السويدي “عارف” يختفي في ظروف غامضة وعائلته تطلب مساعدة السلطات السويدية
بدأ القلق يتسرب إلينا بعد مرور بضعة أيام دون تواصل مع “عارف”، لكن في نفس الوقت كنا مطمئنين بعض الشيء لأنه كان قد أخبرنا باحتمالية عدم توفره على الانترنيت، لهذا قررنا الانتظار، تقول ” بيان الكاظمي ” والدة “عارف” البالغ من العمر 26 سنة والتي سافرت لمدينة ” ميديين ” ثاني أكبر مدن كولومبيا.
بدأت قضية “عارف” كمواطن سويدي يوم الاثنين الموافق 18 من شهر إبريل ، حيث وصلت لعائلته رسالة نصية قصيرة من طرف فتاة سويدية تضمن صورة لجواز سفر “عارف” ، وتسأل إن كنت أعرف هذا الشخص، بحيث تم العثور على هذا الجواز في مدينة ” مدييين الكولومبيا”.
وتقول الأم شعرت بقلق كبير فاتصلت بها للاستفسار أكثر، فقالت إنها عضوة في مجموعة فيسبوك بمدينة ” مدييين الكولومبيا” وهناك وجدت صورة لجواز سفر ابني.
بعد ذلك أجرينا بعض الاتصالات فتبين لنا أن أحد المتسولين عثر على جواز السفر وحاول بيعه لأحد الفنادق الشعبية ، لكن الموظفين تسلموا الجواز وطردوا الرجل. وقام الفندق بنشر صورة الجواز في مجموعة فيسبوك لمحاولة الوصول إلى صاحبه، له لكن لا أحد سأل عن الجواز.
وقالت ” بيان الكاظمي ” أن ابنها “عارف” يتوفر على بطاقة ايكا المصرفية فاطلعوا عليها واكتشفوا بضع محاولات لشراء بضع المقتنيات بمبالغ كبيرة لكن تلك العمليات باءت بالفشل بسبب ارتكاب خطأ في رمز البطاقة المصرفية، حينها عرفوا أن شيئاً ما قد حدث. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يسافر فيها “عارف” لأمريكا اللاتينية تقول والدته، حيث انطلق من مدينة يوتوبوري في 3 من شهر إبريل بهدف التجول في دول أمريكا اللاتينية
كان “عارف” يرسل كل الوقت صوراً لوالدته بحيث كتب لها في 11 من الشهر الماضي أنه وصل لمدينة ” مدييين ” الكولومبية، وفي 13 من شهر إبريل توصلت بيان بآخر رسالة مرفقة بصورة ابنها “عارف” يقول فيها أن الطقس جميل والناس طيبون، وسيظل هناك أياماً قليلة قبل أن يكمل طريقه باتجاه بانما، وأن هناك صعوبات بخصوص الانترنيت فلا داعي للقلق إن انقطع التواصل، وأنه سيتصل بها كلما تيسر ذلك.
سافرت ” بيان الكاظمي ” لمدينة مدييين ” الكولومبية واصطحبت معها صديقتها التي تتحدث اللغة الاسبانية بحيث ستظل معها لمدة أسبوعين، مر منها أكثر من أسبوع وستظل بيان لوحدها في تحدٍ كبير مع اللغة والمنطقة.
ولغاية الآن لم تعثر الشرطة الكولومبية على أي أثر ل”عارف” بورمازاي، كما أطلقت مبادرات طوعية بالمنطقة للمساعدة في البحث وأصدرت الشرطة الكولومبية مذكرة بحث رسمية للبحث عنه.
وفي اتصال مع وزارة الخارجية السويدية للاستفسار عن هذه الحالة كتب القسم الإعلامي للوزارة بريداً الكترونياً قال فيه وزارة الشؤون الخارجية على علم بوجود مواطن سويدي في كولومبيا لا يستطيع أقاربه التواصل معه،
لكن لا يمكن تقديم المزيد من التفاصيل لدواعٍ قنصلية محاطة بالسرية، والتحقيق بخصوص الأشخاص الذين يتواجدون في الخارج بشكل مؤقت هو من اختصاص الشرطة في المقام الأول، نهاية الرسالة.
هذا وربطت ” بيان الكاظمي ” الاتصال بالشرطة الكولومبية من السويد وأخبروها بأنهم بدؤوا في التحقيق وطلبوا منها البقاء في السويد، لكنها اتخذت قراراً بالسفر.
لقد طلبوا مني البقاء في يوتوبوري حتى يعثروا عليه، لكن كأم لم أستطع الانتظار، هذا وضع صعب جداً وأنا لا أعرف المنطقة ولا أتحدث اللغة ولا أعرف أي شيء، أنا عاجزة تماماً. بعد هذا الأسبوع ستظل بيان الالكاظمي في ” ميديين ” لوحدها دون صديقتها التي ستعود للسويد، لكن بيان مصرة على البقاء للعثور على ابنها.
سأظل هنا حتى أجده وأتمنى من الناس أن يساعدوني في البحث عنه والعثور عليه للعودة معاً في أسرع وقت ممكن تقول ” بيان الكاظمي “، التي تتواجد الآن في مدينة ” مدييين الكولومبيا” الكولومبية للبحث عن ابنها المختفي هناك منذ حوالي 20 يوماً.
صور عارف –
ويذكر أن سويدياً آخراً كان محتجزاً منذ شهر لدى ميليشيات جيش التحرير الوطني الكولومبي المعروفة اختصاراً بـ ALN تم الافراج عنه وفق وسائل الإعلام الكولومبية، حيث ظهر أفراد ملثمون من ميليشيات ALN في فيديو وهم يسلمون المواطن السويدي للجنة إنسانية ضمت الكنيسة الكاثوليكية والأمم المتحدة.
ووفقاً لصحيفة أفتينبلودت التي نشرت الخبر لأول مرة توجه الرجل لشمال كولومبيا لتصوير فيلم وثائقي عن الاتجار بالبشر في منطقة كاتاتومبو منذ مطلع شهر مارس الماضي وتم اختطافه من قبل ميليشيات جيش التحرير الوطني، وتم التعامل مع اختفائه من قبل الشرطة الكولومبية والسويدية ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي،
كما أن وزارة الخارجية السويدية والسفارة الأمريكية في كولومبيا دخلت على الخط، كون الرجل يتوفر على جنسية مزدوجة أمريكية وسويدية ، وقالت أخت الرجل لصحيفة أفتنبلودت أنها توصلت مع أخيها عبر محادثة فيديو ولا زال يتواجد في كولومبيا.