أخبار السويدمقالات رأي

الكاتب السويدي بيتر كادهامر : في السويد لدينا شعارات إنسانية تترك اللاجئين للموت

بيتر كادهامر  كاتب ومؤلف سويدي من مواليد 1956 ، لديه مقالات مهمة في جميع الصحف السويدية ، يقول الكاتب في مقال نُشر على صحيفة افتونبلاديت  أن السويد تبيع كلمات مؤثرة للاجئين ولكنها تفعل العكس في الكثير من مواقفها ، وهذا قد نراه بوضوح في صورة(نشرها الكاتب) وقال عنها أنها  تلخص كل شيء.. أننا كسويديين أو الغرب نخفي وجوه أبنائنا الجنود لحمايتهم فيما تظهر صورة الأفغان الذين يتعاملون معنا ويقدمون خدمات الترجمة ، ليكون المترجم لاحقاً الضحية هو وعائلته !




 ويقول  بيتر كادهامر أن الجميع يقراء حاليا ما يحدث في أفغانستان من تقد قوات طالبان وسيطرتها على البلاد وخروج قوات التحالف الأوروبي الأمريكي ، وفي وسط هذه الفوضى تظهر قضية المترجمين الأفغان الذين عملوا مع القوات السويدية في أفغانستان ويواجهون حالياً خطر الموت على يد حركة طالبان ، ونسمع تصريحات حول ضرورة حمايتهم ومنحهم اللجوء في السويد ولكن دون فعل أو تنفيذ فقط كلمات مؤثر دون فعل.




 ووجه الكاتب انتقادات لاذعة للبيروقراطية السويدية  والسياسيين السويديين في التعامل مع  قضايا اللجوء التي قد تتسم بالفوضي في منح اللجوء لمن لا يستحق بينما اللاجئين المعرضين للخطر هناك في قلب الصراعات يواجهون الموت ،وسلط الكاتب  الضوء على القصة الإنسانية لأحد هؤلاء المترجمين واسمه ذكر الله بلخي. وهو الذي يظهر في الصورة بالأسفل 





يقول الكاتب في مقاله هذا الشخص هو مترج أفغاني اسمه  ” ذكر الله بلخي ”  اتصلت  به لأنني رأيت صورته على التلفزيون السويدي في تقرير عن الوضع في أفغانستان. إنها صورة غريبة. يمكنك أن ترى وجه ذكر الله بوضوح محاطاً بثلاثة وجوه مخفية هي وجوه لجنودي سويديون   .




وذكر الله بلخي هو أحد المترجمين الشفويين الذين عملوا لدى القوات السويدية في أفغانستان ويخشى الآن أن يفقد حياته هو وعائلته  على يد حركة طالبان  التي تعتبر كل من عمل مع القوات الأجنبية “خائناً” أو غير مسلم ويجب قتله.





 والغريب أن الجنود السويديون هم آمنون في كل الأحوال  في أفغانستان وفي السويد ووجوههم غير واضحة وفي المقابل تم إظهار وجه المترجم الأفغاني رغم أنه سيكون “صيد سهل لقوات طالبان لتصفيته” . 




ويقول الكاتب عندما حصلت على رقم هاتف “بلخي” واتصلت به هاتفياً كان سعيداً عندما   جدا . قال شكراً! شكراً! قبل حتى أن أقول من أنا. فبالنسبة له المكالمة من السويد تعني أملاً في الإنقاذ. بالنسبة له هذا صوت  السويد صاحبة الشعارات الإنسانية الرائعة التي لم تنسى  بلخي وعائلته ! ولكن الحقيقة هذا صوتي أنا الذي لا يمكن له أن يجلب بلخي وعائلته للسويد .





 بلخي هو رجل أو شاب انظر له كما تريد ولكن  عمره 34 عاماً،  ومتزوج ولديه ثلاث بنات أعمارهن   وتختبئ العائلة لدى أحد المعارف في مدينة مزار شريف الشمالية انه ينتظر أن يخرج هو وعائلته من أفغانستان ، ولديه آمال كبيرة أن يتحقق ذلك من خلال السويديين ؟.




يقول الكاتب “العالم الحديث غريب جداً  القيم في الشعارات تختلف عن القيم في الأفعال . أنا أتحدث من هاتف جميل باهظ السعر وأنا في بلد مستقر وآمن مثل السويد ،  مع رجل على الجانب الآخر من العالم ينتظر إعدامه بأسلوب القرون الوسطى لآنه عمل في وظيفة لمساعدة السويديون..




هل سيعذبونه أولاً، أم يشنقونه بعمود إنارة، أم سيسحلون جسده في الشارع لا نعرف ، ولكن إذا كانت السويد استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين ربما نصفهم بدون سبب ، فمن العجيب أنها تعجز عن استقبال بلخي وعائلته وهم لديه كل الأسباب للجوء ؟ 




 




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى