يحدث في السويد.. مواطنين المناطق الضعيفة يخشون الخروج من منازلهم مساءً
المركز السويدي للمعلومات : جرائم قتل ، إطلاق رصاص ، إصابة الأطفال بالرصاص ، حرق سيارات ، مخدرات وسلاح .. العديد من الجرائم المنظمة التي تتزايد في السويد بسبب اتساع حجم ونشاط شبكة العصابات الإجرامية ، تقرير لراديو السويد يرصد فيه خوف مواطنين من الخروج مساءٍ من منازلهم بسبب جرائم العصابات المنظمة …؟ هذا يحدث في المجتمع السويدي الذي يُصنف كــ أكثر المجتمعات رفاهية وأمان في العالم .
ياسمين تقطن في أحد ضواحي ستوكهولم الجنوبية ولا تشعر بالأمان في منطقة سكنها.
تقول ياسمين: أشعر بالخوف وأتلفت بكل الجوانب. ياسمين من أصول مهاجرة وأمٌ لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات، التقيت بها في أحد ضواحي ستوكهولم الجنوبية حيث تقطن مع عائلتها لأتحدّث معها حول شعورها جرّاء كل ما يحدث من جرائم في شوارع ستوكهولم.
– ياسمين هل تشعرين بالأمان عند خروجك لوحدك من المنزل وضمن منطقة سكنك؟ –
تقول ياسمين :- أنا شخصياً أخاف كثيراً من الخروج بعد المغرب من المنزل،وأفكر بالخروج لأداء الرياضة مثلاً في الصباح الباكر، ومع ذلك أخاف أيضاُ من هذا التوقيت لأن المناطق هنا قريبة من الغابات وهذا يخيفني في الصباح الباكر وفي المساء ومن المستحيل الخروج لوحدي، ولكن أحياناً قد اضطر إلى الخروج من المنزل مساءً ولكن أكون حذرة جداً وبحوذتي هاتفي النقّال وبذهني خطة بديلة.
ياسمين تقول أنّها تريد شراء رذاذ للدّفاع عن النفس، مع العلم أنّ رذاذ الفلفل المعروف هو ممنوع في السّويد، ولكن يسمح باستخدام أنواع أخرى تعمل تقريباً بالطريقة ذاتها.
– تقول ياسمين أنّه بفرض أردتِ الاستنجاد بالشرطة فسيفوت الأوان ريثما تصل، وخصوصاً أنّ الأغلبيّة هنا هم جماعات وأصدقاء.
هيئة مكافحة الجريمة “برو” تجري إحصائيات ودراسات سنويّة حول تعرّض الأشخاص في المجتمع السّويديّ إلى الجرائم وشعورهم بالقلق وانعدام الأمان.
آخر الإحصائيات الصّادرة وبيّنت أنّ 30% من سكّان السّويد بين عمر السادسة عشر والرابعة والثّمانين يشعرون بانعدامٍ كبير للأمان ، ويتجنّبون الخروج بمفردهم مساءً في المناطق التي يقطنون بها.
الدّراسة التي قامت بها برو بيّنت أيضاًأنّ النّساء يشعرون بانعدامٍ للأمان أكثر بكثير من الرّجال، 45% من النّساء ما بين عمر العشرين والرابعة والعشرين يشعرون بالقلق وانعدام الأمان، أمّا بالنّسبة للرجال فإنّ الفئة العمرية التي تشعر بانعدام الأمان هم الرّجال بين عمر الخامسة والسّبعين والرّابعة والثّمانين ونسبتهم 24%.
اتّصلتُ برئيسة قسم تطوير عمل مكافحة الجريمة في برو “كارينس فان بيري”، حيث تقول أنّ الشعور بالأمان والجرائم شيئين مختلفين لأنّه ممكن وجود أشخاص يخشون المشي في الغابة مساءً خوفاً من التّعرض إلى اعتداءٍ ما، بينما تكون نسبة احتماليّة تعرّضهم لاعتداءٍ ضئيلة جداً.
– كيف تعمل برو من أجل مكافحة الجريمة ورفع معدّل الشّعور بالأمان بين الأفراد؟
– تحصل الجرائم في مناطق محليّة، ويجب التّعامل معها من قِبَل الجهات المسؤولة في تلك المناطق، وتضيف أنّ المسؤوليّة التي تقع على عاتقهم في هيئة مكافحة الجريمة برو هي تقديم الدّعم للجهات المحليّة في مكافحتها للجرائم وتعزيزها الشّعور بالأمان لدى سكّانها.
قالت “كارينس فان بيري” من بروأنّ العمل من أجل مكافحة الجرائم ورفع معدّل الأمان في المناطق يتمّ من خلال البلديّات والسّلطات المحليّة.
بدأت بلديّة هوديغي أيضاً حملةً على موقعها وعلى صفحاتها على مواقع التّواصل الاجتماعيّ من أجل الوصول إلى سكّان البلديّة الذين هم بحاجة إلى مساعدة بسبب شعورهم بالقلق وعدم الأمان خاصّةً بعد جريمة القتل الأخيرة التي شهدتها منطقة “فليمنز بيري” التّابعة إلى بلديّة هوديغي.
ورغم جهود الحكومة السويدية ومؤسسات المجتمع المدني السويدي ، والموارد الضخمة التي يتم توفيرها لمحاربة الجريمة في مناطق انتشار العصابات السويدية إلا أن المشكلة في تزايد في مجتمع يطلق عليه مجتمع الرفاهية ، وقد تكون مشكلة عدم تحديد أسباب انتشار الجريمة في السويد وضعف القوانين الرادعة، المعضلة الاساسية لانتشار الجريمة ، حيث تصر المعارضة السويدية على تحميل الهجرة والمهاجرين سبب انتشار الجريمة ،بينما تق الحكومة السويدية ضد إتخاذ تشريعات قانونية قاسية لمواجهة الجريمة .