التلفزيون السويدي: قناة الجزيرة تستهدف “السوسيال” يسحب الاطفال لأسباب “واهية”
عادت قضية السوسيال السويدي وسحب الأطفال للواجهة مجددًا، ولكن هذه المرة من خلال وسيلة إعلام دولية مؤثرة، وهي قناة الجزيرة القطرية. تتمتع القناة بحضور كبير على الصعيدين العربي والدولي، وتُعتبر من الجهات المؤثرة على الرأي العام،
ووفقًا لما ذكره التلفزيون السويدي. حيث نشرت القناة سلسلة وثائقية تتهم السوسيال السويدي مجددًا بسحب الأطفال المسلمين والمهاجرين، وحتى الأطفال السويديين، من عائلاتهم لأسباب توصف بأنها واهية وغير واضحة. كما سلطت السلسلة الضوء على عائلات سويدية أصلية تتحدث عن مظالم تعرضت لها وسحب أطفالها من قبل السوسيال، بحسب التلفزيون السويدي SVT.
السلسلة الوثائقية الجديدة عُرضت على منصة الجزيرة 360، وهي منصة مختصة برصد الظواهر المجتمعية. واستعرضت الحلقات الوثائقية ما وصفته بتعسف موظفي السوسيال السويدي في قراراتهم بسحب الأطفال، مستشهدة بحالات تضمنت أسبابًا مثل ملابس الأطفال المتسخة أو الممزقة، أو العائلات التي تفتقر إلى الموارد المالية الكافية، أو حتى إشعارات قلق لا تستند إلى أساس.
مشاهد من الوثائقي
وذكر التلفزيون السويدي أن هذه الحملة قد تكتسب زخمًا جديدًا، مشيرًا إلى أن الفيلم الوثائقي يشبه في مضمونه الرسائل التي تم تداولها خلال حملة LVU السابقة، والتي اتهمت السلطات السويدية “باختطاف” أطفال مسلمين. وأثارت تلك الحملة جدلاً واسعًا، ما أدى إلى زيادة الضغط المجتمعي وارتفاع مستوى الاستهداف الإرهابي ضد السويد، وفقًا للتقرير.
إنتاج وثائقي بجودة عالية ومشاركة سويدية واسعة
تم إنتاج الوثائقي بتكلفة مرتفعة وبجودة احترافية، واستطاع الوصول إلى عائلات سويدية أصلية. ومن بين المشاركين زوجان من جنوب السويد، سحب السوسيال أطفالهما السبعة. كما ظهر رجل في الوثائقي زعم أنه والد أطفال تم سحبهم بسبب انتماء العائلة إلى أقلية الرومر، وعدم قدرتهم على رعاية أطفالهم. لكن وثائق المحكمة التي استعرضها التلفزيون السويدي أظهرت أن السبب وراء القرار كان عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة، ومعاناتهم من الجوع وسوء المعاملة، مما أثر على وضعهم النفسي.
وفي مشهد آخر، ظهرت امرأة سويدية من أصل سويدي تقول إنها طلبت مساعدة السوسيال لكنها فوجئت بسحب أطفالها ومنعها من التواصل معهم. وأفادت وثائق المحكمة بأن السبب كان عدم قدرتها على تلبية احتياجات الأطفال، مما أثر سلبًا على نموهم الاجتماعي. وظهرت امرأة سويدية أخرى قالت انها تطلقت في السويد فسحبوا منها أطفالها.. حيث أبلغت السوسيال السويدي بحاجتها إلى المساعدة بعد طلاقها، فعاملوها بلطف ثم سحبوا أطفاله!
تأثير الحملة على السويد وصورتها الدولية
وأشار التلفزيون السويدي إلى أن حملة قناة الجزيرة تختلف عن الحملة السابقة من حيث الإعداد والتركيز. فلم تقتصر على السويد فقط، بل استهدفت دولًا أوروبية وغربية أخرى. وقام المعهد السويدي (Svenska institutet)بتحليل انتشار الوثائقي وتأثيره على صورة السويد. وذكر التقرير أن الوثائقي لم يحقق انتشارًا واسعًا حتى الآن، لكن في حال حدوث ذلك، قد تتضرر صورة السويد في بلدان أخرى، مما يؤثر على نفوذها الدولي.
وأضافت صوفيا بارد، إحدى المحللين، قائلة: “نعلم أن لهذه الحملة عواقب أمنية محتملة، خاصة في ظل ما شهدناه سابقًا في حملة LVU وحوادث حرق القرآن”. التلفزيون السويدي حاول التواصل مع قناة الجزيرة للحصول على تعليق، لكنه لم يتلق ردًا حتى لحظة إعداد التقرير.