أخبار منوعة

صحيفة سويدية : قرود تعلن الحرب على الكلاب وتقتل صغارها!”.. حيوانات تنتقم مثل البشر؟!

نقلت صحيفة أكسبريسن السويدية  تقرير غريب عن حادثة انتقام فصيل من القرود ضد فصيل من الكلاب ..! 

تقول الصحيفة في تقريرها : – لا شك أن أحد أكثر الأخبار انتشارا على مستوى العالم خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر 2021   كان قادما من مدينة ماجالجون الواقعة في وسط الهند، حيث أقدمت القرود في قريتين قرب المدينة على قتل أكثر من 250 جروا صغير من أبناء الكلاب، في معارك بين الطرفين انتهت بانتصار ساحق للقرود … وفي حين أن هذا النوع من العنف مرصود بالفعل في عالم الحيوان، فإن ما أثار الانتباه هو السبب في إقدام القرود على هذا السلوك.




التقرير أشار أن الأهالي في القريتين أكدوا أن  ما حدث كان رد فعل للقرود على حادث آخر وقع في وقت سابق، حيث أقدمت مجموعة من الكلاب السائبة على قتل أحد أطفال القرود التي تعيش حول القرية ، و بعد هذه الحادثة قامت القرود ولمدة أكثر من شهر باختطاف الجراء الصغيرة (صغار الكلاب) من مجتمع الكلاب في القريتين وإلقائها من أعلى البيوت أو الأشجار (بحسب تصريحات السكان والصور والفيديوهات المتداولة )، وفي أحد المناطق قضت القرود على كل الكلاب الصغيرة تقريبا ، ويُعتقد أنها بدأت في مهاجمة أطفال البشر أيضا ؛ ما أثار الذعر بين السكان.




أحد القرود من فصيل الرئيسيات يحمل جرو صغير لرميه من مكان مرتفع ! 

قد يظن البعض أن هذا حادث غاية في الغرابة ولا تفسير له وهذا صحيح لغير المختصين بعلم الحيوان ، لكن الانتقام هو سلوك مرصود في عالم الحيوان ، وهو أكثر وضوحا في عوالم الرئيسيات مثل فصيل القردة العليا . ..حيث  إذا قام أحد القرود في فصيل للقرود ما نطلق عليه (قبيلة بالتعبير البشري) بقتل قرد آخر من فصيل (قبيلة أخرى) ، فإن الرد   يكون دوما بالثأر .. ولا يكون بقتل القرد القاتل فقط، والذي قد يكون قويا أو قادرا على الهرب، حيث يقوم أقارب القرد  المقتول بالانتقام من أقارب القاتل، مثل زوجاته أو أطفاله أو أي من معارفه .




الأعجب أن هذا السلوك الانتقامي ربما يطول البشر في بعض الأحيان، حيث أشارت إحدى الدراسات  التي أجراها علماء من مشروع “أمبوسيلي” لأبحاث الفيلة   إلى أن العدد المتزايد لحوادث مهاجمة الفيلة الأفريقية لقرى أو مجتمعات البشر ومحاول الاعتداء على المواطنين ، تتعلق بمساعيها للانتقام من البشر بسبب قتلهم الفيلة واستغلالهم للفيلة الصغيرة وضربها وخطفها .

تقرير صحيفة أكسبريسن السويدية




وعلى مدى آلاف السنين، شن البشر الحروب ضد بعضهم بعضا، وأبادوا الأعراق والجماعات الدينية والسياسية المخالفة، ورغم ذلك كان هناك اعتقاد في الأوساط العلمية أن هذا السلوك الانتقامي من الخصائص الفريدة للبشر، لكن القردة العليا والذئاب الهجين  أكدت خطأ تلك الفكرة، حيث يمكن لمجموعة من القرود  أن تنظم عملية قتل جماعي كامل بتخطيط وذكاء ضد مجموعة أخرى بغرض حماية المنطقة الخاصة بها.

قرد يحمل جرو (صغير كلب) لقتـــــله للتخلص منه والانتقام 

 





في هذه الحالة لا يهم عدد الأطفال والإناث بالقطيع الآخر، الجميع سوف يموت. القردة كائنات اجتماعية، ترتبط ببعضها بعضا ضمن المجموعة نفسها، وتقوم بحماية حدود منطقة نفوذها عبر دوريات مراقبة منتظمة لديها تصريح فوري بقتل كل متعدٍ دون الحاجة لمساءلته عن أسباب الزيارة السعيدة، بل إن بعض الأنواع الأخرى -مثل الذئاب والضباع والنمل- تطور تحالفات تمارس العنف داخل القطيع نفسه، بما يشبه حالة من الحرب الأهلية.




في الواقع، تمتلك مثل هذه الحروب أسماء في بعض الأحيان، بالضبط مثل حروبنا البشرية ، نتحدث هنا تحديدا عن حرب جومبي  (أو حرب السنوات الأربع) التي استمرت من عام 1974 إلى عام 1978. نشبت الحرب بين مجتمعين من الشمبانزي القردة العليا في محمية جومب  في دولة تنزانيا، عُرفت المجموعة الأولى باسم قرود “كاساكيلا”، واحتلت الأراضي في المناطق الشمالية من  المحمية ، أما المجموعة الثانية، اسمها قرود “كاهاما”، سيطرت على المناطق الجنوبية من المحمية.




كانت المجموعتان في وقت سابق قبيلة واحدة، لكنْ حدث شيء ما في عام 1971 غير معروف بينهم ! وتسبب في انقسامهما، ويبدو أن هذا الصدع الاجتماعي تطور مع الزمن (وربما بسبب ندرة الإناث بحسب دراسة نشرت في عام 2018)، ليتطور الأمر ونصل إلى أربع سنوات من العنف المتبادل بين مجموعتاين القردة تم تسجيل أحداثها من علماء أوروبيون لدراسة سلوك وذكاء القرود العليا ، ..وجاء تقرير العلماء بالقول :- أن ما حدث في جومبي هو ببساطة ما يمكن أن نسميه في عالمنا البشري بحروب  دموية  “مجزرة” لم تشتمل فقط على أطفال، بل حدث خلالها عمليات تمثيل بالجثث.!

 




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى