مهاجر نيوز

الحكم بالسجن أربع سنوات على رجل متهم بتهريب مهاجرين

يواجه رجل فرنسي حكما بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة مساعدة مهاجرين على عبور الحدود الإسبانية الفرنسية بشكل غير شرعي. وأصدرت محكمة مدينة بايون حكمها أمس الإثنين، موضحة أن الرجل ساعد 162 مهاجرا على الدخول إلى فرنسا، وأثناء عملية القبض عليه يوم الجمعة الماضي عمد إلى زيادة سرعة شاحنته وكاد يدهس عناصر الشرطة، بحسب الرواية الرسمية.




أدانت أمس الإثنين 17 كانون الثاني/يناير محكمة مدينة بايون الفرنسية الجنائية رجلا متهما بتهريب مهاجرين من إسبانيا إلى فرنسا، وحكمت عليه بالسجن أربع سنوات قيد التنفيذ الفوري، رغم إصراره على أنه كان ينقل مهاجرين بسيارته “لغرض إنساني بحت”.




بعد اعتقاله يوم الجمعة 14 كانون الثاني/يناير، وجهت المحكمة للرجل تهمة استخدام العنف الموجه ضد الشرطة، ومساعدة أشخاص على الدخول غير القانوني إلى الأراضي الفرنسية.




والرجل الفرنسي البالغ من العمر 49 عاما، معروف لدى أجهزة الشرطة والأمن. وكانت السلطات تتبعه خلال الفترة الأخيرة، وكشفت أنه نظم 24 رحلة تمكن خلالها 162 مهاجرا غير شرعي من عبور الحدود خلال العام 2021.




يوم الجمعة الماضي حوالي الساعة 9 مساء، كان الرجل قرب محطة قطارات بايون، يقود شاحنة صغيرة فيها أكثر من 10 مهاجرين غير شرعيين. “مع اقتراب العناصر (الأمن)، نزل المهاجرون بسرعة من السيارة وزاد السائق من سرعته باتجاه الضباط الذين اضطروا إلى إلقاء أنفسهم على الأرض لتجنب الدهس”، بحسب تصريحات لوران سايسيت، سكرتير إداري لدى نقابة الشرطة الوطنية.




“سيارة شرطة ثانية كانت متوقفة على مسافة أبعد بقليل فيها عنصر، لكنه صدمها وتمكن من الفرار في شوارع بايون”، إلى أن قُبض عليه أخيرا حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء أثناء محاولته الهرب إلى إسبانيا.

خلال الجلسة، ذُكر أن هذا الرجل كان معروفا للشرطة ودوائر العدل بسبب أفعال مماثلة أدين بها في عام 2017.




“دافع إنساني”

وكانت الشرطة أوقفته يوم الجمعة الماضي وبحوزته 2400 يورو نقدا. خلال الجلسة، ادعى أن هذه الأموال كانت مخصصة لدفع ثمن مواد في مجال النجارة. وقال محاميته بعد الجلسة إن موكلها كان يساعد المهاجرين بدافع إنساني، “كان يقول باستمرار إنه يشعر بالأسف تجاه هؤلاء الأشخاص (المهاجرين) وأنه لم يتلق أي أجر”.




لكن ذلك لم يقنع المحكمة التي تشك بشدة في أن الرجل الذي لديه ديون تصل قيمتها إلى 130 ألف يورو، كان يتصرف فقط بدافع المساعدة، “مع العلم أن المهربين يتقاضون 150 يورو في المتوسط ​​لكل مهاجر”. وبالتالي تعتقد النيابة العامة أنه جمع أكثر من 24 ألف يورو، حسبما نقلت قناة “فرانس بلو” المحلية.




الرجل الذي يعمل في النجارة نهارا وراعي غنم ليلا، شدد خلال الجلسة على أنه لم يكن يتلقّ المال مقابل ما كان يفعله. وطالبت محاميته بالإفراج عنه.

 

المحامية مايتي سارجياكومو قالت إن موكلها سيستأنف هذا القرار. نحن نعتبر أن الشروط القانونية لإدانته بتهمة “مساعدة غير قانونية من أجل الإقامة لم تتحقق”. خلال الجلسة، ذكرت المحامية بالسوابق القضائية للناشط المعروف سيدريك هيرو الذي أدين بمساعدة المهاجرين على عبور الحدود الإيطالية، والذي أطلق سراحه أخيرا.




تحقيق طويل

بحسب لوران سايسيت، “رصدت شرطة الحدود هذا الرجل”، وعرفته كمهرّب يعمل بين مدينة إرون في إقليم الباسك ومدينة بايون الفرنسية. وبعد تحقيق طويل، “كان الهدف هو اعتقاله أثناء ارتكاب الجريمة لإثبات هذه الحقائق”.




ويعرف هذا الطريق المؤدي إلى إقليم الباسك بين أوساط المهاجرين القادمين من إسبانيا والذين يسعون للوصول إلى فرنسا. وتشهد مدينة بايون توافد مهاجرين بشكل يومي من إرون.




ومع تشديد المراقبة على الحدود، يبحث المهاجرون عن مهربين لمساعدتهم على العبور، أو يتخذون طرقا فرعية بعيدة عن أعين الشرطة لكنها تكون أكثر خطورة.

في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لقي ثلاثة مهاجرين جزائريين مصرعهم في بايون بعدما دهسهم قطار سريع كانوا مستلقين فوق سكّته الحديدية.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى