تقارير

آلاف السويديين بدئوا يزرعون شرائح إلكترونية في أيديهم لتكون بديل لوسائل الدفع وإثبات الهوية

المركز السويدي للمعلومات Sci – أخبار السويد 8/1/2025

 ما كان يُنظر إليه ذات يوم كجزء من أفلام الخيال العلمي أصبح اليوم واقعاً ملموساً في السويد، حيث اختار الآلاف من المواطنين زرع شرائح إلكترونية صغيرة تحت الجلد، فاتحين الباب أمام حقبة جديدة من التكامل بين التكنولوجيا والجسم البشري. حيث بدأ الآلاف من السويديين زرع شريحة إلكترونية في أيديهم، وهي بذلك تحل محل بطاقات الائتمان للدفع عن الشراء بتوجبه يدك لجهاز الدفع في معظم متاجر السويد، وأيضا تحل محل بطاقات الدخول والتذاكر للباصات والقطارات فإنت غير مطالب بحمل بطاقات أو تذكر أرقام!.




وتُزرع هذه الشرائح في اليد، وتعمل كبديل رقمي لبطاقات الدفع والائتمان، وبطاقات الدخول، وحتى تذاكر وسائل النقل. ووفقاً لتقرير بثه التلفزيون السويدي (SVT)، فإن هذه الشرائح أصبحت وسيلة مريحة وسريعة للتعاملات اليومية، حيث يمكن للمستخدم تمرير يده ببساطة عبر الماسح الإلكتروني للدفع أو فتح الأبواب أو التحقق من التذاكر.

جوان أوسترلند من شركة Biohax بالسويد يعرض شريحة في ستوكهولم




وتم زرع حوالي 6,000 شريحة في السويد، مما أثار ضجة واسعة بين المهتمين بالتكنولوجيا. ومع ذلك، تباطأت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ  في الوقت الحالي حيث أصبح التركيز على المخاوف الصحية والأمنية، مما عرقل تقدم استخدام الشرائح الإلكترونية.



ورغم ذلك، عادت هذه التقنية لتُثير الاهتمام مجدداً، حيث يُعتقد أنها قد تتوسع مستقبلاً لتشمل زرع الشرائح في الدماغ والعين، وفقاً لما ذكرته مويا بيترسن، الباحثة في جامعة لوند، ويوان أوسترلوند، رائد الأعمال السويدي الذي يُعد من أوائل المتحمسين لهذه التكنولوجيا.



اليد.. مجرد البداية!

تعتقد بيترسن أن الشرائح المزروعة في اليد ليست سوى خطوة أولى نحو دمج أوسع للتكنولوجيا داخل الجسم البشري. وتشير إلى أن المستقبل قد يشهد تطوير شرائح يمكن زرعها في الدماغ لتحسين القدرات الذهنية، أو في العين لتعزيز الرؤية أو عرض معلومات مباشرة أمام المستخدم.

تقرير التلفزيون السويدي عن زرع الشريحة في اليد




السويديون وعلاقتهم بالتكنولوجيا: انفتاح بلا حدود؟

يرى الخبراء أن السويديين لديهم ميل إلى تقبل التكنولوجيا دون مقاومة كبيرة. وتوضح بيترسن أن المجتمع السويدي يُعرف تاريخياً بأنه من أكثر المجتمعات تقدماً من حيث الثقة بالتكنولوجيا، ما يجعله بيئة خصبة لتبني الابتكارات الحديثة.



وفي هذا السياق، يشارك يوهان راغنار، المحامي المتخصص في التكنولوجيا، تجربته قائلاً:
“لقد استخدمت هذه الشريحة منذ حوالي 5 سنوات، وأجدها مفيدة بشكل مذهل. يمكنني حتى تبادل المعلومات مع الآخرين عبر تطبيقات مثل لينكد إن، مما يفتح المجال لإجراء محادثات وبناء علاقات اجتماعية جديدة بسهولة.”

تقرير التلفزيون السويدي استعراض للشريحة المزروعة تحت الجلد في اليد




التحديات والانتقادات: إلى أين يتجه هذا التطور؟

ورغم الحماس الكبير حول هذه التقنية، إلا أنها أثارت أيضاً مخاوف وانتقادات تتعلق بـ الخصوصية والأمن الرقمي. فالشرائح المزروعة تثير تساؤلات حول إمكانية اختراقها أو استخدامها لأغراض التتبع والمراقبة، مما دفع بعض النقاد إلى التحذير من التحول إلى مجتمع مراقب تكنولوجياً.



نظرة إلى المستقبل: هل نحن مستعدون؟

بين الحماس والقلق، يبدو أن التكنولوجيا الحيوية المزروعة أصبحت جزءاً من المستقبل القريب. ومع استمرار التطورات، قد نرى شرائح أكثر تطوراً تُستخدم لتعزيز الذكاء، أو حتى لإدارة الأمراض المزمنة، ما يفتح الباب أمام نقاش أخلاقي واجتماعي عميق حول الحدود التي يجب أن تتوقف عندها هذه التكنولوجيا.



في النهاية، يظل السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لهذا الاندماج الكامل بين الإنسان والآلة؟ وهل يمكننا الموازنة بين فوائد الابتكار ومخاطر التدخل التكنولوجي في أجسادنا؟

الجواب ، الشرائح الإلكترونية المزروعة تعتبر آمنة طبياً بشكل عام، حيث تم تصميمها من مواد متوافقة مع الجسم لتقليل مخاطر الالتهاب أو التهيج. ومع ذلك، هناك مخاوف أمنية تتعلق بإمكانية اختراق البيانات أو التتبع غير المرغوب فيه. لذلك، تعتمد سلامتها على الاستخدام المسؤول والاحتياطات الأمنية لحماية المعلومات المخزنة عليها.



التكلفة:

تتراوح تكلفة الشريحة الإلكترونية المزروعة تحت الجلد   تقريبًا 1100 إلى 2000 كرونة سويدية. تقريبا  100إلى 200  دولار أمريكي هذا السعر يشمل الشريحة نفسها وعملية الزرع.

مدة الفعالية:

تُصمَّم هذه الشرائح لتدوم لفترات طويلة، حيث يمكن أن تبقى فعّالة لمدة تصل إلى 30 أو 40 عامًا دون الحاجة إلى استبدالها.

البرمجة:

تُبرمج الشرائح الإلكترونية لتؤدي وظائف محددة، مثل تخزين المعلومات الشخصية، أو بيانات الهوية، أو حتى معلومات صحية. يمكن تحديث برمجتها باستخدام  برنامج على الموبيل، مما يسمح بتعديل أو إضافة وظائف جديدة حسب الحاجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى