“لوفين” يعتبر حزبه الأقوى.. وأحزاب المعارضة السويدية تتوعد بإسقاط حكومته ! فمن الأقوى داخل البرلمان؟
ساعات تفصل السويد عن موعد التصويت على سحب الثقة من حكومة لوفين ، وهذه المرة التاسعة التي تحدث في تاريخ السويد المعاصر .
لوفين وأعضاء حكومته يؤكدون أنهم الحزب الأقوى ، وأن التصويت ضده لن يؤدى لخروجهم من الحكومة والمشهد السياسي ، فحزبهم الاشتراكي هو الأكبر عدد لأعضاء البرلمان السويدي ، ولا يمكن تشكيل حكومة جديدة إلا بموافقتهم ..
من جانب أخر تتوعد أحزاب المعارضة الثلاثة سفاريا ديمقراطي والمحافظين والمسيحيين الديمقراطيين بالتصويت ضد لوفين بتصويت جماعي وإسقاط حكومته لو ألتزم حزب اليسار بسحب الثقة من حكومة لوفين ,
ولكن ما حقيقة قوة لوفين وأحزاب المعارضة داخل البرلمان السويدي ؟.
بشكل عام فأن البرلمان السويدي يتكون من 349 عضو .. ولكي يتم تشكيل حكومة جديدة أو إسقاط حكومة لوفين يتطلب تصويت 175 عضو بالموافقة على إسقاط الحكومة ، فهل تملك المعارضة + حزب اليسار هذا العدد من الأعضاء للتصويت “بنعم” لإسقاط حكومة لوفين ؟ فلننظر ..للأرقام التالية ..
نلاحظ أن الأحزاب الثلاثة حزب سفاريا ديمقراطي بزعامة أوكيسون ، والمسيحيين الديمقراطيين بزعامة آيبا بوش ، والمحافظين بزعامة وكريسترشون +مستقلون بالمعارضة لديهم 156 صوتًا داخل البرلمان ، ولذلك هم يحتاجون لما يقارب 19 صوت فقط لكي يكون لديهم 175 صوت لإسقاط حكومة لوفين ..
هنا نبدأ النظر لحزب اليسار الذي يمتلك 27 عضو (27 صوت) كما في الأرقام بالصوة أعلاه ، وهي كافية لإسقاط حكومة لوفين لو صوت أعضاء حزب اليسار لصالح القرار مع أصوات المعارضة … وفي حقيقة الأمر فأن حزب اليسار هو من بدء الدعوة لإسقاط الحكومة!!
ولكن ليس الأمر سهلاً كما توضح الأرقام رغم صحتها ، ولكن هناك عوامل عديدة سوف تجعل من التصويت بنعم لإسقاط حكومة لوفين صعبًا جداً ،،
ولكن أيضا أن ينجوا لوفين من التصويت ضده فالأمر يحتاج لمعجزة ..ولكن ممكن حدوثها َ… كل ما يحتاجه لوفين أن يمنع حزب اليسار من التصويت ضده ، وهذا يحتاج موافقة صريحة ومباشرة من لوفين للموافقة على شروط حزب اليسار حول تحرير أسعار الإيجارات !
ولكن لو حدث هذا الأمر سيجد لوفين نفسه أمام مشكلة أكبر وهي تصويت حزب الوسط والليبراليين ضده ، وهم يمثلون (أحزاب الثقة – أحزاب يناير) ولديهم 50 عضواً (صوتًا) وهي أصوات حاسمة لأي قرار برلماني بين كتلة الحكومة والمعارضة.
..ولكن لماذا يصوتوا ضده ؟ الإجابة هي بكل سهولة أن قرار تحرير أسعار الإيجارات للمساكن الحديثة هو بند من بنود أتفاق يناير طالب فيه كل من حزب الوسط والليبراليين لكي يحصل لوفين على دعمهم لتشكيل الحكومة .. ولذلك لو وافق لوفين على مطالب اليسار سوف يجد لوفين نفسه في مواجهة الوسط والليبراليين .. والنتيجة فأن لوفين بين خيارين كلاهما مراً ويؤدي لسقوطه !
ولكن للوفين العديد من الفرص للمناورة والوصول لاتفاق يتجنب فيه التصادم مع اليسار أو التصادم مع الليبراليين والوسط ،، وهو أن حزب اليسار حزب مرفوض من جميع أحزاب المعارضة وأيضا مرفوض من أحزاب يناير “الليبراليين والوسط” ، ولن يجد حزب اليسار أي حلفاء له إذا صوت ضد حكومة لوفين.
كما أن بديل لوفين سيكون حكومة يمينية من أحزاب المعارضة الحالية وهي أحزاب ستعزل حزب اليسار عن الحياة السياسية في السويد كما حدث سابقاً مع ” جيمي أوكسون وحزبه) ، لذلك سيتحرك لوفين من خلال هذا الواقع لإقناع اليسار عن التراجع ..لآن إسقاط لوفين وحزبه الاشتراكي والبيئة ..يعني سقوط وعزلة سياسية كاملة لحزب اليسار … ولذلك فمن الصعب على اليسار أن يغامر لإسقاط لوفين والحزب الاشتراكي لكي يصل لحكم السويد أحزاب المعارضة وبقيادة من جيمي أوكسون زعيم حزب سفاريا ديمقراطي اليميني المتطرف !