صحيفة سويدية .. المساعدات المالية للعاطلين أفضل من حصولهم على عمل.
لماذا أعمل ..لماذا أبحث عن عمل .. أنا أحصل على مساعدات وخدمات مجانية وأنا عاطل عن العمل أفضل بكثير لو ذهبت للعمل !
هكذا كانت مقدمة مقال وتحقيق صحفي تم نشره على موقع 2000 thaipuls حيث أشار التحقيق أن الكثير من العاطلين عن العمل في السويد وتحديداً من الذين لا يملكون مؤهلات علمية أو مهن مهارة لا يجدون الحافز للعمل ودخول سوق العمل ويقارنوا بين الفوائد والمكاسب التي سيحصلون عليها في حالة العمل أو في حالة بقاءهم عاطلين يعتاشون على المساعدات !
ربما يكون هذا التحقيق بين الحقيقة والتشويه… حيث تحاول وسائل إعلام اليمين المتطرف في السويد تشويه المهاجرين من خلال نقل مشكلة البطالة والعاطلين عن العمل لفترات طويلة واستلامهم للمساعدات من” السوسيال والفورشكناكاسا” -مؤسسات الضمان الاجتماعي السويدي
“سناء الزعري” وصلت السويد منذ عام 2015 . وهي أنهت دراسة اللغة السويدية في SFI وتعمل في مجال التنظيف بالرعاية الصحية – وهي وظيفة مدعومة . وتقول أنها تعمل بالفعل بدوام كامل ولكن في النهاية ، تحصل على نفس المبلغ الذي حصلت عليه عندما كانت تحصل على مساعدات العاطلين عن العمل .. ولكنها تقول أن ضعف الراتب من العمل مقارنتا بالمساعدات يجعل الرغبة في الحصول على عمل ضئيلة وغير جادة لدى البعض ليس لرفض العمل ولكن لرفض الراتب القليل وتحمل الفواتير والعلاج مقارنتا بالوضع على المساعدات
بينما يقول ” حسن ناصر” وهو مهاجر في السويد ولديه عائلة كبيرة ، ويستلم مساعدات هو وزوجته من السوسيال كونه وزوجته عاطلين عن العمل لفترات طويلة ، ” أن استلام المساعدات ليس هدف له كما يعتقد بعض السياسيين السويديين “. ولكن أين البديل ؟
ويضيف حسن :- أن هذه الأموال لا تُمنح مجاناً فهو يعمل بالفعل في بركتيك متواصل بدوام كامل هو وزوجته ويتنقلون من مكان لمكان ، بجانب الضغط النفسي والاجتماعي بسبب إرشادات وتوجيهات ومراقبة السوسيال لحياتهم .. ولذلك فحسن يعمل فعليا بنفس الجهد والوقت لو كان موظف ! ويؤكد حسن أنه يتمنى الحصول على عمل حتى لو أقل مما يستلمه من مساعدات هو وعائلته فالأهم الشعور بالاستقرار الاجتماعي وتطوير حياته العملية مع الوقت.
وتظهر قضية شكري محمد مهاجرة صومالية التي تعيش في السويد منذ ثماني سنوات، ومقيمة والتي استطاعت الحصول على دخل شهري قدره 32 ألف كرون من أموال المساعدات، كونها أم لستة أطفال. لكن شكري لا تسعى للحياة على المساعدات ولكن لا يتوفر لها بديل ، حيث أن سوق العمل السويدي لا يجد في شكري المهارة لكي يمنح لها وظيفة! .,.. ورغم ذلك حصلت شكري الصيف الماضي على عمل مدعوم .
وتحصل شكري دخل شهري شخصي يوازي ما كانت تحصل عليه عندما كانت تعتمد على أموال المساعدات بشكل كامل ( حيث تستمر إعانات الأطفال كما هي للأطفال لمن يعمل أو لا يعمل )، ولأن الوظيفة التي حصلت عليها هي عمل مدعوم من البلدية، اعتبر البعض أن شكري في كلا الحالتين تعتمد بشكل كامل على المساعدات وأموال الضرائب ولكن هذا تشويه للحقيقة .
لكن بالمقابل قد تكون هناك حالات أخرى يتم رصدها وتشير لرغبة بعض العاطلين عن العمل في التكاسل عن البحث عن عمل ، بسبب أنهم دون تأهيل علمي أو خبرة مهنية أو (العكس) ستجعلهم يعملون في أعمال يجدونها غير مناسبة لهم وبراتب أقل مما يحصلون عليه من المساعدات السوسيال ومساعدات السكن والكهرباء والإنترنيت والعلاج التي يتحملها الضمان الاجتماعي السويدي .
ويقول التحقيق أن 70 بالمائة من نشاط البحث عن عمل والتقارير التي يقدمها العاطلين عن بحثهم عن عمل وهمية وغير حقيقية ولكن ليس لانهم لا يرغبون بالعمل ولكن لكونهم يجدون صعوبة في البحث بالطريقة التي يفرضها تقرير نشاط العمل .
والجدير بالذكر أن مكتب العمل أعلن مؤخراً أن معدل البطالة في السويد انخفض بشكل عام، لكن عدد العاطلين عن العمل لفترة أكثر من سنة يزداد أكثر من قبل .
وينهي التحقيق الصحفي نتائجه بأن رغبة المهاجرين في الحصول على مساعدات مالية رغبة مهمة بالنسبة لهم لضمان معيشتهم وهم عاطلين عن العمل ، وتظهر أكثر لدى النساء المهاجرات ذو التعليم المنخفض ، ولكنهم يرغبون بالفعل بالحصول على عمل مستقر وثابت يكون مجزئ … وأن الباحثين عن المساعدات المالية حالة استثنائية يحاول اليمين المتطرف في السويد ترويجها بأنها حالة عامة لكل المهاجرين العاطلين دون دراسة أسبابها.