
الحكومة البريطانية تنفذ تهديدها وتحتجز نحو 100 لاجئ لترحيلهم إلى رواندا
أعلنت الحكومة البريطانية عن احتجاز كافة المهاجرين ممن استلموا إشعارات رسمية تفيد بترحيلهم إلى رواندا. المهاجرون، أو طالبو اللجوء، سيكون أمامهم 14 يوما للتقدم بطلب استئناف أمام المحاكم البريطانية ضد ترحيلهم وسوف تنظر المحاكم في طلبهم خلال 3 أيام بحد أقصى . منظمات غير حكومية وصفت تلك الخطوة بـ”القاسية والمروعة” وغير القانونية، فهي تستهدف أشخاصا “لا يعلمون سبب احتجازهم ومربكين وغير قادرين على الوصول للمشورة القانونية .
يبدو أن الحكومة البريطانية مازالت مصممة على المضي قدما بمشروعها المثير للجدل، بشأن إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا. وزارة الداخلية أكدت أن جميع الأشخاص الذين تم تحديدهم لإرسالهم إلى رواندا قد تم إيداعهم مراكز الاحتجاز لبدء إجراءات الترحيل فورا .
وحسب المخطط، جميع من سيتم نقلهم إلى البلد الأفريقي تسلموا إخطارات من السلطات، مع هامش زمني يبلغ 14 يوما ليتقدموا بطلبات استئناف. ويعتقد أنه تم إرسال إخطارات لنحو 100 شخص حتى الآن.
ومن هؤلاء الذين سيتم ترحيلهم من بريطانيا إلى رواند بوسط أفريقيا أيضا من الذين وصلوا وحدهم على متن زوارق صغيرة للغاية، أي دون مساعدة مهربين. ومن بين المحتجزين حاليا، سودانيين وألبان وأفغاني واحد، جميعهم وصلوا وحيدين دون أي مساعدة من المهربين،
أحد المحتجزين بهدف الترحيل وصل قبل نحو أسبوعين!
محمد، طالب لجوء سوداني وأحد المهاجرين المحتجزين حاليا تمهيدا لترحيلهم لرواندا، استلم إشعار الحكومة بكونه سيتم ترحيله ومعه إخطار بإمكانية التقدم باستئناف خلال 14 يوما.
محمد وصل بريطانيا قبل نحو أسبوعين على متن زورق صغير، وحده دون مساعدة مهربين.
وخلال حديث مع وسائل إعلام محلية، قال الشاب البالغ من العمر 25 عاما “أردت الوصول إلى المملكة المتحدة لأنني سمعت أنها مكان يمكن أن أكون فيه بأمان. تبادر إلى مسمعي أن الحكومة تخطط لإرسال الأشخاص الذين يصلون في قوارب صغيرة إلى رواندا، لكنني لم أعتقد أنهم سيقومون بذلك”.

وأضاف “اعتقدت أن المملكة المتحدة بلد جيد فيه الكثير من الإنسانية. “لقد صدمت لأن وزارة الداخلية لا تعاملني كإنسان”.
الترحيل إلى رواندا أثار الكثير من الذكريات والمخاوف لدى محمد، كغيره من المهاجرين المحتجزين، “لم أستطع النوم منذ وصولي إلى هنا. صدمتي كبيرة… كان من الصعب جدا الهروب من أفريقيا، والآن تريد حكومة المملكة المتحدة إعادتي إلى هناك”.
استغرقت رحلة الوصول لبريطانيا أكثر من ثلاث سنوات، وآلاف الكيلومترات التي عبرها الشاب السوداني الهارب من الحرب في بلاده.