مقال للكاتب السويدي ” Per Wirtén ” لهذا بدأ اللاجئون بالفرار من السويد
من خلال رصد المركز السويدي للمعلومات لأهم المقالات التي تُعبر عن رأي المجتمع السويدي في قضايا الهجرة واللجوء، ننقل ترجمة مختصرة لمقال نشرته صحيفة اكسبريسن والمقال هو للكاتب السويدي” Per Wirtén ” بعنوان ” لهذا بدأ اللاجئون بالفرار – من السويد ” Därför har flyktingarna börjat fly – från Sverige .
وجاء المقال تعليق على كتاب للكاتبة السويدية أنيت روزنغرن Annette Rosengren ، والذي جاء تحت عنوان ” عشت في السويد” Jag bodde i Sverige ، ويقول الكاتب قراءة هذا الكتاب تؤكد لنا بالفعل أن اللاجئون يفرون من السويد المعادية لهم ، لدول أوروبية أكثر استنارة وتعدد ثقافي مثل فرنسا بريطانيا .. حتى إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وجميعها لديهم مشاكل داخلية ، وسياسات هجرة تحاول ضبط الهجرة وليس (العداء للهجرة والمهاجرين في المجتمع ) ، كما يوجد في هذه الدول ايضاً صعود وخطاب يميني متطرف ، ولكنها دول مستنيرة تمتلك قدر كافي من الاستنارة والحضارة لقبول الآخر والتعدد الثقافي .
ويقول الكاتب السويدي Per Wirtén ، لدينا الآن وصفًا دقيقًا ووفيرًا عن واقع السويد .. عن قصة اللاجئين والمهاجرين في السويد الذين يعانون من مجتمع سويدي غير مستنير ولديه مشكلة في تعدد الثقافات وقبول الآخر ،
وقبول الآخر ليس بمعنى رفض ومعاداة الآخرين بشكل تام ، ولكن يعني عدم الاعتراف باللاجئين والمهاجرين بأنهم ينتمون للسويد ولا للمجتمع السويدي ، والنظر إليهم بأنهم أدوات للعمل أو سبباً للمشاكل .
يحاول الكاتب توضيح فكرة كتاب “عشت في السويد ” بأن السويد ليست بوابة الجنة للمهاجرين كما يعتقد اليمين المتطرف ، ومن جانب آخر فالمهاجرين ليسوا السبب في ظهور قضايا البطالة والسكن والجريمة في السويد . كما يعتقد الكثير من السويديين ، فمعظم السويديين لا يعرفون هذه القصة.!
إنه أمر مؤلم للغاية بالنسبة للصورة الذاتية للسويد . من يستطيع استيعاب فكرة أن اللاجئون المهاجرون قد بدأوا في الفرار من العداء السويدي إلى دول أخرى أكثر استنارة في أوروبا؟ البعض هرب دون إقامة ..والبعض الأخر أنسحب بإقامته ..فيما يخطط الكثير بمغادرة السويد فور الحصول على الجنسية السويدية وضبط وضعهم المادي
كما اختار ما يقدر بثلاثة آلاف شاب أفغاني على سبيل المثال ( ومثلهم من العراقيين والأفريقيين ) العيش في خيام رقيقة تحت الجسور في باريس لتجنب البقاء تحت قسوة نظام الهجرة السويدي والمجتمع السويدي . ورغم الانتقادات المستمرة لفرنسا ومشاكلها الداخلية . تقدم فرنسا الأمل في مستقبل وحياة طبيعية للكثير من اللاجئين .. تلك الحياة والحقوق التي تنكرها السويد بشدة … ولو نظرنا إلى بريطانيا وحتى ألمانيا كدول لديها أرث نازي واستعماري فسوف نجدها دول أكثر استنارة وتعددية من السويد في استقبال اللاجئين .
في عام 2015 ، وصل مئات الآلاف للسويد وبينهم وصل ما يقرب من 35 ألف طفل لاجئ غير مصحوب بذويهم إلى السويد ، . أولا تم الترحيب بهم جميعا فالسويد بلد الإنسانية الأولى في أوروبا وربما العالم . لكن عندما تغيرت السياسة بسرعة كبيرة .. كانت النتيجة رفضهم و مطاردتهم هم وأطفالهم بدون رحمة لترحيلهم ، وعندما تسلق حزب سفاريا ديمقراطي بدعم من الناخبين السويديين ، وعندما انجرفت أحزاب سويدية لسياسة سفاريا ديمقراطي وزعيمه جيمي أكيسون تغيرت المواقف للحكومة والمجتمع السويدي من مرحب للهجرة لرافض لها ..
