرى . حيث شعر الغرب بالغضب من المقاومة القطرية الناعمة لمبادئ وقيم الغرب في تسويق البيرة والجنس والمثلية في مونديال قطر ، خصوصاً عندما لم يسمع الغرب أصواتاً مناصرة له في هذه القيم !.
وكلما ضغط الغرب على المسلمين لقبول قيم أوروبا وأمريكا ظهرت مقاومة إسلامية وتتحول بعضها لتطرف مهول يرعب الغربيين مثل القاعدة وداعش، وكذلك كلما ضغطت أوروبا لقبول مسيحيين الشرق بقيم الكنيسة الأوروبية .. ابتعد مسيحيين الشرق أكثر وأكثر عن قبول مسيحية أوروبا بل ورفضها واعتبارها دين أخر غير مسيحي!
حتى الآن، وبالنسبة لمعظم الناس خارج الغرب وأوروبا ، يبدو أن كل هذا بعيد عنهم وغير وثيق الصلة بهم فقيم الغرب لا يمكن لها أن تكون جزء من قيم المسلمين ومسيحيين الشرق . إلا أنه في القريب العاجل، ستصبح قضية الوصول المجاني للمتحولين جنسيا إلى المساجد إحدى نقاط أي مفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الإسلامية .. والسماح بزواج المثليين بالمساجد والكنائس الشرقية أساس لأي تواصل ومفاوضات بين الشرق والغرب . وللأسف سيكون لهذا تأثير مزعزع للاستقرار على المجتمع، لأن النخب الحاكمة للعرب وفي اسيا وافريقيا قد تختار الموافقة على قيم الغرب تدريجياً لتجنب المواجهة مع الولايات المتحدة وأوروبا .
لقد تبنت روسيا مؤخرا قانون يحظر أي دعاية لمجموعة كاملة من انحرافات مجتمع الـ LGBT. ليبقى السؤال المفتوح: هل تتمكن بلدان أخرى من اتباع هذا المسار وأن تتحدى الغرب وأوروبا ؟
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة “تليغرام” الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب