تقارير

بوتين يريد الاحتفال بعيد الفصح المسيحي في “كييف” ؟ أوكرانيا هي القدس المسيحي للروس

كانت مساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، السبب المباشر المعلن للحملة العسكرية الروسية ضد كييف. ولكن هناك  أسباباً مبطنة أخرى للغزو، من بينها رغبة فلاديمير بوتين بالاحتفال بعيد الفصح في كييف. حيث يرى بعض المؤرخين أن العامل الديني لعب دوراً في قرار الغزو، وهو ما تذهب إليه المؤرخة الأمريكية البارزة ديانا باتلر باس، المختصة بتأريخ المسيحية.




تقول باتلر باس في مقال نشرته قبل أيام إن الغزو الروسي لأوكرانيا الذي نشهده اليوم، ليس إلا فصلاً جديداً من حكاية قديمة، ستكون نهايتها “السعيدة” من وجهة نظر بوتين، الاحتفال بقداس الفصح في كييف.




 فالعاصمة الأوكرانية كييف تعدّ بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس بمثابة القدس للمسلمين والمسحيين العرب ، لذلك فإن الصراع “على أوكرانيا هو أيضاً صراع على أي أرثوذكسية ستطبع وجه شرق أوروبا” ..  أرثوذكسية روسيا المتدينة أو  أرثوذكسية على الطريقة الأوروبية البروتستانتية  و اللا دينية! .




فيرى بعض الخبراء أن العملية العسكرية التي أعلنها الروس ضد أوكرانيا هي لأسباب أمنية وسياسية .. وتحمل أسباب تجعل هذه العملية مقدسة وبمثابة “حملة صليبية لاستعادة الأراضي الأرثوذكسية المقدسة من هراطقة الغربيين الأوروبيين الذين يبشروا بعصر المثلية والجنس الثالث”.




استقلال الكنيسة الأوكرانية

في هذا السياق، يرى البعض أن أحد العوامل الممهدة للغزو الروسي الراهن، كان انفصال الكنيسة الأوكرانية عن الكنيسة الروسية، عام 2018، إذ كانت جزءاً منها منذ عام 1686 وحتى 2018 .

عند إعلان الانفصال قبل سنوات، وصفه الرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشينكو بأنه “انتصارٌ للشعب المؤمن في أوكرانيا على شياطين موسكو”. فيما لام بوتين السياسيين الأوكرانيين على “التدخل في شؤون الكنيسة”، وأكد على حق بلاده في حماية “حرية العبادة”.




 ويقول الكاتب مايكل خوداركوفسكي في “نيويورك تايمز”، إن إعلان الكنيسة الأوكرانية انفصالها عن الكنيسة الروسية، شكّل “ضربة خطيرة لطموحات بوتين والكنيسة الروسية على مستويات عدة . ويعني الانفصال، خسارة ملايين الأتباع كقوة نجتمعية وبشرية  وذهابهم للمهرطقين في أوروبا الغربية، وخسارة مليارات الدولارات من أملاك الكنيسة”.




وبوتين من الناحية النظرية مسيحي متدين كما  إن العلاقة بين الرئيس الروسي والكنيسة الأرثوذكسية “علاقة حيوية تكافلية غير عادية”. في عهده، سمح بوتين للكنيسة باستعادة صدارتها وقدم لها الدعم كما لم يفعل أي حاكم روسي منذ الثورة البولشيفية. ومن جهتها، مدت الكنيسة الرئيس بالدعم الفكري والثقافي لتوفير أرضية لرؤيته للدولة والمجتمع ، وتوسيع مجال نفوذ روسيا حول العالم.




وبحسب دراسة أجراها مركز “بيو” الأمريكي للأبحاث، فإنّ المسيحية الأرثوذكسية شهدت نهضة كبرى في أوروبا الشرقية خلال العقدين الماضيين، سواء في روسيا أو في الدول المحيطة لها، حيث يعرّف 70 بالمئة من السكان أنفسهم كأرثوذكس.




وتزامنت تلك النهضة بحسب المركز، مع تنامي المشاعر المؤيدة لروسيا في المنطقة، “كقوة ضرورية لموازنة تأثير الغرب”، وذلك “لأن الهوية الأرثوذكسية مرتبطة بشكل وثيق بالهوية القومية، وبمشاعر الفخر والتفوق الثقافي”.




وبحسب تقرير استخباراتية أمريكية فإن روسيا لم تشهد منذ عهد القياصرة قائداً مثل بوتين، “يظهر الحاجة والرغبة لاستخدام الكنيسة بطريقة مفيدة لدعم سياساته الداخلية والخارجية” ولذلك فأن حملة استعادة “أوكرانيا ” وإعادتها للكنيسة الروسية هي حملة مقدسة مباركة .




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى