السويدية كريستينا : مصلحة الهجرة تنظر للاجئين في السويد أنهم قادمين للسياحة.
استضافت كريستينا فولكر المواطنة السّويديّة ذات الخمس والسبعين عاماً لاجئاً يدعى علي وعمره بحدود الثمانية والثلاثين عاماً في بيتها، وذلك بعد وصوله إلى السويد عام 2015 مع لاجئين كُثر، إلا أنّ على لم يحصل على إقامة بعد 8 سنوات من الرفض والانتظار ..ليتم ترحيل علي إلى وطنه الأم في العام أي2023
والآن لا تعرف كريستينا فيما إذا كان علي لا زال على قيد الحياة أم لا، وحل حياته تسير بشكل جيد أو اصبح مشرد أو تعرض للخطر في بلده الذي تنتشر فيها الصراعات حيث قالت وفق تقرير لأفتونبلات: “توجب على علي دفع ثمن تذكرة ترحيله بنفسه ” ولقد فعل ليس لآن حياته أمينة في بلده ولكن لآن بقاءه في السويد أصبح مستحيل وأصبح مهدد بالحجز والتسفير بالقوة ولآن لديه زوجه وأطفال في حاجة إليه.
عاش علي قبل مجيئه إلى السّويد في منطقة ريفيّة في بلده بصحبة زوجته وطفليهما، حيث ترأَّس شركةً صغيرةً لا تملك سوى اثنين من الموظفين، كما عمِل في زراعة أرضٍ صغيرةٍ استأجرها سابقاً ثم رعى بعض المواشي في تلك الأرض. ولكن الحروب والصراات ببلده جعلت كل شيئ ينتهي وأصبح علي مهدد من مليشيات إجرامية .
اختبأ علي بعد أن ترك عائلته وحيدةً ثم لاذ بالفرار إلى أوروبا بحراً عبر البحر الأبيض المتوسط باستخدام قارب مطاطي، وبعدها وصل إلى مالمو السّويديّة التي هي مقصدُ أغلب اللاجئين القادمين براً، كما أنه التقى بالسويدية بكريستينا فولكر التي تتحدث في هذا التقرير ، حيث قالت كريستينا فولكر : “قابلت علي في مقهى للغة السويدية كنت قد شاركت فيه، وبالفعل كان شخصاً جيداً مجتهد”.
قررت كريستينا فولكر في عام 2017 استضافة علي في بيتها بعد القرار المفاجئ الذي ينصّ على إغلاق مراكز اللجوء، وتقول كريستينا: “أصبح علي مثل ابن لي، كما أنه شخص جيد ويوجد بيننا العديد من الهوايات المشتركة مثل اهتمامنا بالزراعة”.
حاول علي بعد ذلك الحصول على إقامة سويديّة ولكن لا جدوى من ذلك بسبب رفض المحكمة ومصلحة الهجرة لطلبه، وعند فقده الأمل من الإقامة فكّر في الحصول على تصريح عمل، ولكن للأسف لا يمكنه الذهاب إلى مكتب العمل دون امتلاكه تصريحاً الإقامة، وكذلك الأمر بالنسبة لـ SFIلتعلم اللغة. كل شيئ مستحيل لأي لاجئ مثل علي .
تقول كريستينا: “حصل علي على وظيفة في مطعم بعد أن حاولنا بشتى الطرق في الحصول على أيّ وظيفة، وبدأ علي بتعلّم اللغة السّويديّة التي لا يدرك منها شيئاً لوحده إلى أن أتقنها، إذ أصبح يقرأ صحيفة الصباح لوحده وهذا كان مدهشاً بالنسبة لي”.
قدم كل من علي بمساعدة السويدية كريستينا فولكر طلباً للحصول على تصريح عمل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، وفي عام 2020 فوجئا بقرار ترحيل علي.
تضيف كريستينا: “تلقينا البلاغ يوم الجمعة وكان ينص على ترحيله يوم الثلاثاء”.
رأت مصلحة الهجرة أنّ الراتب الذي حصل عليه “علي” أثناء عمله في السّويد كافيٌ لدفع ثمن رحلة ترحيله، إذ تساعد مصلحة الهجرة المرحَّلين في تكاليف رحلتهمفي بعض الحالات، وتقول كريستينا من جديد: “تظن مصلحة الهجرة أن السويد مقصد اللاجئين للترفيه عن أنفسهم، ولا تدرك ماهية الوضع الذي عليه اللاجئين وتحملهم في السويد لكي يبدأو فرصة جديدة”.
لم تتحدث كريستينا إلى علي منذ ثلاثة أسابيع وذلك لعدم وجود اتصالات متوفرة في بلد على “افغانستان” ، حيث أتلفت طالبان أبراج الاتصال في غازني وأصبحت هذه المنطقة معزولةً عن الوسط الخارجي، وقالت كريستينا: “يستطيع الاتصال فقط إذا ذهب إلى المدينة، وقد أخبرها في آخر اتصال له عن صعوبة الوضع لدرجة أنه أشبه بحرب شاملة تهدد حياته”.
وتقول أيضاً: “أخجل من جنسيتي السّويديّة بسبب معاملتنا السيئة للأشخاص الجيدين وترحيل الراغبين بالإقامة السّويديّة والذين هم جيدين أيضاً”.
التقرير كما نشرته افتونبلاديت – تفاصيل
عاد علي إلى أفغانستان دون حصوله على تصريح الإقامة الذي كان يسعى للحصول عليه ليستطيع جلب زوجته وأطفاله إلى السّويد ولم شمل أسرته، وتقول كريستينا: “أنا منهارة جداً لوضع علي لدرجة أني لا أستطيع النوم بسبب البكاء وخوفي من عدم رؤية علي مجدداً.
وتضيف كريستينا: “أرسلت رسالةً إلكترونيةً مباشرةً إلى كل من الحكومة ووزير الهجرة,مورغان يوهانسون,تفيد بعدم وجود مستقبل لعلي وعائلته في أفغانستان، كما اتصلت باللجنة الأفغانية السّويديّة من أجل ذلك”.