**إطلاق برنامج سويدي للعلاج النفسي للشباب والمراهقين من أصول عربية في السويد**
أُطلق في السويد برنامج علاجي نفسي عبر الإنترنت يُعرف باسم “راحة”، يستهدف الشباب الناطقين باللغة العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عامًا ومن أسم البرنامج يمكن معرفة الهدف وهو “راحة” للشباب من ذو أصول عربية . حيث يهدف البرنامج إلى مساعدة هذه الفئة العمرية في مواجهة تحديات الصحة النفسية من خلال تقديم دعم متخصص بلغتهم الأم. البرنامج هو جزء من مشروع بحثي مشترك بين معهد كارولينسكا، وجامعة ستوكهولم، ولينشوبينغ، وفاشيستاد.
منصة علاجية رقمية آمنة
برنامج “راحة” للشباب ذو الأصول العربية في السويد يوفر منصة علاجية رقمية آمنة تُشرف عليها معالجون نفسيون ناطقون باللغة العربية. يُركز البرنامج على تقديم الدعم في مواجهة مشكلات شائعة مثل:
-
- الاكتئاب
- اضطرابات الهلع
- صعوبات النوم
- الإفراط في التفكير
- الصدمات النفسية
- الحزن والفقدان
- إدارة العلاقات العاطفية
- تعزيز المرونة النفسية
مثال: شاب مهاجر يعاني من صعوبة في النوم بسبب القلق الناجم عن التكيف مع الحياة الجديدة يمكنه التواصل مع مختص ناطق بالعربية لتلقي الدعم النفسي الملائم.
هدف البرنامج: بناء الاستقلال النفسي
توضح الأخصائية النفسية والباحثة بمعهد كارولينسكا، استناد متري، أن البرنامج يهدف إلى تمكين المشتركين من تطوير استراتيجيات وتقنيات نفسية تساعدهم في التعامل مع التحديات اليومية دون اعتماد دائم على المختصين.
مثال: بدلاً من الاعتماد على جلسات متكررة، يتعلم المشاركون كيفية استخدام أدوات مثل تقنيات التنفس أو التفكير الإيجابي لمواجهة القلق.
تلبية احتياجات ثقافية ولغوية
رغم أن الشباب المهاجرين غالبًا ما يكتسبون اللغة السويدية بسرعة، إلا أن العديد منهم يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم النفسية بلغة ليست لغتهم الأم. يقول المشاركون في الدراسات:
“نستطيع التحدث باللغة السويدية، لكننا لا نشعر أن المعالج النفسي يفهمنا حقًا بسبب الاختلافات الثقافية.”
مثال: فتاة عربية تشعر بأن المعالج النفسي السويدي لا يستوعب تمامًا التأثير العاطفي لفقدان الأسرة الممتدة بعد الهجرة، بينما تجد الراحة في التحدث مع مختص يفهم الخلفية الثقافية.
تعزيز العدالة في الرعاية الصحية النفسية
برنامج “راحة” يأتي كجزء من جهود تعزيز العدالة في الرعاية الصحية النفسية، ويُقدم أيضًا باللغتين الفارسية والداري، مما يتيح للشباب من خلفيات متعددة فرصة الحصول على علاج نفسي في ظل الطوابير الطويلة للمعالجين النفسيين في السويد.
مثال: شاب لاجئ كان ينتظر أشهرًا للحصول على موعد مع معالج نفسي في السويد، يستطيع الآن الانضمام إلى برنامج “راحة” والحصول على المساعدة بسرعة أكبر.
مشروع علمي واعد
راحة ليس مجرد برنامج علاجي، بل هو جزء من دراسة علمية تهدف إلى اختبار فعالية العلاج النفسي عبر الإنترنت باللغة العربية، باستخدام تقنيات مثبتة علميًا.
استناد متري تؤكد أن:
“الفرق بين استخدام الإنترنت بشكل عشوائي للحصول على المعلومات وبين هذا البرنامج هو أننا نقدم تقنيات علاجية ثبت علميًا أنها فعالة، ونوفرها بلغة وثقافة أقرب للمشتركين.”
استهداف الشباب المهاجرين واللاجئين
يشمل البرنامج جميع الشباب الناطقين بالعربية، سواء كانوا مهاجرين أو لاجئين، حيث تسلط الباحثة الضوء على أن الصعوبات التي يواجهها الشباب بعد الهجرة غالبًا ما تكون متشابهة، بغض النظر عن اختلاف رحلاتهم إلى السويد.
برنامج “راحة” يمثل نقلة نوعية في تقديم الرعاية النفسية للشباب المهاجرين، ويهدف إلى تعزيز شعورهم بالانتماء من خلال توفير دعم نفسي يعكس احتياجاتهم الثقافية واللغوية.