“السويد الجشعة” تقرير BBC عدد هائل من فاحشي الثراء في السويد ومظاهر فقر تنتشر
السويد، البلد الأوروبي الإسكندنافي الثري الذي يتفاخر بكونه نموذجاً للاشتراكية الديمقراطية، أصبح واحة لفاحشي الثراء الرأسماليين الذين يمتلكون 70% من الناتج الإجمالي للسويد، بينما تتجلى مظاهر ضعف المعيشة وربما الفقر في الكثير من المناطق الضعيفة في المدن السويدية.
تقرير نشرته بي بي سي اليوم حول تزايد الأثرياء في السويد رغم الضرائب المرتفعة وسياسات المساواة الاجتماعية التي تبنتها البلاد طويلاً تحت نموذج النظام الاشتراكي الديمقراطي، ذكر أن السويد أصبحت منطقة جذب أوروبية للأثرياء فاحشي الثراء ولكنها في نفس الوقت بلداً بدأت تظهر فيه مشاكل العوز المعيشي مما يجعل نموذج المساواة المجتمعية مهدداُ بالسويد.
التقرير أشار إلى الحياة فاحشة الثراء التي يعيشها رجال الأعمال ومالكي الأموال في العاصمة ستوكهولم، بفلل فاخرة مع برك سباحة وصالات خاصة للألعاب الرياضية وملاهي ليلة مخصصة لفاحشي الثراء في البلد المعروف بسياساته اليسارية والذي حكمته لمدة قرن من الزمن حكومات معظمها اشتراكية يسارية وعدت الشعب السويدي بتوزيع عادل للدخل بحيث لا يكون هناك ثراء فاحش ولا فقر أو عوز اجتماعي.
ولكن وفقاً للتقرير، فإن السويد شهدت طفرة كبيرة في عدد فاحشي الثراء على مدى العقود الثلاثة الماضية. فعلى سبيل المثال، كان هناك 28 شخصاً فقط في السويد من فاحشي الثراء تبلغ ثرواتهم مليار كرون أو أكثر في العام 1996. وهذه الشخصيات تنحدر من عائلات سويدية عُرفت بالثراء لأجيال طويلة أي أنهم أثرياء بالوراثة. ولكن بحلول العام 2022، وصل عدد فاحشي الثراء في السويد إلى 542 ملياردير، يمتلكون مجتمعين ثروة تقدر بحوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وبحسب التقرير، فإن السويد، التي يعيش فيها 10 ملايين نسمة فقط، لديها واحدة من أعلى نسب فاحشي الثراء “أصحاب المليارات” في العالم نسبة إلى عدد السكان. والمذهل أن مجلة فوربس ذكرت 43 سويدياً تبلغ ثرواتهم أكثر من مليار دولار دخلوا قائمة الـ 1000 لأغني أثرياء العالم في العام 2024.
وبمعادلة بسيطة، فإن السويد لديها حوالي أربعة مليارديرات لكل مليون شخص من سكانها، مقارنة بنحو اثنين لكل مليون شخص في الولايات المتحدة.
وقال أندريا سيرفينكا الصحفي في أفتونبلادت: “نحن نرى السويد الجشعة”، في إشارة إلى كتاب كان قد أصدره مؤخراً وأضاف “انظروا إلى صعود فاحشي الثراء في السويد، حدث ذلك بطريقة خفية نوعاً ما، لم يكن واضحاً أن السويد جشعة إلا بعد اكتمال الأمر.”
وأضاف “في ستوكهولم، يمكنك أن ترى الثروة بأم عينيك، والفارق الكبير بين الأثرياء في بعض مناطق ستوكهولم والفقراء للغاية في أجزاء أخرى.”
ويُعد ازدهار التكنولوجيا في السويد من أهم أسباب صعود الأثرياء الجدد. فالسويد موطن لأهم التطورات التكنولوجية العالمية مثل “سكايب”، و”سبوتيفاي” وشركات “كينغ” و”موهانغ”. كما تروي شركة “تينك”. وتتمتع السويد بشكل عام بسمعة طيبة باعتبارها “وادي السيليكون” في أوروبا، ولكنها تشهد تراجعاً كبيراً في متوسط الدخل الحقيقي للمواطنين وظهور الفقر النسبي رغم وجود نظام رفاه اجتماعي متميز.