خطة السويد لمواجهة فيروس كورونا .. مغامرة «الفايكنغ» السويدي أو التجربة السويدية
-«إنهم يقودوننا نحو الهاوية» خبيرة سويدية في علم الفايروسات:
-23طبيب وأكاديمي اعترضوا على إستراتيجية السويد المتراخية
-أعداد المصابين في السويد ارتفعت إلى 4 أضعاف خلال أقل من 10 أيام
-كل شئ يعمل في السويد …. الحياة تستمر كما هي …. مطاعم ..مدارس ..رياضة ..تسوق … الاستمتاع بالشمس .. مغامرة «الفايكنغ» السويدي مع فيروس كورونا كما نشرت صحف عالمية
قالت واشنطن بوست ، السويديين رائعون ..ولكن هل هذه مغامرة للفاينكغ ؟ فا في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية في الـ11 من مارس الماضي، أن فايروس كورونا المستجد «جائحة عالمية»، اتجهت غالبية الدول على الفور نحو فرض إجراءات احترازية صارمة، ظهرت «التجربة السويدية» وأبعادها التي نعرفها .
وما يثير التساؤلات حول جدوى «التجربة السويدية» هو أن فايروس كورونا لا يزال متصاعداً في حصد المزيد من الأرواح في دول تمتلك منظومات صحية تعد الأقوى في العالم، فهل هذه التجربة السويدية عبارة عن «مغامرة» ومقامرة قد تعرّض الشعب السويدي والعالم للمزيد من المخاطر التي قد تفضي إلى تفشي الفايروس بشكل أكبر وتضاؤل فرص تقويض الجائحة.
إلا أن هذه القيود المخففة مقارنة بالإجراءات الصارمة التي اتبعتها الكثير من الدول الأخرى، أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات حادة ضد السلطات الحكومية، حيث وقّع أخيراً نحو 23 طبيب وأكاديمي، بينهم رئيس مؤسسة «نوبل» البروفيسور كارل هنريك هلدن، على عريضة تطالب الحكومة السويدية بإجراءات وقيود أكثر صرامة.
مناعة القطيع تنعش «نظرية مالتوس الشيطانية »
توماس روبرت مالتوس باحث سكاني واقتصادي إنجليزي قال” أن كبار العمر والمرضى والمجانين والمعاقين يشكلون عبئ على الاقتصاد والمجتمع ويجب التخلص منهم بطريقة ما ..مثل وضعهم بجزيرة حتى الموت ” وتشير مؤشرات أسباب توجه الحكومة السويدية في عدم فرض قيود مشددة في مواجهتها لفايروس كورونا المستجد أنها تسعى إلى إحداث «مناعة جماعية».
ففي مارس الماضي أفادت عالمة الأوبئة أنيكا ليندي وهي المسؤولة السابقة عن مكافحة الأوبئة في هيئة الصحة العامة السويدية من 2005 إلى 2013، بأن السويد تتبع سياسة ما يعرف بـ «مناعة القطيع» في مواجهتها لفايروس كورونا، موضحة أن الإستراتيجية التي تنتهجها الهيئة تعتمد على السماح لانتقال عدوى فايروس كورونا لأكبر عدد ممكن من السويديين دون أن تثقل كاهل الرعاية الصحية كثيراً.وهذا يؤدى لوفاة الفئات الضعيفة كبار العمر والمرضى!!
وأضافت أن «اللقاح لن يكون جاهزاً في وقت قصير لذا فإن إستراتيجية السلطات السويدية، هي السماح للسويديين بالعدوى بفايروس كورونا»، وترى أنه إذا أصيب 60 % من السويديين بالعدوى في خريف هذا العام، فنسبة انتشار الفايروس ستكون أقل مستقبلاً مقارنة بالدول التي منعت إصابة سكانها.
وهذا التوضيح أثار مخاوف الكثير من المواطنين السويديين وانتقادات حادة من المتخصصين الذين باتوا يشعرون بالقلق حول تفشي المرض في البلاد، خاصة وأن الاستراتيجية تفترض إصابة نحو 60% من المواطنين بالعدوى لكي يصبحوا محصنين ضد الفايروس في المستقبل ..ولكن من قال أو اثبت أن الفيروس يصيب الإنسان مرة واحدة وليس بشكل متكرر؟
كما أن هذه المنهجية أثبتت فشلها في بريطانيا التي اتخذتها عند بدء الأزمة ثم تراجعت عنها بعد أن تزايدت الأعداد، كما أن تقارير حديثة أكدت تكرار عودة الإصابة بكورونا في عدد من الحالات، وهو ما يبطل هذه الإستراتيجية في حال ثبوت أن الإصابة بالفايروس لا تعطي حصانة ضد المرض.
وهو الأمر الذي دفع المسؤول الحالي عن مكافحة الأوبئة في هيئة الصحة العامة السويدية، عالم الأوبئة أندرس تيغنيل، إلى نفي أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى السماح بعدوى عدد كبير من السويديين، مخففاً المسألة بقوله «على الأقل هذا لا يجب أن يحدث بسرعة، لقد بدأنا نفهم أن الفايروس لن يتوقف عن الانتشار حتى نصل إلى المناعة الجماعية، ولكن يجب أن يتم ذلك ببطء ويتم التحكم فيه حتى يتمكن نظام الرعاية الصحية من إدارته».
وبين هذا وذاك لن نستطيع الحكم على النتائج الا بنهاية التجربة السويدية ،،، هل كانت نطلق عليها ” التجربة السويدية ” أو مغامرة «الفايكنغ» السويدي