أخبار منوعة

مصلحة الهجرة تقرر ترحيل طفل عمره 3 سنوات إلى وطنه الأم وحيداً

أصدرت مصلحة الهجرة قرارًا ينص على إعادة طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام بمفرده إلى وطنه الأصلي.
أمضى تيم (الاسم المستعار) عمره كله بصورة كاملة في بيت أسرة سويدية والذي يقع خارج منطقة Brösarp، وفي هذه الأيام سيُرَحّل إلى وطنه الأم نيجيريا المكان الذي تقطن فيه أمه التي صنّفتها السلطات السويدية سابقًا ضمن الفئة التي لا يمكنها الاعتماد عليها في رعاية الأطفال.




تقول ساندرا بيرشون الامرأة التي ربّت تيم لصحيفة أفتونبلادت: ” أن تيم سوف يتم ترحيله لبلده الأم ولا يوجد اقارب له راغبين في استلامه … سوف يذهب لدار ايتام ، فكيف يمكن أن يكون دار الأيتام الواقع في الطرف المقابل من العالم آمنًا أكثر من الحياة التي يعيشها هنا يوميًا  في السويد ؟!.”

تيم مع السويدية ساندرا التي تقوم برعايته 




تبدأ قصة “تيم” عندما قررت الخدمات الاجتماعية في السّويد (السوسيال)  رعاية ” تيم” وهو   يبلغ من العمر أسبوعَين، حيث كانت  والدته لا تتمتع بالصفات التي تمكّنها من تولّي تربيته والاعتناء به كما أنها تُعَدّ خطرًا بالنسبة له، ولذلك تعهّدت السوسيال بالاعتناء به لأن أبيه مجهولٌ ولا يمكن الوصول إليه، وعندما بلغ الأربعة أشهر من عمره نُقِل إلى أسرته السويدية التي ترعاه حاليا ، ومن وقتها وهو يعيش مع فيكتور وساندرا وطفلين اثنين حياةً يوميةً يسودها الجو العائلي والأصدقاء.

 

تيم مع السويدية ساندرا التي تقوم برعايته




تقول ساندرا التي تقوم برعاية “تيم” : “يعشق تيم اللعب في الحديقة ويبني هناك الأكواخ مع أشقائه، ويرغب كثيرًا باللعب بالأدوات المطبخية الصغيرة الخاصة به.”




كما سينهي تيم الثلاثة أعوام عمّا قريب، وتجري الأسرة تحضيرات لإحياء ذكرى ميلاده في حفل كبير وخصوصًا أن قيود فايروس كورونا قد تناقصت.
تقول ساندرا بيرشون: “ينتظر تيم الاحتفال بيوم ميلاده بفارغ الصبر والفرح يملأ قلبه، كما سندعو الأسرة والأصدقاء على الغداء.”




لكن ستنتهي هذه الحياة قريبًا بتطبيق قرار مصلحة الهجرة الذي ينص على إعادة تيم إلى أمه التي ولدته ليعيش معها في نيجيريا، وهذه القضية قد كتبتداغينز نيهيتر عنها والتي تُعَدّ أنها أول كاتب لها.
وتقول ساندرا بخصوص ذلك الأمر: “لقد وُلِد تيم في السويد وترعرع فيه، وبالتالي تكون السويد هي المكان الآمن بالنسبة لتيم، لم يزر نيجيريا في حياته أبدًا وليس على تواصل مع أسرته الحقيقية هناك.”

تيم وساندرا




كما تمّ استئناف هذه المسألة في مرات عديدة في العديد من محاكم الهجرة، وقبل حوالي عشرة أيام أو أكثر استلمت أسرة بيرشون رفضًا جديدًا وقرارًا حاسمًا لترحيل تيم إلى نيجيريا، وفي مطلع عام 2022 أي في شهر كانون الثاني/يناير القادم سيودّع تيم أسرته السويدية التي يسكن معها ويغادر السّويد.

تيم وساندار حيث يُحب  تيم الحديقة واللعب




تتابع ساندرا القول: “سيذهب إلى مكان لم يعرفه سابقًا. لم يتم اطلاعنا على وضعه هناك، حيث سيُترك مع أقربائه إذا كان وضعهم مناسبًا، أو ستأخذه السلطات المحلية ودارٌ ما للأيتام. كيف يمكن أن يكون دار الأيتام الواقع في الطرف المقابل من العالم آمنًا أكثر من الحياة التي يعيشها هنا يوميًا؟!.”




كما رفضت مصلحة الهجرة التعليق على الحالات الفردية، لكن يستند هذا النوع من المسائل على محورَين أساسيين وفق ما قالته غونا غراوفيلدس المسؤولة الصحفية في المصلحة لصحيفة أفتونبلادت، وتُبيّن أنه “يرتبط أحد المحورَين بوضع الطفل ومصلحته المثلى على الوجه المُتَّفق عليه في اتفاقية حقوق الطفل والقانون السّويدي؛ أما المحور الآخر فيرتبط بالهجرة وشروط تصريح الإقامة، وبالتالي فهي قضية تشريعية، وقد اطلعت المحاكم على المسألة الحالية.”




وتُكفِّل بتيم وفقًا للقانون المرتبط برعاية الأطفال LVU، وهو القانون الذي ينص على شروط خاصة برعاية الأطفال، لكن تبيّن غونا غراوفيلدس أنّ ذلك القانون ليس عاملًا أساسيًا في الحصول على تصريح للإقامة.




وتتابع قائلةً أنّ: “القوائم التي يفترض على مصلحة الهجرة تنفيذها هي قانون الأجانب الذي يبيّن مَن يعطي تصريح للإقامة، وعندما تطّلع مصلحة الهجرة على مسألة ما فيجب أن يكون لمصلحة الطفل شأنًا كبيرًا، لكنها ليست الأساس في ذلك، حيث يجب الموازنة بين اتفاقية حقوق الطفل وبين النشريعات المرتبطة بالأجانب.”




تبذل عائلة بيرشون قصارى جهدها وتسعى لإيقاف تنفيذ قرار الترحيل، وتقول ساندرا بيرشون: “نحاول الآن وضع عقبة في طريق تنفيذ القرار، كما سنعمل على الاستفادة من النواحي الحديثة في قانون الهجرة، فقد تقدّم بطلبٍ للجوء عندما كان أصغر من الآن، وجرت الكثير من الأمور منذ ذلك الوقت، كما يملك الآن الكثير من العلاقات.”




وأصبحت هذه المسألة جدليةً بصورة كبيرة، حيث رأى البارحة مقال رأي على صحيفة أفتونبلادت أنّ ترحيل الطفل ما هو إلا “عملية اختطاف”، كما تشارك منظمةBrinnförbarnenفي مسألة تيم، ووصل عدد التوقيعات يوم الأحد الماضي ليلًا على عريضة تفيد بعدم ترحيل تيم إلى 80000 توقيع تقريبًا.
وتقول ساندرا بيرشون: “ينبغي أن تحدث تغييرات على القانون في المستقبل. لا ينبغي ترحيل الأطفال قسرًا من السويد التي تُعَدّ بأنها البلد الأم لهم، وهذا ليس لمصلحتي ولا لمصلحة أسرتي، وإنما من أجل مصلحة تيم.”




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى