أخبار السويدتقارير

تقرير : صعود العنصرية في السويد ظاهرة تتسارع خلال السنوات العَشَّر السابقة

لم يكن ما فعله المتطرف راسموس بالودان منفصل عن ظاهرة تصاعد العنصرية أو التمييز  الصاعد في المجتمع  السويدي، وليس هناك في السويد مؤشر أفضل لقراءة الصعود السريع للعنصرية من النظر إلى  ارتفاع شعبية حزب سفاريا ديمقراطي العنصري السويدي، على حساب جميع الأحزاب السياسة في السويد . فهذا مؤشر واضح ودقيق في تحول الناخب السويدي لليمين الأكثر تطرفاً .




ورغم أن ليس بالضرورة أن يكون المؤيد لجيمي ايكيسون وحزبه المعادي للمهاجرين والأجانب مواطن عنصري متطرف ، إلا انه في أفضل الأوصاف كاره لوجود المزيد من الأجانب في السويد ولخلفيتهم الثقافية .

فالسويد وخلال 10 سنوات مضت تتحول بوتيرة متصاعدة من مجتمعاً متسامحاً مع الأجانب وقبول الأخر لمجتمع أكثر حذراً من الأجانب و أقل ترحيب بالمهاجرين ، وذلك مُنذ صعود حزب سفاريا ديمقراطنا ..





والمتابع لتاريخ حزب سفاريا دميقراطنا  وهو بالترجمة العربية ” ديمقراطي السويدي” سيجده حزب قفز من من كونه حزب مغمور غير قادر على الدخول للبرلمان بنتائج صفر بالمائة في انتخابات 2006 إلى حزب برلماني صغير في 2010 ، ثم حزب برلماني كبير في 2014 .. وأخيراً ثالث أكبر حزب في السويد في 2018  .. وحاليا في 2022 هو حزب يتناقس على المركز الثاني كــ  أكبر حزب في السويد..




والجدير بالذكر أن حزب سفاريا ديمقراطنا تأسس على مبأدى قومية متطرفة .. ترفض المهاجرين والهجرة وتعتبر أن العرق الأبيض هو المكون الأساسي للمجتمع ولا يجب قبول أي أعراق أخرى في المجتمع مع حزمة من المبادئ النازية الأخرى التي ترفض وتعادي القوميات والأديان والثقافات الأخرى التي لا تنتمي للمجتمع السويدي الأبيض .




وإذا نظرنا للمتطرف راسموس فهو  ليس إلا متطرف منعزل يحاول استفزاز المهاجرين المسلمين خصوصاً  بشكل مباشر ، بينما جيمي ايكيسون وحزبه ينطلقون من مبدأ راسخ وأساسي وهو رفض وجود الأجانب في السويد والعمل على التخلص منهم من خلال العمل السياسي  ويستهدف المهاجرين المسلمين في المرتبة الأولى كونهم النسيج الأكبر عدداً وانتشاراً للهجرة واللجوء في السويد ..




وعلى الرغم من أن المعروف عن السويد تغيراتها البطيئة سياسياً واجتماعياً تاريخياً ، إلا أن الحال ليس كذلك بشأن صعود العنصرية فيها، ويبدو أنها الأسرع بين الدول الأوروبية، فالحزب العنصري سفاريا ديمقراطي حاز في انتخابات العام 2018 على تأييد 17.5% من أصوات الناخبين، وفي 2020 تعطي استطلاعات الرأي الحزب نسبة 25.4% من أصوات الناخبين السويدية، ,وفي 2022 لا زال هذا الحزب يحقق تقدم رغم تراجع نسبة مؤيدية لما بين 20 بالمائة ..




في نفس الوقت يتزايد الجدل في المجتمع السويدي بشأن اندماج الأجانب والمهاجرين ، وتحميلهم المسئولية عن الوضع المفروض عليهم في السويد ، حيث البطالة والسكن المتهالك ، وضعف الوضع الاقتصادي والعزلة وانتشار الجريمة في مناطق سكنهم.




،هذه الاتهامات تخلق توترا خاصة بين الجالية المهاجرة وتزيد من عزلتهم عندما يدرك مجتمع الأجانب بالسويد انهم ليس في مساواة فعليا بالمجتمع السويدي لا من حيث فرص الحياة ولا من حيث الاهتمام .




ووفقاً لتقرير حكومي سويدي ، فأن للأعلام السويدي أيضا دور في تغذية العنصرية وذلك من خلال التغطية الإخبارية التي تركز على جرائم الأجانب والسويديين من أصول أجنبية ، بالرغم أن أغلب هولاء هم من الجيل الثالث من المهاجرين المولود في السويد ، وبالتالي هم سويديين ، وأي انحرافات هي بسبب سوء التخطيط والاندماج الحكومي الذي عزل هولاء السويديين في مناطق سكنية ، وتم تصنيفهم أنهم أجانب وليس سويديين ..






وقد أشار تقرير لراديو السويد شارك فيه عدد من الخبراء السويديين منهم ” ماتياس غارديل، برفيسور العلوم الاجتماعية” . بضرورة نتوقف عن الحديث عن العنصرية كنوع من العداء لذوي الأصول الأجنبية، وعلى السويد التخلص من نظرتها السطحية للأجانب والمهاجرين. 




وبين النقاش والجدل حول مستوى العنصرية في السويد ، فأن الحديث حول التمييز والعنصرية أصبح مألوف بين عدد متزايد من المهاجرين ، الذين يشعرون بدرجة ما من التمييز ضدهم ، سواء في بيئة العمل وفرص العمل  ،أو التعامل المباشر مع موظفي المؤسسات الحكومية ، أو مستوى الدخل الضعيف  ، أو حتى في الرعاية الصحية ومدارس الأطفال  وبيئة السكن .

 






مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى