السويد البلد الأوروبي الذي يتحول فيه فقدان الوظيفة إلى خبر سعيد
قال موقع BBC Worklife يعد تسريح الموظفين من العمل من أكثر الأمور الصعبة، فمن مر بتلك المحنة يعلم جيدا الفزع الذي قد تسببه، والقلق على الدخل والوظيفة، بل ويؤدي ذلك في بعض البلدان إلى الحرمان من التأمين الصحي.
لكن ماذا لو أصبح التسريح من العمل مفاجأة سارة؟ لا يرجع ذلك للتوفيق فحسب، بل أيضا للنظام المعمول به في السويد والذي يمكن العامل الذي يفقد وظيفته ثم يتسلم 80 بالمائة من راتبه من صناديق البطالة ثم يذهب للسوسيال المالي لاستلام مساعدات مالية ، وفي نفس الوقت يستطيع الالتحاق بمكتب العمل و اكتشاف مهارات جديدة والعودة لسوق العمل بوظيفة أفضل من السابقة.
ونتيجة لذلك، أصبحت السويد أفضل بلد في إعادة التوظيف بين بلدان العالم المتقدم – فنحو 90 في المئة من العمال المفصولين يستطيعوا بدء حياة عملية ودراسية وتدريبية جديدة في اسرع وقت دون عناء أو خوف من عدم توفر المال ، وبالتالي يستطيع السويديين العاطلين العودة و الانضمام لسوق العمل في غضون عام، استنادا لأرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية .
وكانت إيفا، البالغة من العمر 24 عاما، ممن استفادوا من هذا النظام مؤخرا، فبعد انتهاء دراستها الجامعية في عام 2016 عملت كمصممة غرافيكس، ومضى الحال على ما يرام في وظيفتها في ستوكهولم، حتى جاء مطلع 2022 وأعلنت الشركة اضطرارها لخفض النفقات وعدم الحاجة لوظائف.
توترت أجواء العمل وشاع القلق بين زملائها، وأصاب الأرق إيفا لخوفها من أن تكون هي التالية – حتى صديقها لاحظ تغيرا كبيرا في سلوكها. وبالفعل تم تسريحها ولكنها كانت وضع جديد حيث لديها تعويضات من صناديق البطالة تدفع لها 80 من راتبها لمدة عام ولديها برنامج في مكتب العمل السويدي لمساعدتها ودعمها للتدريب والبحث عن عمل .
حصلت غيفا على دعم مكتب العمل السويدية ، وساعدها مكتب العمل في إعداد السيرة الذاتية ثم بدأت التدريب على مهنة جديدة ، والتحقت بدورة تدريبية لمدة ثمانية أسابيع لتعلم تقنيات تحريك الصور باستخدام بمدرسة برغز للاتصالات ودفع مكتب العمل لها رسوم الدورة .
تعرب إيفا عن سعادتها قائلة: ” حصلت على وظيفة في نهاية الأمر – بفضل تلك المساعدة التي توفرت من صناديق البطالة ومكتب العمل . وتقول: “أشعر بثقة أكبر في الوضع بأكمله، فقد أدركت أنني لست وحدي، وكان هناك من يقدم لي المشورة ويتحدث معي في أي وقت”.
ويحصل أغلب السويديين، شأنهم شأن إيفا ممن يستفيدون من نظام الضمان الاجتماعي السويدي ومن دعم مكتب العمل ، حيث يحصلون عمل جديد في غضون ستة أشهر إلى عام من فقدان عملهم. وبحسب بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يتقاضى الموظفون السويديون دون الثلاثين من العمر رواتب أكبر بعد تسريحهم والذهاب لوظائف جديدة.