
دراسة سويدية : السويديون ليسوا الأكثر شعوراً بالوحدة في العالم بل الأكثر استمتاع بالخصوصية
كونك تعيش في السويد فربما أنت تشعر أن مستوى العزلة الاجتماعية في السويد مرتفع للغاية ، وهذا مشهور بالفعل عن السويد والمجتمع السويدي على مستوى العالم ، حيث شاع أن السويون منعزلون اجتماعيا ، ولكن وفقاً لدراسة حديثة نقلتها صحيفة DN السويدية فأن خبراء المجتمع السويديون ينفون هذه الفكرة ويقولون أن من المهم عدم الخلط بين الشعور بالوحدة والعيش المنفرد.. فالسويديون يميلون للخصوصية والعيش منفردين وليسوا منعزلين اجتماعيا كما يقال عنهم !
ووفقا للتقرير فإن ما يشاع أن السويديين هم الأكثر انعزالا في العالم. خصوصا أثناء أزمة كورونا، ولكن تحقيقاً أجرته صحيفة DN أن هذا ليس صحيح على الأقل من منظور أوروبي ، فما يقال عن السويديون هو أمر منتشر ومألوف في الكثير من دول أوروبا أخرى بل وأن الإحصائيات تشير أن السويديون هم الأفضل أوروبيا في النشاط الاجتماعي ..كما سيتم توضيحه لاحقا بالمقال.
فالشخص الذي يعيش وحيدا لا يعني أن ليس لديه علاقات اجتماعية ، فالسويديون يعيشون بمفردهم لوقت طويل ربما في مرحلة الشباب حيث حرية التنقل والخصوصية ثم في مرحلة التقاعد ، ولكن السويديون أن كانوا يعيشون بمفردهم فهو لديهم أصدقاء وشركاء جنسيين وعائلات يجتمعون ويتقابلون معهم ، كما أن السويديون لديهم حب ممارسة الأنشطة التي تستحوذ على وقت فراغهم بدلا الأنشطة الاجتماعية المكثفة .. وهذا يعني أن السويديون نشطاء في المجتمع من خلال الشركاء أو من خلال ممارسة الأنشطة ..رغم أنهم يعيشون بمفردهم
تتميز السويد والدول الإسكندنافية الأخرى بارتفاع الدخل ورفاهية المجتمع ، ولذلك توجد قدرة للشباب للعيش بمفردهم، فحوالي 40% من السكان يعيشون بمفردهم وهو أمر يطمح إليه أغلب شباب العالم ولكن لا يجدون قدرة مالية لتحقيقه .
في السويد يترك الشباب منازل عوائلهم مبكرا أكثر من البلدان الأخرى لقدرتهم على ذلك ماليا من خلال دعم الدولة . ومع ذلك فإن هذا لا يؤدي الى مستويات أعلى من الشعور بالوحدة. بل لمستويات أعلى من الشعور بالذات والاستمتاع بالحياة والخصوصية وإقامة علاقات جديدة مع أصدقاء وشركاء جدد وخلق مجتمع خاص بهم
وحسب الصحيفة فإن العيش بشكل منفرد ليس حالة فريدة بالسويد، إنما هي حالة شائعة في كل العالم لمن يستطيع ذلك خصوصاً في مرحلة الشباب من 21 إلى 35 عاماً .
ووفقا لمشروع world values survey (الدراسة الاستقصائية للقيم العالمية) والذي شمل 83 دولة. كانت السويد بالمراكز المتقدمة في التفاعل والتواصل مع الأصدقاء بنسبة 65% من حيث الإجابة بان الأصدقاء هم الجزء الأهم في حياة السويديين اليومية والدائمة.
وجاءت دول الشمال الأوروبي في مراكز متقدمة ولكن بعد السويد حيث جاءت النروج في المرتبة الثانية بنسبة 62%. ثم ألمانيا 55%. بينما جاءت الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 51%. وإيطاليا 40%. وفي ذيل القائمة جاءت ليتوانيا بنسبة 28%.
وبذلك تكون السويد حسب الدراسة هي من اقل البلدان التي يشعر بها المرء بالوحدة أو يفتقر لحياة اجتماعية أو صديق وهذا يخالف ما يشاع عن السويد ومواطنيها .