أطباء في السويد : العنصرية والتمييز منتشرة ضد المهاجرين في القطاع الصحي السويدي
العنصرية والتمييز موجودة في الكثير من جوانب المجتمع السويدي ولعل أهمها سوق العمل ، ولكن الأمر الذي كان يدور حوله الجدل هو التمييز والعنصرية في الرعاية الطبية في السويد .. إنها حقيقة قد نختلف في ندرتها أو انتشارها ونسبتها ولكنها موجود … مؤخراً نقلت صحيفة أكسبريسن السويدية تقرير عن عريضة وقعها أكثر من 1000 طبيب وطبية في السويد، يتحدثون فيها بشكل موثق عن العنصرية في قطاع الرعاية الصحية السويدية.
ويقول الأطباء في شهادة موثقة نشرتها صحيفة إكسبرسن السويدية واسعة الأنتشار .. إلى أن المرضى في السويد يتعرضون للعنصرية والتمييز في الرعاية الطبية وفي العلاج وفي التعامل بسبب لون بشرتهم … أسماءهم ، والأمر لا يتوقف على المرضى بل وأيضاً لأطباء من خلفيات أجنبية يشتكون من تعرضهم للعنصرية من قبل المرضى (السويديين) أو زملاء أطباء آخرين لهم من أصول سويدية .
العريضة التي وقعها 1011 طبيب وطبيبة ليس جميعهم من أصول أجنبية مهاجرة ، العريضة تتضمن نسبة كبيرة من أطباء سويديين ذات أصول سويدية وجدوا بالفعل أن التمييز والعنصرية موجود في الرعاية الصحية في السويد ، وطالب جميع الأطباء السلطات المسؤولة باتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الخصوص.
كيف تحدث العنصرية والتمييز في الرعاية الطبية في السويد ؟
وفقاً لشهادات الأطباء – المصدر– ، توفى شاب من أصول مهاجرة بسبب نزيف في المخ، لأنه لم يتلق الرعاية المناسبة في الوقت المناسب ، بل تعرض للسخرية وهو يحتضر !، بعد أن حكم عليه الكادر الطبي بأنه يدعي المرض وممثل ذات خلفية ثقافية تُجيد التمثيل . كما تصف النساء من أصول أجنبية كيف أنهن يشعرن بعدم الأمان في مرحلة ما قبل الولادة وأثناء الولادة وما بعد الولادة . وهذه أمثلة من الكثير من الأمثلة التي تم رصدها .
حيث كادت امرأة أن تفقد حياتها، جراء بعض المضاعفات وعدم وجود اهتمام من الممرضات بحالتهم وعدم اكتراث الطبيب بشكواها ، مشيرة إلى بيانات تظهر كيف أن النساء المولودات في الخارج يرتفع لديهن معدل الوفاة والأخطاء الطبية في مرحلة الولادة ورعاية الأمومة في السويد مقارنتاً بالسويديات ذات الأصول السويدية.
ووفقاً للعريضة التي كتبها 1000 طبيب وطبيبة ، قد يعاني بعض المرضى (ليس الجميع) بسبب لون بشرتهم وأسماءهم وشكلهم (ربما تكون أبيض بملامح غير سويدية) . كما يتعرض الأطباء للعنصرية والتمييز في السويد من قبل كل من المرضى حيث يقرر ويرفض بعض المرضى عدم التعامل مع بعض الأطباء بسبب أسمائهم أو مظاهرهم ولون بشرتهم ، ويصل الأمر بتصريحات عنصرية من المرضى ضد الأطباء من أصول مهاجرة ”.
ويشير الموقعون على العريضة، إلى أن العديد من الأطباء يضطرون لتغيير أسمائهم الأجنبية إلى أسماء سويدية حتى يتمكنوا من الحصول على وظيفة.
وأشار الأطباء إلى أن عدم وجود فرصة لموظفي الرعاية الصحية والمرضى من أصول مهاجرة لمناقشة ما يتعرضون له، وهذا يؤدي لمشكلة نفسية واجتماعية ، حيث يفقد هولاء الثقة والانتماء للمجتمع السويدي، وتنتشر العنصرية والتمييز أكثر ، وحتى لو تم إبلاغ محقق شكاوى التمييز ، فدائماً أصحاب الأصول المهاجرة لا يستطيعون توضيح واثبات الشكوى كون ثقافتهم لم تعتاد متابعة وتقديم هذا النوع من الشكاوى.
وختم الأطباء عريضتهم بالقول:
“عزيزتي السويد، يجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا تحقيق العدالة وظروف معيشية متساوية لجميع الناس في بلدنا دون إلقاء اللوم على أجزاء من السكان. ”.