السويد. ليس كل ما تسمعه عن السويد حقيقي!
تابع الجزء الأول
لا شك أنك قد تسمع الكثير عن السويد قبل مجيئك إليها ، وهناك أشياء حقيقية ولكنها ليست كاملة الحقيقة ، فالسويد بلداً ثري ولكن سوف تجد فيه أيضا مفهوم الفقر والعوز والحاجة وضعف الرواتب والديون التي يتحملها الموظفين، وقد تسمع أن السويد بلد الأمان ولا سجون فيه ، وهذا يخالف حقيقة امتلاء السجون السويدية بالمساجين وانتشار الجريمة الخطيرة بشكل يومي .
كذلك المعلومات حول جمال السويديات الشقراوات فهذه حقيقة ، ولكنها في مرحلة الشباب بعد ذلك يتلاشى جمال المرأة السويدية سريعاً قبل سن الأربعين ، كما أن السويديات لا يخرجن بمظاهرات طلباً للزواج والحصول على رجل ، فالسويديات أكثر النساء في العالم رفضاً لفكرة الزواج كنوع من الارتباط !
ويمكنا أن نكمل بعض المفاهيم التي قد يشعر بها الوافد الجديد للسويد في حياته اليومية في السويد بعد فترة من وصوله واستقراره في السويد …
6- الطعام في السويد
لا طعام أفضل مذاق من طعام الشرق … ولا طعام صحي أفضل من طعام الغرب … وهذه معادلة صعبة للوافد الجديد للسويد الذي يرفض فكرة الطعام الصحي في السويد ويعيش على أحلام وجبات الشرق الدسمة !
فما تراه من صور الطعام والحلوى الغربية الأوروبية في وسائل الإعلام هي صورة جميلة وفقط ، وسوف تشعر مع الوقت بالحنين للحصول على مذاق الطعام والحلوى الشرقية – حيث ليس من السهل عليك أن كنت قادم من دول الشرق التأقلم مع الوجبات السويدية لا في المذاق ولا في الكمية ولا في التنوع .. وبالتالي سيكون الطهي في منزلك هو السبيل الوحيد للحصول على طعام بمذاق شرقي مميز إن كنت بارع في إعداد الطعام .
7- الملابس في السويد ليست فارهة!!
ربما لن ترى في السويد أزياء الغرب الفارهة التي تراه في الصور وأفلام هوليود- فلا وجود لفساتين النساء الصارخة ولا لبدلات الرجل الرسمية إلا نادراً ، في السويد مثل دول العالم أصبحت الملابس الرياضية والجينز والملابس البسيطة هي الزي الرسمي للحياة اليومية ، ولكن سوف تجد نفسك مُلزم بتحصين نفسك بنوعيات من الملابس المناسبة لطقس السويد الثلجي البارد الممطر لمدة 8 شهور ،
كما ستجد أن قفازات اليد وغطاء الرأس والاحذية السميكة أمور أساسية يجب أن تلتزم بها …قد يقاوم الوافدون هذا الطقس بالملابس الشرقية التي تناسب الطقس البارد في دول الشرق … ولكن لن يفيدك وعليك التوجه فورا للملابس السويدية التي تشعرك بصعوبة الحركة والتقييد .
8- القانون أولاً
في دول الشرق تكون العلاقات والمال والسلطة أولاً ثم القانون يأتي مؤخراً ، وقد ينزعج الكثير في دول الشرق من هذا الوضع ، وعند الوصول للسويد سوف يشعر الوافدون الجدد بالمساواة ولكن فور التصادم مع قرارات موظفي المؤسسات السويدية سوف يجد الوافدون الجدد أن القوانين بهذا الوضع غير مناسبة وسوف تتحول لمصطلحات “مزاجية الموظف”.
وفي حقيقة الأمر فأن تقييم الموظف وإصداره للقرارات ليس “مزاجية” ولكنه ضمن اللوائح القانونية التي منحت له هذه السلطة تحت مراقبة ومراجعة دائمة .. مما يجعل العديد من الوافدين في السويد يتمنون وجود نظام تخليص المعاملات بالطرق الشرقية خصوصاً عند انتظار قرار من مؤسسة حكومية قد يستمر لسنوات !
9- مؤسسات الدولة شريكة لك في حياتك
كونك تعيش في السويد فأنت لديك كاملة الحرية في اختيار طريقة حياتك وتحمل مسئولية هذا الاختيار ، ولكنك كونك جزء من المجتمع السويدي فأنت تحصل على حقوق مثل مساعدات السكن والرعاية الطبية والخدمات العامة ونقدية الأطفال والضمان الاجتماعي للبطالة والمدارس المجانية وحقوق عديدة ،
وهذا يعني أن الدولة تتدخل في اختياراتك ، فهي تحدد لك أين ومتى يتم علاجك وأي مدرسة يذهب لها أطفالك ، وتتدخل في تربيتك لطفلك إن وجدت خطأ ، وكذلك توجهك للدراسة وتغيير مهنتك .وتلزمك بالتدريب البركتيك ، و بالبحث عن عمل كل يوم وإبلاغها بما تفعل ، . حتى السكن أنت تسكن وفقاً لنظام الطابور والحجز .
10- لا سجون في السويد ولا جريمة
ليس حقيقي فالسويد أصبحت من أكثر دول أوروبا في معدل الجريمة وانتشار العصابات في مدنها ، كما أن السجون ممتلئة بالسجناء وتجد السويد صعوبة في التعامل مع أعداد السجناء المتزايدة ، وجرائم إطلاق النار منتشرة ، وجرائم المراهقين والاحتيال .. وغيرها ، وبالتالي فالسويد ليست بدون سجون كما يروج له وهي مجتمع يوجد فيها كل أنواع الجرائم ، وهذا لا يخالف القول أن السويد بلدً ومجتمع مسالم وأمن فعلاً! ولكنه مليئة بالسجون والمساجين!