بدأت السويد سياسة غير إنسانية ” الرفض و الترحيل” للاجئين والتضييق عليهم ، فرفضت طلبات العمل ورفضت طلبات لم الشمل ، وتم تعليق اللاجئين بإقامات مؤقتة ومن يطمح بجنسية سويدية عليه الانتظار بطوابير لسنوات في بلد متقدم مثل السويد لديه القدرة لإيجاد الحلول ، ولكن لماذا الحلول ؟ فالمطلوب هو التضييق … واللاجئون ليسوا أكثر من أدوات عمل وعلى من لا يعمل أن يترك السويد أو يتحمل كابوس سياسات الاندماج .
وعلى الرغم من الحرب المستمرة والديكتاتورية في سوريا ، تم اعتبار مدن سورية آمنة ، وكذلك الحال في أفغانستان.. والعراق وفلسطين وليبيا وغيرها من الدول .. ولم يجد اللاجئون إلا الفرار من السويد لدول أخرى أكثر استنارة ….
يتبجح اليمين المتطرف في السويد بإن أن اللاجئون يكذبون .. والسؤال من جعلهم يكذبون؟ إذا افترضنا أنهم يفعلون ذلك ؟ أليست سياسات الهجرة التي ترفض أن تصدق أن مدن سورية وأفغانية وعراقية وفلسطينيين وغيرهم هم رعاية دول قمعية وفي صراع متواصل حاد وخطير ؟ لقد حاول اللاجئين مُجبرين الهروب من بلدانهم للبحث عن الأمان فأصبح بعضهم ملحدًا ، وبعضهم أصبح مسيحيًا فربما يكون ما يفعلونه هو الطريق للنجاة.
ويقول الكاتب في جزء أخر من مقاله : – لقد اختار لاجئون الفرار إلى دول أوروبية أخرى عندما ضافت بهم السويد ..فذهبوا إلى روما و باريس. ، في محاولة للحصول على تصريح إقامة هناك . لم يتم ترحيل أحد . وقليلون أعيدوا إلى السويد. …
فلننظر إلى باريس أنها مدينة صعبة جدا للاجئين ، لكنها ما زالت مدينة النور لا زالت التعددية الثقافية راسخة في تلك العواصم الأوروبية رغم مشاكلها الداخلية.
منذ فترة ، توقفت السويد أخيرًا عن الترحيل إلى كابول مع وصول طالبان للحكم . لكن عداء سلطات الهجرة للاجئين لم يتضاءل. تقارير ودراسات تؤكد أن مصلحة الهجرة السويدية ومن وراءها محكمة الهجرة الإدارية جميعهم يصدرون قرارات ضعيفة وخاطئة بحق اللاجئين في جميع القضايا بدون استثناء .
وعودة لكتاب “أنيت روزنغرن” التي أشارت الكاتبة فيه إلى الأطفال اللاجئين و اللاجئين الشباب الأفغان وغيرهم ، وقالت رغم أنهم طالبي لجوء مرفوضين ولكنهم سويديون : إنهم يتحدثون السويدية ، وقد ذهبوا إلى مدرسة سويدية ، ولديهم أصدقاء سويديون وعاشوا في مجتمع سويدي واحتفلوا بالأعياد السويدية ، كما تمكن بعضهم أيضًا من الحصول على وظيفة. لكن السويد لم تكن تريدهم. كانوا لاجئين كانوا أفغان وعرب وكرد وأفريقيين وأسيويين . كان من المتوقع أن يكونوا عبئًا وعقبة أمام إصلاحات الرعاية الاجتماعية السويدية وسياسات السويد الجديدة .
ويختم الكاتب مقالة بالسؤال، هل بقيت شجاعة في المجتمع السويدي لكي نبدأ مراجعة كيف ننظر ونتعامل مع اللاجئين والمهاجرين، هل يمكن أن ننظر لقضايا اللاجئين من منظور أخر غير قضايا العمل والسكن والجريمة؟
السويد بلد غني ومتقدم.. ولكنه بلداً غير مستنير وما زالت السويد بلداً أحادي الثقافة لديه مشاكل في التعددية الثقافية وقبول الآخر ..لذلك يفر اللاجئون الآن من السويد …. الكاتب السويدي” Per Wirtén