جئت السويد للجوء وبداية حياة مستقرة ..فــأصبحت مشرد بلا مأوى
“أحمد” ، 29 عاما، متواجد متخفي في السويد في 2020 ، أنه طالب لجوء من العراق. وصل إلى السويد مع تدفق اللاجئين إلى أوروبا والسويد في خريف 2015 ،ومازال في السويد بلا أقامة ، كان يأمل بالحصول على أوراق اللجوء…ولكنه الآن مشرد !
اسمي ” احمد” أنا قادم من العراق. في بلادي كنت أدرس بالجامعة ، كانت حياتي نسبيا مستقرة من الناحية المادية ، إلا أن المشاكل اليومية زادت بشكل كبير خاصة عدم الأمان والخوف مستمر ، فالأوضاع تتدهور بالعراق ، والدخل المالي سيئ ، لم أعد أشعر بالأمان ، الجميع يتكلم عن السفر لأوروبا ، انه الحديث الأهم والأكثر انتشار بين الشباب في العراق ، ويتوارثه الجميع جيل بعد جيل انه السفر والهجرة إلى أوروبا ، لقد خفت على حياتي ومستقبلي فقررت المغادرة.
ذهبت إلى تركيا، اعتقدت أنني سأتمكن من البدا بحياة جديدة بسرعة وسهولة ، عبر الهجرة إلى أوروبا … لكن تبين أنني كنت مخطئا. كنت أبيت مع بعض الأصدقاء بشقة صغير في تركيا ، بقيت في تركيا لنحو 4 شهور من الزمن،
كان واضحا أن الانتقال إلي أوروبا سيكون صعب ومكلف وخطر وليس كما كنت اعتقد ، ولكن جاءت الفرصة عندما فتحت أبواب أوروبا وتدفق اللاجئين عبر تركيا إلى العمق الأوروبي في خريف 2015 ، وكنت واحد منهم ، عشرات الآلف تحركوا إنها فرصة لا تتكرر فالعبور مجانا …
من تركيا إلى اليونان إلي صربيا إلى المجر ثما النمسا، لحظة دخولي الأراضي النمساوية اعتقلت لعدة ساعات. ولكن لم يتم تبصيمي ، فالحدود مفتوحة وأوروبا لا تبصم إلا من أراد في هذه الفترة ، في قرارة نفسي لم أرد البقاء في النمسا، نصحني أصدقاء لي بالذهاب إلى السويد حيث اللجوء أسهل والحياة أفضل والمال أكثر، ووفقا لهم بقائي في النمسا أو أي دولة أوروبية أخري غير السويد وألمانيا سيكون كارثة لمستقبلي .
وصلت ألمانيا ، وبدأت مشاورات ونقاشات قصص اللجوء ، قال زملاء ما قضيتي ، قلت لهم سوء الأوضاع بالعراق والبحث عن مستقبل افضل ، قالوا لي هل انت مهدد من جهات تريد قتلك أو تهجيرك انت وعائلتك ؟، قلت لهم : لا …قالوا لن احصل على اللجوء إلا لو كان لدي قضية خاصة ..تهديد بالقتل ، أو محاولة قتلي ، اعتقال ، تعذيب ، قتل أخي أو عمي ….تهجيرنا من بيوتنا ..الخ
لم اقتنع لكن الوقت قصير ويجب أن يكون لدي قضية قبل التحقيقات ، وبالفعل تم تنسيق قضية خاصة لكي اقدمها عند طلب اللجوء ، ولكن ونحن في رحلة الوصول إلى أول مدينة ألمانية وقبل التبصيم ، تبين أن السويد افضل من ألمانيا !،
لقد وجدت عشرات اللاف من اللاجئين من كل الجنسيات يتوجهون إلى ألمانيا ، أمر محبط أن أرى كل هولاء شركاء لي باللجوء !، لذلك قررت التحرك إلى السويد ، حيث الشمال المتجمد الذي يخاف منه الجميع .
وقررت مواصلة الرحلة مع من قرر مواصلة الرحلة إلى السويد ارض خصبا تريد المزيد من المهاجرين كما كان يقال لنا ! .
