مقالات مهمة

هل تشعر بالانتماء للسويد ؟ دراسة سويدية لماذا يشعر المهاجر في أمريكا بالانتماء اكثر من المهاجر في السويد

نحو واحد من كل خمسة أشخاص من سكان يوتيبوري مولود في بلد آخر غير السويد أي انه مهاجر ! ، هذا ما أظهره استطلاع أجرته صحيفة يوتيبوري بوستن خلال السنوات الخمسة السابقة وفي حقيقة الأمر أن كل 3 من 10 من سكان السويد أصولهم مهاجرة أجنبية . وكل 5 من أصل 10 سويديون لديهم أحد الآباء أو الجد الأول من أصول غير سويدية .




ورغم زيادة أعداد المهاجرين في السويد خلال السنوات الخمسة السابقة ، إلا أن لهم حصة صغيرة في سوق السكن وفرص أقل في العمل ، ومستوى رواتب أقل ، وبشكل عام هم مواطنين محدودي الدخل..




ولكن يوجد سؤال هام ..لماذا قد يشعر مهاجر في الولايات المتحدة الأمريكية انه أميركي بسرعة كبيرة مع الوقت ، أما في السويد فيستغرق الأمر في كثير من الأحيان أجيال عدة ليشعر الشخص بأنه سويدي. هذا أمر مخيب للظن.؟






السويد قد فشلت في خلق شعور بالانتماء إلى المجتمع والهوية المشتركة، هذا ماكتبه ياسينكو سليموفيتش عضو البرلمان عن حزب الشعب في صحيفة الداكينزنيهيتر. عام 2013 أي قبل 6 سنوات في ظل بداية تدفق المهاجرين الكبيرة للسويد ، وكان سليموفتش قد استأجر سيارة تاكسي للذهاب إلى المطار وكان سائق التاكسي من الصومال وسأله:



الكاتب – من أي بلد انت ؟

السائق – أنا صومالي الأصل – ولكني لدي الجنسية السويدية

الكاتب- أين وطنك, الصومال، أو السويد؟ تكلم بصدق .

السائق / وطني – الصومال. –

الكاتب – كم عشت بالسويد ؟

 السائق /  18عام أعيش في السويد

الكاتب- هل تشعر أنك سويدي؟ –

السائق / لا ، ليس في أقل تقدير. فالعملية تستغرق عدة أجيال لتصبح سويدي. لا اشعر بذلك والسويديين لا يشعرون إني سويدي . إذا حاولت الشرطة السويدية البحث عن لص اجنبي أفريقي في ستوكهولم ، سوف اكون من المشتبهين ، عندما كانوا يبحثون عن مهاجرين غير شرعيين أوقفوني للتفتيش في محطة قطار ، وعندما علموا أني سويدي كان يبدوا الخجل عليهم !




* وعندما هبط ياسينكو سليموفيتش في العاصمة واشنطن في مهمة لدراسة عملية الاندماج في أميركا  قال نفس الأسئلة إلى سائق التاكسي الأفغاني: –

 الكاتب / من أين أنت ؟

السائق – أنا أمريكي – ولكني قادم من أفغانستان 

هل “الوطن” أفغانستان أم هنا في أمريكا؟ تكلم بصدق

أجاب السائق – هنا، بطبيعة الحال. أنا أمريكي وانتمي لهذا البلد ، ولكني ايضا احب أفغانستان وطن الآباء




كم عشت في أمريكا ؟

أنا هنا منذ 14 عام

– هل تشعر انك أميركي؟

– بالطبع. وماذا أكون غير هذا؟ هذا ما اشعر به ..وهذا ما يتم معاملتي فيه هنا

هل تحب أن يقال عليك أمريكي أو أفغاني ؟

شخصيا ليس الأمر مهم ، ولكني أعيش وانتمي لأمريكا ، فانا أمريكي وهذا هو الصحيح والواقع …




وتم مناقشة التقرير ، وكانت النتيجة أن تقبل المجتمع السويدي للمهاجرين تحتاج إلى وقت طويل ، فالمجتمع السويدي لديه اختلافات في مفهوم السويدي من جذور سويدية ، والسويدي من جذور أجنبية ، تتلاشى تدريجيا بعد الجيل الثاني من السويديين الأجانب. ولكن يظل القليل من مفهوم الشكل واللون في تحديد الهوية ! إنها درجة من التمييز في المجتمع ، ربما ليست عدائية ولكنها ثقافية – السويدي والسويدية لديهم ملامح خاصة !




وهذا أمر تؤكده مني احمد التي تعيش في السويد منذ 21 عاما ، وترى أن هناك اختلافا في نظرة المجتمع السويدي إليها.

وتقول فاطمه الحسيني الذي أمضت 3 سنوات ونصف في السويد ، أن العادات والتقاليد لها تأثير كبير.




ودرجة ارتباطك بوطنك الأصلي له عامل كبير .. وفكرة الانتماء تكون متوسطة ،، تشعر بالانتماء بالتقدير والامتنان والحب للسويد ، ولكن تشعر دائم انك تنتمي لجنسيتك الأصلية …وغالبا المجتمع السويدي لا ينظر لك انك سويدي ..أنا لا اشعر بالتمييز أو العنصرية ولكن هذا هو واقع الحال .




لكن منصور العزاوي الذي أنتقل إلى السويد منذ 22 عاما فيشعر أنه منسجم بشكل كامل بالمجتمع السويدي.. ويقول أن الأساس هل انت تريد ذلك . وتفعل ما يؤكد انك مواطن سويدي ؟ .. ويقول : – السويديين اغلبهم لا يهتم بالشكل أو الأصول ..وأنما في شعورهم انك مندمج في ثقافتهم ، حتي لو لك ثقافة خاصة بك ، ..ولكن الكثير يعيش بالسويد وهو مرتبط بوطنه الأصلي منعزل بجالية وطنه .




ويقول الباحث في الشئون السياسية والاجتماعية  من المعهد السويدي ، فما يتعلق بالمقارنة ، فأن الشعور انك مواطن سويدي يحتاج جهد ووقت ورغبة ..

وبالفعل قد يحتاج أجيال لا تقل عن الجيل الثاني حتي تصل لمرحلة انك مواطن سويدي في الانتماء ، وتكون صلة الارتباط بالوطن الأم انقطعت مع الجيل الثالث بشكل كامل … وتظل بعض الجوانب الأخرى في مفهوم أنك سويدي ، ونظرة السويديين للأجانب التي يؤثر عليها المزاج العام والخطاب اليميني المتطرف ..



ولكن في أمريكا الوضع افضل فلا يوجد هناك مفهوم واسع أن يوجد مواطن أمريكي اصلي ، ومواطن مجنس من أصول مهاجرة ، فهي دولة ومجتمع تقوم على تجنيس المهاجرين منذ مئات السنوات ، ولا يمكن تمييز الأمريكي الأصلي بالشكل أو اللغة فثقافة وحضارة أمريكا أصبحت ترسم الأمريكي الأفريقي والأمريكي الأشقر والأمريكي اللاتيني والأسيوي وغيرهم  …لا يوجد ملامح خاصة للإنسان الأمريكي ..




بخلاف السويد الذي يظل الشعور باختلاف التركيبة السكانية قائم من خلال السويدي من أصول سويدية ، والسويدي من أصول مهاجرة من خلال الملامح والثقافة … ويتلاشى تدريجيا .. ولكن ليس بشكل كامل حيث تظل عوامل الشكل الجسدي واللون  لها تمييز  في المجتمع .






هل تشعر بالانتماء ..للسويد كمواطن سويدي . ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى