قضايا العائلة والطفل

السويدية جيتي تعاني من متلازمة الارهاق.. تقرير سويدي “زيادة ضغط العمل والحياة على المواطنين”

حذر تقرير سويدي من مشكلة الإرهاق المتزايد الذي يتعرض له السويديون بسبب العمل وأسلوب الحياة اليومية. فطبيعة الحياة اليومية، خصوصاً في فصل الشتاء الطويل، تؤدي إلى الإرهاق المرضي جسدياً ونفسياً وتؤدي إلى تضرر أعضاء الجسم. وهذا ما حدث في حالة السويدية جيتي هوزينغا، البالغة من العمر 23 عامًا، حيث تم تشخيص حالتها بمتلازمة الإرهاق. بعد فترة من الكفاح مع الشعور بالخجل والإنكار، قبلت جيتي واقع حالتها وبدأت رحلتها للتعافي.



جيتي هوزينغا، التي كانت دائمًا شخصية اجتماعية ومتعددة المهام، كانت قادرة على التوفيق بين العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية بسلاسة. لكن فجأة، وجدت نفسها تعاني من أعراض الإرهاق الدائم والقلق الشديد والشعور باليأس وعدم الرغبة في فعل أي شيء والذهاب للعمل مضطرة لكي تكسب المال. كان هذا الأمر بمثابة صدمة لها ولمن حولها، حيث كانوا يعتبرونها شخصية قوية ومنظمة.



جيتي تقول: “شعرت بالإرهاق، لا أستطيع الذهاب للعمل ولا ممارسة الرياضة ولا التسوق، وبدأت أنعزل، لا أرغب في استقبال أي ضيف أو الخروج والحديث مع أي شخص. كان لدي شعور قوي من اليأس والقلق والخوف، ولم أكن أعرف ماذا يعني”.

جيتي هوزينغا، تعاني من متلازمة الارهاق

التكيف مع الواقع:
اضطرت جيتي لأخذ إجازة من العمل وتكييف حياتها اليومية لتناسب وضعها الجديد، ثم تقدمت لدراسة أونلاين عن بعد. لكن التكيف مع حالتها النفسية وفهم أنها مصابة بالإرهاق لم يكن سهلاً، فقد استغرق الأمر منها عدة أشهر لتدرك حقيقة ما تمر به.



“نظارات شمسية وسماعات عازلة للصوت”:
خلال شهور الإرهاق، أصبحت جيتي جليسة المنزل لا تفعل أي شيء. كانت ترتدي نظارات شمسية وسماعات عازلة للصوت لحماية نفسها من أي محفزات خارجية. أيامها الطويلة في المنزل دفعتها للبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قرأت قصصًا مرعبة لأشخاص عاشوا تجارب مشابهة مع متلازمة الإرهاق.

جيتي تضيف: “كنت أتساءل، هل سأبقى هكذا طوال حياتي؟ هذا الشعور جعلني أشعر بالعزلة والضغط”.



ووفقًا لتقرير التلفزيون السويدي، تشير الإحصائيات إلى زيادة كبيرة في حالات المرضى الذين يعانون من متلازمة الإرهاق في السويد، خاصة بين الفئة العمرية من 20 إلى 45 عامًا. في الفترة من 2020 إلى 2023، ارتفع عدد المصابين بأكثر من 30000 شخص في البلاد.

 

بحلول نهاية عام 2023، كان 75% من المصابين هم من النساء، وكانت أكبر زيادة في الإصابات في مناطق مثل نوربوتن، يمتلاند، وفاستنورلاند. ويلاحظ أنها مناطق في شمال السويد البارد قليل السكان والنشاط، بينما سجلت منطقة غوتلاند انخفاضًا طفيفًا في الحالات وهي منطقة جنوب السويد يزداد فيها النشاط السياحي والرياضي.



تعكس قصة جيتي معاناة العديد من المواطنين في السويد الذين ربما لديهم متلازمة الإرهاق ولكن لم يتم تشخيصها، حيث تشكل ضغوط الحياة الحديثة والعمل والدراسة والعزلة الاجتماعية وقلة النشاط الاجتماعي مصدرًا رئيسيًا للإرهاق. الزيادة الملحوظة في حالات متلازمة الإرهاق تشير إلى الحاجة الملحة للتوعية بمدى خطورة هذا الأمر. يجب على المجتمع أن يكون أكثر وعيًا بتأثير الضغوط النفسية وأن يوفر الدعم اللازم للأفراد، خاصة الذين يجدون أنفسهم في دوامة من المسؤوليات والضغوط.



من المهم أن نتذكر أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. إذا كنت تشعر بأن الضغط اليومي بدأ يؤثر على حياتك بشكل سلبي، فلا تتردد في طلب المساعدة والدعم. 



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى