“أميرة” موظفة عربية في السوسيال السويدي “تعرضت للاعتداء بسبب سحب طفل من عائلته”
في تقرير صادم يعكس واقعًا مقلقًا في مهنة الإخصائي الاجتماعي في السوسيال السويدي ، كشفت دراسة أجرتها مؤسسة Novus بتكليف من اتحاد الأكاديميين السويديين SSR أن حوالي 40% من موظفي الخدمات الاجتماعية في السويد تعرضوا للتهديد أو العنف في مكان عملهم خلال العامين الماضيين. ومع إصدار فيلم وثائقي جديد من قناة الجزيرة حول السويد، حذّر الاتحاد من تصاعد هذه التهديدات في المستقبل خصوصاً مع استمرار التقارير المضادة والتي تتهم عمل موظفي السوسيال بالإساءة.
قصة أميرة: شجاعة رغم الخوف!
ضمن هذا السياق، تأتي قصة “أميرة” (اسم مستعار)، وهي امرأة من أصول شرق أوسطية تعمل في مجال الخدمات الاجتماعية سةسيال بإحدى بلديات ستوكهولم. كانت أميرة تسعى بكل توفير الحماية للأطفال المعرضين للخطر، لكنها وجدت نفسها في مواجهة تهديدات مباشرة بعد اتخاذها قرارًا بسحب طفل من عائلته بعد أن تأكدت أن الطفل يعيش في بيئة غائلية ووضع غير آمن.
تقول أميرة :”تلقيت 80 رسالة تهديد يوميًا من والدة الطفل وأشخاص مجهولين”، تقول أميرة، واصفةً الأيام العصيبة التي عاشتها. لكن هذه التهديدات لم تتوقف عند الرسائل، فقد تصاعدت لتصل إلى مواجهة جسدية مؤلمة. تضيف أميرة بصوت مليء بالحزن: “قامت الأم بضربي، وسحبت شعري، وحتى بصقت عليّ أثناء أدائي لمهامي الوظيفية وهددتني.. وهو ما جلعني في وضع مخيف ومقلق وغير آمن ولكن تأكدت إن ما أفعله صحيح .”
النظام القضائي يتدخل
رغم الألم النفسي والجسدي الذي تعرضت له، لم تتراجع أميرة. قامت بتقديم بلاغ رسمي ضد المعتدية، وأسفرت القضية عن إدانة الأم في المحكمة الابتدائية، مما أعطى أميرة بعض الشعور بالإنصاف. وتقول أميرة: “العمل في الخدمات الاجتماعية قد يكون مخيفًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما تكون من أصول مهاجرة . هناك نظرات مختلفة وتوقعات عالية، ولكنني أؤمن بواجبي في مساعدة الأطفال مهما كان الثمن وبدون النظر للأصل أو انتماء الطفل وعائلته.”
تثير قصة أميرة تساؤلات حول حماية موظفي الخدمات الاجتماعية وتعزيز سلامتهم أثناء تأدية عملهم. ومع تنامي التوترات المجتمعية، يبقى السؤال: كيف يمكن للمجتمع السويدي أن يضمن سلامة من يكرسون حياتهم لحماية الآخرين؟