السويد ..قبل 90 عام بلد فقير يضطهد مواطنيه وهرب منه ثلث السكان !
لا تعتقد أن السويد دولة ذات أرث قديم في الرفاهية والثراء ، كما لم تكن السويد دولة رائدة في حقوق الإنسان ، بل العكس من ذلك كانت دولة تضطهد مواطنيها وتعدم المئات سنويا في أحكام قضائية غير واضحة !. للسويد تاريخ طويل للوصول إلى دولة القانون والحريات والرفاه الاجتماعي فلنتعرف على أجزاء من هذا التاريخ الطويل
، السويد كدولة ومجتمع كانت قبل 90 عام من الآن ، دولة تحاول الخروج من الفقر والاضطهاد الذي جعل ثلث الشعب السويدي يهرب للبحث عن الطعام و الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية ، فيما يسمى بالهجرة الكبرى .
يعيش حاليا الكثير من المسنين السويديين في 2020 ، وهؤلاء شهود على مجتمع سويدي، كان في أواخر مراحل الفقر والضعف الاجتماعي ، وجزء كبير من المسنين اليوم في السويد فوق 80 عام كانوا جيل النهضة الذي اخرج السويد من الفقر لبلد متطور ،
ولم تكن السويد دائماً مجتمع رفاهية. كانت السويد في منتصف القرن التاسع عشر بلداً فقيراً جدا . وفي ذلك الوقت كان معظم السكان السويديين يعملون في الزراعة ، ووضعهم الاقتصادي والاجتماعي والصحي سيئ جدا . لك أن تتخيل أن السويديين لم يكونوا على معرفة بمذاق السكر حتي عام 1920 ، حيث كان السكر يباع كدواء أو حلوى باهظة السعر لأثرياء السويد !
منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى عام 1930 هاجر ما يقرب من 1.3 مليون سويدي إلى دول أخرى وهذا العدد كان يمثل بين 35- 40 بالمائة من سكان السويد آنذاك ، هاجروا هربا من الفقر والاضطهاد للولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأمريكا الجنوبية وأستراليا.
ومن الأسباب التي جعلت هذا العدد من الناس يهاجرون ويتركون السويد : الفقر المدقع والاضطهاد الديني ، وعدم وجود الحرية ، والقمع ، وضعف الإيمان بالمستقبل وانعدام الحرية السياسية. واضطهاد المرأة ، وتدهور الوضع الصحي
ولكن ، تحولت السويد بعد بداية القرن العشرين – 1900 – 1950 – من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي. ولكنها لم تشهد الرفاهية الحالية التي نراها في 2020 إلا في أواخر الستينيات 1965 ـ1970
حيث اعتمدت الصناعات على الموارد الطبيعية في البلاد، مثل الحديد الخام والغابات والطاقة المائية. ونشأت حول المصانع مجتمعات سكن فيها عمال المصانع وعائلاتهم، وذهبوا الأطفال السويديين إلى المدارس ،وحصلوا على الرعاية الصحية. وقد أرست الرعاية الاجتماعية التي تطورت بالقرب من المصانع إلى حدّ ما الأساس لمجتمع الرفاهية الذي نراه اليوم.
وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين – 1928 بدأ بار ألبين هانسون، الذي سوف يصبح رئيساً للوزراء، يتحدث عن مفهوم الرخاء و الرفاهية في السكن وحق الجميع في الطعام والعلاج ، الذي انبثق من فكرة أن يتقاسم الناس مصادر البلاد بمختلف الشروط.
ومع مجيء النهضة الصناعية وفكرة الرخاء و الرفاهية في عام 1945 تطورت التأمينات الاجتماعية السويدية بالتدريج. حتى أصبحت وتطورت في الشكل الذي نراه حاليا في عام 1979. سوسيال -الضمان الاجتماعي لدفع المال والسكن لمن لا يمتلك عمل ودخل.
وهي توفر اليوم في 2020 حماية اقتصادية حينما لا يستطيع المرء أن يعيل نفسه عن طريق العمل. تسري التأمينات الاجتماعية أثناء إجازة الوالدين والمرض والإعاقة والشيخوخة. إن صندوق التأمينات العامة هو السلطة المسؤولة عن معالجة قضايا التأمينات الاجتماعية.
إن تكلفة الرفاهية كبيرة طبعاً. ويجري تمويلها من الضرائب والرسوم الشخصية ورسوم أرباب العمل.
الناس كلهم يدفعون ضريبة على مدخولاتهم. وعلاوة على ذلك يدفع المرء ضريبة خاصة على كل ما يشتريه وتسمى ضريبة القيمة المضافة.
لا يدفع المرء سوى جزءاً من التكلفة عندما يحتاج إلى الرعاية الصحية ورعاية الأسنان ورعاية المسنين. وهذا الجزء يسمى رسوماَ شخصية. أما الجزء المتبقي من التكلفة فيتم دفعه عن طريق الضرائب.
وبالإضافة إلى الراتب الذي يدفعه رب العمل إلى مستخدميه، يجب عليه أيضاً أن يدفع رسوماً إلى الدولة. هذه الرسوم تسمى رسوم أرباب العمل.
هذه قواعد في إعادة توزيع الدخل والثروة والاهتمام بالطفل والمدرسة والصحة كفيلة بنقل المجتمعات الفقيرة في أي بلد بالعالم لبلد يتقدم في طريق النمو والرفاهية الاجتماعية