احمد رفض الظهور في أي صورة ، فقال أن أخر ما يحتاج له أن تكون شهرته ومكاسبه بالسويد هي قصة فشله !!!
يسامر ويقول …لحظة وصولي تقدمت بطلب لجوء في السويد ، ووجدت أيضا الآلاف من اللاجئين معي بالسويد ، وقرر البعض المواصلة لفنلندا ، لقد قالوا إنها افضل اللجوء أسهل والمميزات اكثر ، ” انه سوق ودعاية وأساطير يتداولها اللاجئين والمهربين في كل ما يفعلونه ” قالوا فنلندا لا يوجد بها مهاجرين ، والسويد ازدحمت باللاجئين ، ولكني مع ذلك قررت البقاء بالسويد ….
مباشرة اقتنعت أن السويد هي الوجهة التي تطغى على أحلامي. السويد اشعر إنها نقطة البداية لحياتي $.
وصلت إلى السويد في نوفمبر 2015 ، لماذا السويد يا احمد ؟ لأنني اعتقدت كما الجميع أن الحصول على الأوراق هناك سهل جدا أقامة سهلة سكن ، علاج ، دراسة وعمل . يمكن أن ابدأ حياتي بهدوء ، أنا ارغب أن أعيش في مكان يحترمني واجتهد فيه بالدراسة والعمل ..
ولكن الآن اتضح لي أنني وكل من كان يعتقد بهذه الفكرة كنا مخطئين !.
أريد البقاء في السويد برغم أني علمت إنني مخطئ في كل ما سمعته واعتقدت به في الهجرة والسفر إلى أوروبا ..ولكن لا بديل إلا البقاء في السويد !
مضى على وجودي في السويد خمس سنوات ، وما زلت بدون أوراق . رفض طلب لجوئي، فقررت أن أستأنف على قرار الرفض. استعنت بالمحامي أن يبذل المزيد من الجهد ، ولكن لا فائدة . ، وبرغم أن قلت كلام حقيقي وكلام غير حقيقي في التحقيقات ، إلا أن المحقق رفضني لأسباب أخري ، فأن كنت كذبت ، فالمحقق أيضا كذب ولم يرفضني لأسباب حقيقية ….
والقرارات ضد العراقيين وغيرهم أغلبها الرفض ، لقد حصلت على رفض نهائي وتم قطع المساعدات عني وأصبحت بلا سكن ولا مساعدات ..وأعيش مشرد .
أنا أود البقاء في السويد ، يجب أن احقق القليل من المكاسب ..ليس مكاسب مالية بل محاولة العمل والاستقرار والحصول على فرصة حياة محترمة
ولكن حتى الآن تجربتي في هذا البلد كانت سيئة جدا. أعيش بفقر بكل ما تحمله الكلمة من معني، وأضطر للتنقل بين بعض الزملاء والمبيت في محطات القطار أحيانا ، ولا أملك المال الكافي لأعيش حياة مستقرة طبيعية ،أنا ارتدي فقط الملابس المستعملة شتاء وصيف ..!
فرص العمل بالنسبة للمقيم صعبة ، فما بالكم لطالبي اللجوء ..إنها صعبة جدا ومهينة أيضا بالسويد ، مع ذلك عملت في إحدى ورش تصليح السيارات، إلا أنه أيضا كان مرحليا مقابل 1000 كرونه أسبوعيا وتعرضت لأصابه، وتركت العمل كون صاحب العمل اصبح لديه مشكلة مع العمل بالأسود.
الحياة في السويد لم تكن سهلة لي حتى الآن. لا يمكنني القول بأنني سعيد الآن، كل ما أريده هو عمل وسقف يأويني،
ابحث عن بلد آخر لأتوجه إليه. لا أعرف الآن أي بلد سيكون ذلك، في ظل أزمة كورونا الحدود مغلقة والفرصة منعدمة ، ولكن قد يكون من المفيد أن أبدأ بالتفكير الآن. برغم بصمة دبلن سوف تطاردني ولكن بالنسبة لي لا للعودة للعراق .