الأسد يلغي منصب المفتي..,ويطيح بــ “أحمد بدر الدين حسون” هكذا تفاعل مغردون مع الإطاحة بحسون!
قرار مفاجئ اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء منصب المفتي والإطاحة بأبرز المؤيدين للنظام أحمد بدر الدين حسون. البعض يرى أن القرار جاء على خلفية حرب مكتومة بين حسون ووزارة الأوقاف فيما يرى آخرون أن للأمر خلفيات أخرى.
يرى البعض أن إقالة حسون ليست نتيجة لتفسيره “الغريب” لإحدى الآيات القرآنية وإنما للأمر أبعاد أخرى أكثر تعقيداً
بعد سنوات من “التأييد المطلق” لكل قرارات الرئيس السوري بشار الأسد، فقد أحمد بدر الدين حسون منصب “مفتي الجمهورية” الذي شغله لسنوات. الرجل الذي عرف بين المعارضين السوريين باسم “مفتي البراميل” أطيح به بموجب مرسوم تشريعي أصدره الأسد ألغى بموجبه منصب مفتي الجمهورية معززاً في الوقت ذاته صلاحيات مجلس فقهي ضمن وزارة الأوقاف.
فقد نص المرسوم على إلغاء المادة رقم 35 من القانون الذي ينظم عمل وزارة الأوقاف ويُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية، فيما تم تعزيز دور ما يسمى بالمجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف والذي كان حسون عضوا فيه، لتنتقل كافة صلاحيات المفتي إليه.
وأسند الأسد في قراره الجديد إلى “المجلس الفقهي”، مهمة تحديد مواعيد بدايات ونهايات الأشهر القمرية والتماس الأهلّة وإثباتها وإعلان ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية متصلة بالعبادات والشعائر الدينية الإسلامية. وحصر المرسوم، إصدار الفتاوى “المسندة بالأدلة الفقهية الإسلامية المعتمدة على الفقه الإسلامي بمذاهبه كافة”، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها، بعمل “المجلس الفقهي” أيضاً.
وعلى مر العصور في العالم العربي، لم يعرف بوجود خلاف بين صاحب هذا المنصب ومن يوجد على رأس السلطة إلا في حالات شديدة الندرة، وحتى مع هذا الخلاف لم يتم إلغاء هذا المنصب وانما استبدال من يتولى المنصب بآخر أكثر طاعة للحاكم.
حتى الآن لا يُعرف سبب رسمي واضح للإطاحة بحسون، لكن المجلس العلمي الفقهي بسوريا اتهم المفتي المعزول مؤخراً بتقديم تفسير “محرف” للقرآن على خلفية تفسير بعض الآيات خلال جنازة الفنان صباح فخري بشكل أثار غضباً واسعاً.
ويتعلق الأمر وفق مصادر متنوعة بتفسير قدمه حسون لآيات في سورة التين، إذ ينسب إليه قوله إن خارطة سوريا مذكورة في القرآن وأن المقصود بـ”الإنسان” في آية “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” الإنسان السوري فقط. كما قام بربط السورة بالمهاجرين، معتبرًا أن من ترك البلاد سيلقى عقابًا من الله، مستشهدًا بتفسيره لآية “ثم رددناه أسفل سافلين”.
وجاء الرد من المجلس الفقهي في وزارة الأوقاف الذي اعتبر في بيان شديد اللهجة، أن التفسير مغلوط وتحريف للتفسير الصحيح، لجأ قائله (في إشارة إلى حسون) إلى “خلط التفسير بحسب أهوائه ومصالحه البشرية”.
وأوضح البيان أن تفسير المفتي حسون لسورة “التين”، هو “كلام ضيق، لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، بل إنه إقحام للدين في إطار ضيق”. وأشار البيان إلى أن “التفسير بهذا المفهوم الضيق بعد عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة”. وأضاف المجلس في بيانه أن “منهج المتطرفين والتكفيريين يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لأغراض شخصية، لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية”.
المرسوم الذي أصدره بشار الأسد أثار جدلاً ورأى البعض أنه بمنحه صلاحيات واسعة لوزارة الأوقاف فإنه يكرس سلطة المؤسسات الدينية، فيما اعتبر البعض أنه يعزز قبضة نظام بشار الأسد على المؤسسة الدينية في سوريا بشكل كامل.
ويرى مراقبون أن إلغاء المنصب والإطاحة بالمفتي المقرب من الأسد جاء نتيجة سنوات من الصراع المكتوم بينه وبين قيادات وزارة الأوقاف حتى وصل الأمر إلى ما يشبه القطيعة غير المعلنة. وحسب هؤلاء فإن الخلاف تصاعد مع صدور “قانون الأوقاف” الذي قلص صلاحيات المفتي لصالح الوزارة، وأن حديث حسون خلال جنازة الفنان الراحل صباح فخري أخرج هذا الخلاف إلى العلن.
ويرى نشطاء معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما فعله الأسد حدث وفق خطة ممنهجة منذ عام 2011 تهدف لإحداث تغيير ديموغرافي بهدف إجبار السنة على الهجرة وتدمير مدنهم ومناطقهم واحلال سكان من طوائف بل ومن بلاد أخرى محلهم:
قرار إلغاء منصب مفتي سوريا انتقده أيضاً “المجلس الإسلامي السوري” – وهو كيان معارض ومقره إسطنبول – والذي وصف قرار الأسد بـ”عدوان على السوريين وهويتهم، من أجل إدخال عناصر أجنبية موالية لإيران، في إطار مشروع ولي الفقيه في المنطقة”، حسب تعبيره.
ودعا المجلس السوريين إلى عدم الاهتمام بقضية شخص المفتي، إنما إلى ما وصفها بـ”النية التخريبية لنظام الأسد من إنهاء منصب المفتي العام وما سيترتب عنه”، بحسب ما نشر موقع تلفزيون سوريا المحسوب على المعارضة.
مدافعون عن المفتي المقال
في المقابل دافع مغردون عن المفتي المقال حسون منتقدين ما أسموه بالحملة الشعواء ضده:
ورأى آخرون أنه كان يعمل على التقريب بين أصحاب المذاهب المختلفة:
في المقابل أعرب مغردون عن اعتقادهم بأن إزاحة المفتي حسون من منصبه تترك مساحة لتوسع وانتشار الأفكار المتطرفة والمتشددة:
يذكر أن أحمد بدر الدين حسون من مواليد حلب عام 1949، وقد حصل على درجة الدكتوراه في الفقه الشافعي من الأزهر، وعين مفتياً لحلب العام 2002، ثم تولى منصب مفتي الجمهورية منذ عام 2004 وهو متزوج وله خمسة أبناء.
عُرفَ عن حسون انحيازه الكامل لنظام الأسد ضد حركة الاحتجاجات المناهضة له منذ انطلاقتها. كما أصدر عدة فتاوى مثيرة للجدل كان أبرزها ما نسب إليه إجازته لاستخدام البراميل المتفجرة في قصف حلب.