
القضية التي غيرت القانون السويدي.. استبدال الحكم من 18 عام إلى السجن مدى الحياة
رقية حسن سورية مهاجرة للسويد تبلغ من العمر 25 سنة ، أرادت الطلاق ورفض زوجها مروان العبد الله صاحب ال 34 عامًا أن يطلقها، وبدأ في إجراء استجوابات طويلة معها لمعرفة سبب طلبها الطلاق ؟ وهل هي على علاقة مع شخص أخر !.
قامت رقية بإخبار زملائها أنها تخشى أن يقتلها زوجها ، لكنه ما لبث أن فعل ذلك في صباح اليوم التالي و . ,, هذه القضية بتفاصيله التي سوف نذكرها ، كانت سبباً في إصدار المحكمة العليا السويدية توجيهات قانونية بتغير العقوبة من السجن لمدة 18 عام إلى السجن المؤبد مدى الحياة .
جاءت رقية حسن من سوريا إلى السويد بعد فرارها من داعش ومن بطش النظام السوري و كانت متزوجة من رجل أكبر منها بكثير لكنها تمكنت من الطلاق منه في سوريا ، وتزوجت من مروان العبد الله في سوريا وأنجبت منه ثلاثة أطفال .
وصلت رقية وزوجه وأطفالها للسويد ، وكانت رقية مجتهدة بعد حصولها على الإقامة وفي مرحلة الترسيه لتعلم اللغة ، وفي كل الوظائف التي عملت فيها وأخرها في ماكدونالز، كما كانت محبوبة من زملائها الذين ساعدوها في حل مشكلة الوقت أثناء العمل بحيث يتناسب وقت العمل مع اصطحاب أطفالها للروضة.
و بينما كانت رقية حسن تعمل بجهد أكبر وتستمتع بوقتها في السويد ومع زملائها، كان زوجها مروان العبد الله مهمل وغير منضبط في حياته ولديها الكثير من المشاكل ولم يتعلم اللغة السويدية ، حيث يقول مشرف العمل السابق “إنه لم يكن يلتزم بالوقت ولم يكن يبقي في مكان عمله ، ولا يهتم بتعليمات بالعمل نهائيا ، إضافة إلي أنه كان يجلس كثيرًا مع هاتفه ، ولم يقم بالعمل المطلوب منه ، و كان لديه مرضية كثيرة ، و سرعان ما تم اكتشف أنه جاهل بلا تعليم ولا يستطيع الكتابة أو القراءة ، وكان يعاني من مشاكل لغوي وتم فصله من العمل .
كانت رقية حسن المهاجرة السورية التي وصلت السويد تريد بناء حياة راسخة لها ولأطفالها في السويد على عكس زوجها ، ولذلك حدث الصدام بينها وبين زوجها الذي كان يعنفها دائماً ويسيطر على كل قرارات الحياة ويتحكم بالمال ، مما جعلها تطالب بالطلاق ، لذلك بدأ زوجها في إجراء استجوابات مطولة معها حول سبب الطلاق معتقداً أن زوجته على علاقة بشخص أخر .
استحوذت الغيرة على الزوج الذي تحول للعنف والتهديد ضد زوجته رقية رافضاً الطلاق ، مما جعل الزوجة رقية تشعر بالخوف منه ، وأخبرت رقية أصدقاءها “السوريين” وزملائها بالخوف الذي شعرت به من تهديدات الزوج .
الزوج
وفي 19 مارس الماضي أخبرت رقية زميلها أنها تخشى على حياتها من زوجها. – وجاء الرد من صديقتها التي قالت لها أننا في السويد الآن وهذا التهديد والعنف والخوف لا يمكن أن يحدث هنا في السويد ، * ملاحظة – هذه المعلومات جاءت خلال استجواب صديقات وزملاء رقية في التحقيقات *
وتقول صديقة رقية ” في التحقيقات مع المدعي العام السويدي : – لقد أخبرتني رقية إنها إذا لم تأت للعمل في اليوم التالي فهناك مشكلة قد وقعت ، حيث أنها قررت المطالبة بالطلاق وإنهاء علاقتها بزوجها ، وبالفعل لم تأت للعمل في اليوم التالي لأنها طلبت الطلاق من زوجها و !.
الزوج مروان العبد الله رقية ثم ترك الأولاد في الحضانة
الزوجة
كانت العائلة تعيش في شقة صغيرة ،،وفي صباح يوم الجريمة وعند استيقاظ الزوجة والزوج طالب الطلاق وحدث بينهم مشادة كلامية أدت لقيام الزوج بضرب زوجته بقالب حديدي يُستخدم للرياضة ففقدت الوعي ثم قام بخنقها حتى ماتت ، بعد ذلك أخذ الأب الأطفال إلى الحضانة بدون جوارب أو أحذية مناسبة، مما جعل المعلمين بالروضة محاولة الاتصال بالأم لمعرفة سبب ترك الأطفال بهذه الحالة ولكن لم يستطيعوا التواصل مع الأم ..
وبعد أن ترك الزوج مروان أطفالها بالروضة تحدث مع صديق له ، ونصحه صديقه بالهرب من السويد فورا ، حاول مروان العبد الله الهرب وقام بسحب أموال كثيرة نقدية من حسابته هو وزوجته وكان معه 53000 كرونة سويدية نقدًا في جيبه الخلفي الأيسر وقد رآه ” محصل التذاكر” في القطار وهو في حالة مربكة غير طبيعية ويحمل أموال ويوجد بقع دم على ملابسه فأبلغ الشرطة.
وعندما وصلت الدورية إلى مروان في محطة قطار مالمو وبينما كانت الشرطة تتحدث معه ، وصل إشعار عام ببيانات مروان للشرطة السويدية بأنه مطلوب للاعتقال ، حيث كان الشرطة عثرت على زوجته ميتة في الشقة وكان الأطفال لا يزالون في الروضة ، وتلقوا الرعاية من قبل الخدمات الاجتماعية السويدية – السوسيال – .
وصف أحد المحققين الزوج في الاستجواب بأنه “بارد مثل الثلج “. وعندما سُئل الزوج عن سبب زوجته، أجاب:
– لأنها وجدت شخصًا آخر وهي في حالة حب معه .

قرر الأطباء الشرعيون بعد التشريح أن رقية أصيبت في رأسها “بدمبل حديدي رياضي” وأنها فقدت الوعي ثم تم خنقها حتى لفظت أنفاسها .
حكمت محكمة لوند الجزئية على المواطن السوري مروان العبد الله بالسجن 18 عاما والترحيل من السويد ، ومن ثم غيرت محكمة الاستئناف الحكم إلى السجن المؤبد مدى الحياة وأيدت المحكمة العليا مؤخرًا حكم محكمة الاستئناف،
ومن الملاحظ قانونياً أن المحكمة العليا حددت حكماً بالسجن المؤبد لجريمة قتل فهي أشد عقوبة في القانون وسيكون من الأسهل فرضها في قضايا مماثلة حيث أصبح حُكم المحكمة العليا بمثابة توجيهات قانونية جديدة لتطبيق السجن مدى الحياة على الجرائم المشابه .